مقالات
د. عادل عبدالسلام (لاش) : من الطب الشعبي الشركسي
د. عادل عبدالسلام (لاش) – التاريخ السوري المعاصر
الأصل في الطب، هو الطب الشعبي الذي يطلق عليه اليوم اسم (الطب البديل). وهوجانب مهم من حياة الإنسان و قديم قدم وجوده على وجه البسيطة. إذ عُثر في مدافن من العصر الحجري في العراق على عظام عمرها 60.000 سنة عليها بقايا وآثارثمانية أنواع من النباتات سبعة منها طبية علاجية. كما تم بحدود 2700-3000 سنة قبل الميلاد تأليف موسوعة صينية للأعشاب، وعُرف عن السومريين والآشوريين والصينيين والمصريين وغيرهم من ممثلي الحضارات القديمة صنعهم أدويتهم من الأعشاب والنباتات.
وسبق لنا وأن ذكرنا في مقالتنا عن (الفصد عند الشركس . ر. أدناه) عدم تخلف الأديغة (الشركس) عن ركب معالجة الأمراض والعلل قبل آلاف السنين وضربنا على ذلك مثل قيام رب الحدادة والحدادين (تلَبشЛъэпшъ ) بترقيع رأس البطل النارتي شباتنقو برقعة من النحاس قبل أكثر من 3000 سنة. كما كان للأديغه رب للصحة وسلامة الأجسام يدعى Псытхьэ (بسِ تحَه). و رب آخر للخصب والأسرة والشفاء من الأمراض والأوجاع اسمه Созэрэщ, Созрэщ (سوزَرَش). ويبدو أن بحث الإنسان عن نتائج مجدية للتداوي من أمراض عجز علم الطب الحديث التقليدي عن معالجتها، دفعته للجوء إلى الاستعانة بالطب الشعبي (البديل) في كثير من البلدان حتى المتقدمة منها. وبصورة خاصة منذ تسعينات القرن الماضي. ومن المفيد في هذه السياق أن نذكر أن وتيرة انتشار ممارسة الطب الشعبي والبديل بلغت نسباً عالية بين السكان الذين يستخدمون الطب البديل مرة على الأقل، إذ وصلت إلى 48% في أستراليا ، و70% في كندا ، و42% في الولايات المتحدة ، و75% في فرنسا. و يترافق هذا مع انفاق هائل على سوق الطب البديل 2700 مليون دولارفي الولايات المتحدة مثلاً.
وفي لقاء طيب في مدينة عمان،جمعني بنخبة من خيار رجالنا الأديغة في الأردن و سورية، تطرق الحديث إلى الكثير من الجوانب التاريخية والاجتماعية والثقافية للأمة الأديغية… وتشعبت الموضوعات والتساؤلات إلى أن دفعت بأخينا الدكتور الطبيب حيدر إسماعيل سليم أبن جيراننا القديم في دمشق…أطال الله بعمره، لزج الحضور بنقاشات حول الطب الشعبي عند الأديغة في الوطن والمهاجر، وبشكل خاص حول معالجة كسور العظام وتجبيرها، فروى مضيفنا المرحوم وصفي باشا ميرزا طريقة الأديغة في معالجة للكسور الخطيرة والمتعددة، نقلاً عن والده وكبار السن من الأديغة، إضافة إلى دعمه الرواية بمشاهداته الشخصية وهو فتى. إذ قال:
“أن الأطباء الشعبيين الأديغة كانوا ومازال الكثيرون منهم يعالجون العديد من الأمراض والعلل والأوجاع، ومنها تجبير كسور العظام، إذ برعوا في معالجة شتى أشكالها، من الكسور العظمية البسيطة التي لاتراقفها جروح وهي الأعم، إلى المضاعفة المصحوبة بجروح وتظهر فيها العظام خارج الجرح، أما الكسور المركبة فهي أخطرها إذ يرافقها تهتك الأنسجة والأعصاب، وقد تؤدي إلى الوفاة إن لم تعالج بسرعة. والغالب على الكسور إصابة الأطراف (اليد والرجل) خاصة.
