You dont have javascript enabled! Please enable it!
مختارات من الكتب

محمّد قجّة: التركيب السكاني لمدينة حلب

من كتاب حلب في نصف قرن 1875-1925 (1)

 التركيب السكاني لمدينة حلب

عرف عدد سكان حلب أشكالاً من الصعود والهبوط، بحسب الظروف السياسية والاقتصادية وانتشار الزلازل والأوبئة.

وقد ظلت حلب رغم كل الظروف تحتل المرتبة الثالثة في الإمبراطورية العثمانية بعد استنبول والقاهرة، بل وتتفوق اقتصادياً على القاهرة بحكم موقعها الجغرافي المتوسط في تلك الإمبراطورية، وتنوع السلع التي تفد إليها، والأهم من ذلك اختلاف اللغات والأجناس والأعراق والمذاهب التي تلتقي فيها، مستفيدة من أسواقها الواسعة النظيفة وخاناتها وأبوايها العشرة وطرقها المرصوفة بالحجارة.

ففي أواخر القرن السابع عشر يقدر “دارفيو” قنصل فرنسا في حلب عدد سكان المدينة بـ (290) ألفاً منهم ثلاثون ألفاً من المسيحيين وعدة آلاف من اليهود، كما يشير إلى وجود أكثر من سبعين قنصلية وممثلية تجارية أجنبية في المدينة ويقول:

(إن سكان المدينة المسلمين يحبون الإفرج كثيراً/ وهم يختلفون بذلك على كل الذين عرفتهم في سائر أنحاء الإمبراطورية العثمانية، الحلبيون هم أكثر سكان الإمبراطورية وداعة وأقلهم إيذاء وأفضلهم معاملة، وأشدهم تمسكاً بمكارم الأخلاق، وهم أناس طيبون لا يستطيعون إلحاق الأذى بمن جاورهم، وهم يحبون الأجانب ولاسيما الفرنجة. وهم مهرة في التجارة، ولكنهم صادقون. إن الأمر خارق للعادة)(2).

تصنيف كتاب (تاريخ حلب الطبيعي)

وبعد مائة عام من دارفيو الفرنسي يأتي الأخوان البريطانيان “الكسندر وباتريك راسل” ليذكرا في كتابهما “تاريخ حلب الطبيعي” أن سكان المدينة في عهدهم كان 300 ألف نسمة (3) منهم ثلاثون ألفاً من المسيحيين، وخمسة آلاف من اليهود (أواخر القرن الثامن عشر)، ويتحدث “الأخوان راسل” عن التركيب السكاني لمسلمي حلب، فيقولان إنهم من العرب والأتراك والتركمان والأكراد، بمن فيهم الحضر والبدو والأغوات والأشراف والتجار وعامة الناس(4).

أما السكان من غير المسلمين (في كتاب راسل) فهم على ثلاثة أقسام:

أ- المسيحيون الحلبيون: ويقدر عددهم بثلاثين ألفاً يتوزعون بين طوائف الروم والأرمن والسريان والموارنة. ولكل منهم كنيسة في حي “الجديدة” ويتمتعون بتسامح تام في ظل الحكومة العثمانية (5).

ب- الأوربيون المقيمون في حلب: وأغلبهم من البنادقة والفرنسيون والإنكليز والهولنديين والتوسكانيين (دوقية فلورنسا). وكانت اللغة السائدة بينهم الإيطالية تليها الفرنسية. وكان بعضهم يتحدث العربية (6). وهناك أعداد من جنسيات أخرى. ولكل جالية قنصل ومستشار وقس وطبيب وضابط ومترجم.

ت- اليهود: وعددهم خمسة آلاف. ويقطنون داخل الأسوار، ويعملون في الصرافة والسمسرة وبعض الحرف اليدوية، وكانوا أكثر الناس قذارة وأسوأهم هنداماً (7).


(1) Grant , A Portrait of Ottoman Aleppo, p 93

(2)عبد الرحمن حميدة، حلب، 54

(3)الأخوان راسل، تاريخ حلب الطبيعي، ترجمة خالد الجبيلي، حلب 1999، صـ 91

(4) الأخوان راسل، المرجع نفسه،  صـ 140

(5) الأخوان راسل، المرجع نفسه، صـ 263

(6)الأخوان راسل، المرجع نفسه، صـ 250

(7) الأخوان راسل، المرجع نفسه، صـ 280


اقرأ:

محمّد قجّة: عمر أبو ريشة … الغائب الحاضر

محمّد قجّة: في ذكرى الجلاء… الزعيم الوطني إبراهيم هنانو

المصدر
قجة (محمد)، حلب في نصف قرن، 1875- 1925، الطبعة الأولى، عام 2016



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى