محمد علي المعاذ

تلقى علومه و معارفه على يد والده العلامة المربي محمد حافظ المعاذ، في مكتب جامع الزاوية (مكتب آل المعاذ) الذي ورث إدارته عن والده الشيخ محي الدين عن جدّه مؤسس المكتب الشيخ عبد الله بركات المعاذ. وكان الأخير قد أحدث هذا المكتب عام 1740م بعد انفصاله عن زاوية الطريقة البكرية (الخلوتية) التي تشترك فيها أسرتي آل المعاذ وآل الزهري اليافي عند مسجد الأبرار (تحت الماذنتين).

قرأ الشيخ محمد علي العلوم الشرعية و علوم اللغة العربية المقرّرة على يد والده في المكتب المذكور بمراحله التعليمية الابتدائية، ثم تابع تعليمه في المدرسة الرشدية (الإعدادية) الرسمية بحمص ونال شهادتها عام 1903م، وعمل في محل والده بسوق العطّارين في التجارة العامة وبيع القيشاني والأدوات الخزفية قبل أن يسافر إلى اسطنبول لتحصيل تعليمه العالي في دار المعلمين عام 1905م[1].

و بعد عودته من اسطنبول، شارك في عام 1913 م بتأسيس مدرسة منبع العرفان وفي وضع منهاجها، و قام بإدارتها فأبدى بذلك خبرة عالية.

وكان قبلها مديرًا لمدرسة ذي الكلاع الابتدائية الرسمية (معلم أول) منذ عام 1911م على الأقل. وقد كانت المدرسة سابقًا بإدارة ابن عمه الشيخ عبد اللطيف المعاذ[2].

ورد في جريدة حمص في مقالها المعنون “كلمة في المكاتب الابتدائية بحمص” بتاريخ 8 تموز 1911م:
“في هذه الأيام كان الامتحان لتلامذة المكاتب الابتداية ببلدتنا حمص، فتعيّنت هيئة لإجراء ذلك وحضره ثلة من هيئة المعارف، فظهر للميزين كسل التلامذة وعدم اجتهادهم للعلم، تلك الحالة التي لا يرضى بها كل ذي روح طيبة ووجدان طاهر. سوى تلامذة مكتب ذي الكلاع الابتدائي، فقد فاقوا أقرانهم بما أظهروه من الاستعداد والنباهة، فكان ذلك أقوى دليل على اجتهاد معلّمهم الشيخ علي افندي المعاز واعتنائه بهم، لذلك قد تحسّن لدى شعبة المعارف مكافأته بما يسرّ به.”[3]

كما أوكلت إليه الإدارة العثمانية مهمة التدريس والإشراف على كتّاب الشيخ كامل في حي بني السباعي بموجب براءة سلطانية عام 1332هـ/1914م، وظلّت البراءة محفوظة لدى أحفاده حتى عام 2012[4].

ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى جرى تكليفه بإدارة المدرسة الأرثوذكسية المعروفة بمدرسة تل الصمد، فأبدى في ذلك حسن إدارة و أمانة عالية. و بإشرافه جرى إيواء اللاجئين الأرمن في هذه المدرسة وتأمين إقامتهم و كسوتهم و إطعامهم و مراعاة شؤونهم خلال الحرب[5].

وبعد جلاء القوات العثمانية عن سورية وإعلان المملكة السورية عام 1920 كان قد تسلّم إدارة المدرسة الهاشمية الابتدائية، التي أُسّست ضمن سنوات الحرب تحت اسم “المدرسة العثمانية”[6].

توفي في 29 تشرين الثاني 1966م[7].