ففي الكسورة الشديدة التي انكشط عنها اللحم،-ومازال الكلام لوصفي باشا- يقوم المعالج بعد إزالة الدماء والأوساخ والأجسام الغريبة، وتنظيف المكان وتعقيمه بالماء المغلي والملح، يقوم المجبِّر بترتيب قطع العظام المحطمة وإعادة أجزائها إلى وضعها بدقة متناهية كل منها في موضعها الصحيح. بعدها يأتي بمسحوق أبيض ناعم كالطحين تماماً، يذروه على امتداد خطوط العظام المعاد ترتيبها، تليها عملية التثبيت، إما عن طريق الجبائراوالمثبتات للكسر بواسطة ألواح خشبية، أو صفائح معدنية إن توفرت…. ثم يقوم بعملية وضع الجبيرة المعروفة عند الأديغة على الساق أو الفخذ أوالذراع…..ولفها بأشرطة قماش نظيف مشرب بخلطة البيض والصابون”.
ولما كان الحضور يلم بالطريقة الأديغية العادية في الطب الأديغي الشعبي والكسور، لم يتعرض أو يعترض أحد على رواية المرحوم وصفي…. لكن أغلب الحضور توقف عند مسألة المسحوق وتساءل عن طبيعته وتركيبه ودوره في العملية… فشرح لهم ذلك قائلاً:
(أن المسحوق هو عبارة عن دقيق عظم يجب أن يكون مأخوذاً من عظام الخيول، وأفضلها ما كان من عظام الأفراس والأمهار التي لم يتجاوز عمرها السنوات الثلاث، مطحون وناعم جداً. ويحتفظ الأطباء الشعبيون بمثل هذا المسحوق لمثل الحالات المذكورة. واستخدامه فيها يعجل بالتحام العظام ويسرع بالشفاء، كما يمنع تعرض المصاب والمريض لأوجاع وأعراض مستقبلية خاصة في أزمنة البرد).
وأضاف الحضور أن المعالجين الأديغة كانوا يصرون على تناول مرضاهم بعض الأطعمة المفيدة والمعجلة بالشفاء وتسريع التحام العظام والتئام الجروح، وبصورة خاصة الألبان والحليب والجزر واليقطين الشركسي والفواكه الغنية بالألياف، و الخضر الحاوية على الحديد، والحبوب الكاملة كدقيق القمح والشوفان.
ولقد اعادت أخبار هذا اللقاء إلى الذاكرة ما جمعته من شذرات زيارتي لشركس منطقة كوسوفو في يوغوسلافيا السابقة في تموز 1982، إذ سمعت من عدد من كبار السن من الجنسين عن طبيب شعبي أديغي يدعى (داوود مَخوش Мэхъош Даут) اشتهر بين شركس يوغوسلافيا والصرب والألبان والبوشناق وغيرهم بمهاراته وخبراته العجبيه في معالجة أمراض وعلل كثيرة بالأعشاب والمراهم. ومنها استخراج طلقات الرصاص والحجامة والأكلان والحصبة والجدري والجروح وغيرها باستعمال أدوية كان يركبها بنفسه من أعشاب يجففها ويطحنها ليصنع منها مراهم وشراب وذرور… وخلفه ابنه حسن. ومثله تسي مراد، الذي أدركته في زيارتي له في قرية ميلوشيفا، ويتميز مسكنه من كافة مساكن كوسوفو، لكونه صورة طبق الأصل عن المسكن الشركسي القديم في شركسيا، بناه جده سنة 1864-1865. على نمط الهندسة والطراز الشركسي، ويستحق إن يكون متحفاً للمساكن الشركسية القديمة. وكذلك تسي علي، والسيدة تسي خان كواش (Хъангуащ). ويروى عن داود مخوش أنه كان يعالج كافة الأمراض تقريباً، ولكن شهرته في تجبير العظام فاقتها كلها، إذ كان :
(يعوض ضلوع الانسان المكسورة والمهشمة باستبدالها بضلوع حصان صغير السن، بحيث ينتزع الجزء المحطم من الضلع ويركب مكانه ضلع الحصان). الأمر الذي يكاد يتفق مع رواية وصفي ميرزا في جوانب أساسية.
