من الصحافة
صحيفة 1966- التنافس الروسي – الصيني في سورية
نشرت صحيفة المنار مقالاً تحليلاً نشر مع إغفال اسم الكاتب سوى الاشارة الى عبارة : (بقلم – باحث عربي)، تضمن المقال تحليلاً ومحاولة تفسير ارسال رئيس المانية الشرقية برقية تهيئة بمناسبة الإنقلاب الذي جرى في سورية في الثالث والعشرين من شباط عام 1966م.
فيما يلي نص المقال:
(المستر أولبرخت رئيس ألمانيا الشرقية الدائرة في فلك الاتحاد السوفيتي أرسل برقية تهنئة إلى الدكتور نور الدين الأتاسي بمناسبة الإنقلاب السوري الأخير.
لا شك أن القارئ العربي العادي يحتار لأول مرة في تفسير مغزى هذه التهنئة.. فهل أرسلها أولبرخت باعتبار أن وكالات الأنباء قد نقلت إليه أن بعض عناصر الإنقلاب تتبنى الماركسية عقيدة ومبدأ، فأراد أولبرخت أن يهنئ الرفاق – الماركسيين – حتى ولو كانوا يطلقون على أنفسهم اسماً آخر.. أم أن أولبرخت تفائل خيراً بالإنقلاب، آملاً في سماح زعمائه للحزب الشيوعي السوري بالنشاط.. أم أن الأمر لاهذا ولا ذاك، وإنما هو أمر آخر يتعلق بالصراع الروسي الصيني في المنطقة العربية ولاسيما في سورية.
لقد تحدثت وكالات الأنباء كثيراً، وكتب عدد من المراقبين مرات، عن النشاط الواسع الذي تبذله الصين من أجل زرع بعض نفوذها في سورية، وأشار المراقبون إلى ظهور نواة حزب شيوعي ذو ميول صيني في سورية، وذكرت بعض وكالات الأنباء أن الإنقلاب السوري الجديد يميل إلى التعاون مع الصين أكثر من ميله إلى التعاون مع أية دولة كبرى أخرى، بما فيها روسيا ، فهل تهنئة أولبرخت للدكتور الأتاسي رئيس سورية الجديد هي بداية لنشاط دبلوماسي ستبذله روسيا من أجل إقناع الإنقلاب السوري بالتعاون معها، وليس مع الصين؟
إن أحداً من الناس لا يستطيع أن يجيب عن هذا السؤال الآن، ولكن من المعروف أن روسيا كثيراً ما تدفع الذين يدورون في فلكها لكي يبدأوا هم بالعمل الذي تريد القيام به.
-باحث عربي- )