عندما تم القضاء على المملكة السورية الوليدة عام 1920 ودخل الفرنسيون دمشق، تم تعيين أسوأ ضابط فرنسي لحكم محافظة حماة، فأذاق المدينة وأريافها الهوان، وأول فعلة مجرمة له هو احتلال بيت المرحوم رشيد الحوراني وجعله مستشفى لعساكره، ودام ذلك أربع سنوات:
وثاني فعلة قام بها هو مصادرة بيت حسن الشيشكلي وجعله دار اقامة، ثم اعتقل صاحب البيت حسن الشيشكلي وعذبه عذاباً شديداً متذرعاً بتهمة ارسال السلاح وتهريبه الى ثورة الشيخ صالح العلي.
وثالث فعلة اعتقال الكثير من أهل المحافظة بتهمة تهريب السلاح الى ثورتي ابراهيم هنانو والشيخ صالح العلي ،ثم توج سوء أعماله باعدام ثلاثة من المعتقلين عام 1921 وعلقهم على المشانق أمام خان رستم باشا ، لمدة طويلة ليرهب الناس وهم الشهيد حمدو الجلاغي من حي جورة حوا، وكامل الباكير مختار قرية الربيعة القريبة من مدينة حماة من الجهة الغربية، وشيخ عرب السماطيين ابراهيم بشير العليوي الحسن…
وأتابع ضرب الأمثلة فأقول : عندما قامت ثورة حماة يوم 4 تشرين الأول 1925 بزعامة القائد الوطني فوزي القاوقجي كان في المدينة ثلاث آراء:
الأول يقول بوجوب الثورة المسلحة مؤازرة لثورة سلطان باشا الأطرش في جبل العرب وبهدف تعميم الثورة على جميع الأراضي السورية،
الثاني يقول بالثورة السلمية.
الثالث وهم قلة كان يشكك بشخصية القائد فوزي القاقجي ..
وقد سقت هذا الحديث لأصل الى النتيجة التي تعبر بشكل جلي لا لبس فيه بأن المحتل الفرنسي لم يفرق بين أحد من الآراء الثلاثة، فقد اعتقل الجميع وعذبهم شر عذاب في ثكنة ” الشرفة ” ولا حق البقية ،ثم قصف المدينة وفرض على جميع أهالي المدينة الغرامات الباهظة ، ومع كل الصعوبات والفقر المدقع ،قامت قرى الأرياف بارسال المستطاع من الخبر الى المدينة .
اقرأ: