نادي أبو الفداء الرياضي في حماه

يعد نادي أبو الفداء في حماة أول ناد رياضي تأسس في حماة عام 1930، وحول ظروف تأسيسه كتب أكرم الحوراني في مذكراته  ما يلي:

انصرفت في صیف ذلك عام 1930 لتأسیس أول ناد رياضي، أسمیته نادي أبي الفداء، وقد حصلت مع بعض رفاقي على الرخصة بسھولة، ولكن من أين لنا المال لإنشاء الملعب؟ كان لا بد من اقناع الناس بالتبرع، وھم لن يتبرعوا ما داموا يعتبرون الرياضة ملھاة عن الدراسة والعلم، لذلك وزعنا بیانا افتتحته بالقول المشھور: “العقل السلیم في الجسم السلیم” مبینا فیه أھمیة الرياضیة بالنسبة لنھضة الشعوب، وكیف أننا أزمعنا على تأسیس ناد رياضي وإنشاء ملعب لكرة القدم، وطلبنا من المواطنین الاھتمام والتشجیع والتبرع.

ذھبت مع وفد من رفاقي لمقابلة رئیس البلدية عارف الكیلاني، نقدم رجلا ونؤخر أخرى تھیبا من مقابلة المسؤولین، وكان أخشى ما أخشاه أن يقابلنا بجفاف واستخفاف، لكنه قابلنا باحترام كبیر، وأبدى كل استعداد لدعمنا ومساعدتنا، وأصدر أمره فورا لموظفي البلدية بأن يمدونا بكل مساعدة، وسبب ذلك أنه عرف أثناء دراسته في فرنسا أھمیة الرياضیة في العالم المتحضر.

وبمساعدة مداحل البلدية وعمالھا قمنا بإنشاء الملعب في بستان المغیلة، وقام بتدريب الفريق شاب من آل البارودي كان قد أتقن رياضة كرة القدم في الجامعة الأمیركیة، على أنني لم أشارك الفريق في اللعب لأنني لم أكن میالا لممارسة ھذه الرياضة.

وقد أنشئت في حماه بعد ذلك أندية رياضیة كثیرة، واستفادت من ھذا الملعب الذي ظل الملعب الوحید في حماه أكثر من ثلاثین عاما، والذي انطلقت منه ثورة عام 1945 في حماه.

ظل نادي أبي الفداء باتجاه الحركة الشعبیة حتى تأسیس حزب الشباب، ثم أنشأنا نادي الفتوة، وقد انقسمت أندية حماه الرياضیة والثقافیة فیما بعد حسب الاتجاھات السیاسیة في المدينة.