محافظة الرقة
السرايا في الرقة
السرايا في الرقة
تم إنشاء المبنى في عام 1861 كمقر للسرايا العثمانية (مبنى حكومي).
أما مبنى السرايا الجديد، بنى بحسب بعض الروايات عام 1918م، والبعض ذكر أنه بني بين عامي 1924 و 1928 أعاد الانتداب الفرنسي تنظيم المباني الإدارية، و ذلك بعد أن نصب تاج الدين الحسني كأول رئيس سوري، حيث بدأ ببناء سلسلة من المباني الحكومية المماثلة في مدن مختلفة.
حتى عام 1946 كان المبنى المكون من طابقين مع حديقة خلفية بمثابة مقر الحاكم الفرنسي.
من عام 1946 حتى عام 1963 أصبح المبنى المقر الرئيسي لشرطة الرقة.
بعد ذلك تم استخدامه من عام 1963 حتى عام 1981 كمقر المحافظة الرقة.
في تشرين الأول من عام 1981 ، افتتح المبنى باسم متحف الرقة ، واحتفلت به الندوة الدولية التاريخ الرقة بالإضافة إلى صالات العرض في الداخل، تم إضافة الحديقة أيضاً في العرض المتحفي مع قطع ذات أحجام كبيرة وازوان ثقيلة.
اعتبر الأهالي في الرقة سنة عام 1918 سنة بناء السرايا، وحول ذلك كتب الباحث حمصي فرحان الحمادة:
( سنة بناء السرايا
دلت تواريخ الدولة العثمانية أن منطقة “الرقة” بقيت معمورة في فترة طويلة من الزمان، وكانت الدولة ترسل إليها والياً كوالي “حلب” يقيم فيها، ثم ومع تمادي الأيام ألم بها الخراب، وصارت الدولة ترسل والياً لـ “حلب”، وكان يدير “الرقة” من دار الولاية في “حلب”، واستمر ذلك لحين تشكل الولايات فأفردت ولاية “حلب” لوحدها.
وكانت “الرقة” قد أشرفت على الامّحاء من الوجود، وخرب برها وخراباً فاحشاً، بسبب البدو الرحل، فصارت مركز مديرية إلى حدود عام 1869م، حيث عين لها قائم مقام في ذلك العام، واحتاج الأمر بعد ذلك لبناء دار للحكومة (السرايا).
بنيت السرايا القديمة لإقامة القائم مقام، وقد شيدت من اللبن، في نفس موقع المتحف الحالي، وكان بابها للجنوب، وقد ألحق بها سجناً اتجه بابه إلى جهة الشرق، كما أنشئت مساكن شعبية من قبل الدولة في الجهة الشرقية المقابلة للسرايا، وكان كل مسكن منها مؤلف من مطبخ وغرفتين، وخصصت هذه المساكن لسكن موظفي الدولة دون مقابل، الذين كان عددهم سبعة، بما فيهم القائم مقام، وقائد الدرك، ومدير المال، وكان سبب إنشائها هو عدم وجود بيوت للسكن في ذلك الوقت، وبعد توسع المدينة وازدياد عدد سكانها، واستقرار الحياة الاجتماعية فيها، ازداد عدد موظفي الدولة ولم يعد البناء القديم يستوعبهم، لذلك عمدت الحكومة في عهد الرئيس “تاج الدين الحسني” وفي عام 1928 إلى هدم البناء القديم للسرايا، وبناء السرايا الجديدة التي ظلت حتى الآن شاهدة على مرحلة هامة من تاريخ “الرقة”.
ولبناء السرايا تم بناء مفخرة لصناعة الفخار المستخدم لبناء السرايا الجديدة، حيث عمل عدد لا بأس به من أهل “الرقة” في تشييدها.
وقد شارك في بنائها أيضاً بعض الأطفال الذين قاموا ببعض الأعمال البسيطة، واستمر العمل في بنائها مدة عامين، ومن الذين قاموا بنقل الفخار الذي بنيت به نذكر: “كرفو أحمد الكرفو”، و”سليمان العمار”، وكان متعهد الجص “أحمد الفواز”، وإلى الشمال منه تم بناء المدرسة الرشدية، التي تمت تسميتها بمدرسة بلقيس لاحقاً لكنها هدمت أيضاً، وصار مكانها حديقة للمتحف.
وتم في تلك الفترة الزمنية بناء السجن المركزي، الذي انتقل لاحقاً إلى مكان آخر، وفي نفس العام أيضاً تم بناء فندق أطلق عليه اسم فندق المدينة، وهو بناء من فخار على طراز السرايا الجديدة، وهو مؤلف من طابقين، الأول قاعة استقبال كبير، والطابق الثاني غرف للنوم، ثم أصبح فيما بعد الطابق الأرضي سينما “فؤاد” والطابق الثاني دار للبلدية.
وقد هدمت بعد ذلك ليحل محلها مبنى جامعة “الاتحاد” قبل انتقالها إلى مقرها الجديد في الجبل لاحقاً، وبعض المحلات التجارية، وفي العام نفسه أيضاً تم افتتاح بستان البلدية، وكان في طرفه الغربي مقهى صيفي تمت إزالته، وافتتح أيضاً وفي الفترة ذاتها مسلخ البلدية لمراقبة ذبح الذبائح بشكل سليم وهذه الإجراءات تمت في عهد رئيس البلدية “عبيد آغا الكعكه جي”.
ولاحقاً تم تحويل السرايا الحكومية إلى متحف وطني لآثار “الرقة” عام 1981م، وذلك بمناسبة انعقاد الندوة الدولية لتاريخ “الرقة”، ويعتبر تاريخ بنائها تقويماً شعبياً “روزنامة” لدى أهل “الرقة”.
المراجع والهوامش:
(1). مقابلة مع الباحث الاثاري محمد العزو- أجرى اللقاء عبد الكريم الأسعد - التاريخ السوري المعاصر كانون الأول 2024م
المراجع والهوامش:
(1). مقابلة مع الباحث الاثاري محمد العزو- أجرى اللقاء عبد الكريم الأسعد - التاريخ السوري المعاصر كانون الأول 2024م