ولقد تطرقت الكاتبة المرحومة (ماريت جندارة) لما ذكرت، إذ جمعتْ أخبار أديغة كوسوفو من أفواه العائدين إلى جمهورية أديغيا في كتابها (Адыгэу къэнэжьыгъэх)- ميه قوابه 2007.
ومما يستحق الذكر في هذا السياق أننا في زيارتنا لكوسوفو، تعرضت زوجتي (تمارا تسي أبزاخ) للسعة دبور في نزهة لها على ضفة نهر لابا (تسمية أديغية تيمناً بسميه في أديغيا) مع نسوة قرية ميلوشيفا. فعالجنها بفرك الموضع بالثوم. فلما جلبت رائحة الثوم فيما بعد انتباه شقيقة المرحوم مضيفنا رشاد أبازالصغرى ( وتدعى سيدة وعمرها 10 سنوات)، سألت زوجتي، فروت لها ما حدث. فنددت الصغيرة بالنسوة قائلة: ” ألم يكن بين هاته الجاهلات مَن بإصبعها خاتم من الفضة يفرك به موضع اللسعة، العلاج الشركسي التقليدي والفعال ؟؟؟؟”….. حتى الأطفال الأديغة كانوا يلمون بأطراف العلاج الشعبي الإسعافي !!!. بل ويؤمنون بالمعتقدات المعروفة…ففي مناسبة أخرى تعرضت عجلة سيارتي للهبوط (التنفيس) بعد أن نقلت بها عددا كبيرا من النسوة لمعايدة الأهل في قرية ستانويتسا. ولما رأتني الطفلة سيدة نفسها أقوم بتبديل الإطار علقت بقولها: ” هذا جزاء من لا يعتقد بوجود الحسد والإصابة بالعين ويسمح بركوب هذا العدد من العجائز في سيارة أربع مقاعد؟؟؟؟” كانت تعليقات سيدة على صغر سنها لاذعة وجريئة تعكس ثقافة أديغية شعبية حتى لدى أطفال أديغة كوسوفو، الذين كانوا يتكلمون الأديغية 100 %….حينئذ (1982)… وتراجعت اليوم أمام طوفان الروسية . الأمر الذي يؤكد على أن أطباء أديغة بلاد الشام وتركيا والبلقان أخذوا خبراتهم ومهاراتهم عن أسرهم الأصلية وورثوها عن أسلافهم في وطنهم الأم.
أما عن أخبار مجبري الكسور الأديغة المشهورين في أديغيا الغربية، فأنقل الرواية التي نشرتها Бэлла Соколова-Мафагел في 7 يناير/ 2018 في . АДЫГИ ПРИЧЕРНОМОРЬЯ ЗОЛОТОЕ ДОСТОЯНИЕ، منقولة عن تيمبوت نبسو (2015) عن مجبر أديغي مشهور يدعى Ебарыкъу Нэпсо)) )نبسو يباروقوة أبن حنصو) من قرية ناتخواج قبل احتلالها، من مواليد سنة 1832، انتقلت اسرته بعد حرب إبادة الروس للشركس (1864) اإلى قرية أغوي شابسِغ المشرفة على البحر الأسود. إذ حدث اُثناء ما يسمي بـ (الحرب الأهلية) في روسيا (بين الروس البيض والروس الحمر)، أن قائد إحدى البواخر الحربية في البحر الأسود التي رست في ميناء تؤابسة كان قد تعرض لكسورعظمية عديدة، وحين علم البحارة أن مجبراً أديغياً بارعاً يعيش في قرية (أغوي شابسِغ)، ذهبوا إلى (يبارقوه)وجاؤوا بـه فطلب منهم نقله إلى قريته لسوء وضعه… لمعالجته. وحدث أثناءها أن علِم الروس البيض بوجوده فطلبوا من يبارقوه تسليمهم عدوهم، الضابط الروسي الأحمر، فاحتال عليهم بقوله إن الضابط مصاب بالكوليرا ويخشى عدواه لهم فغادروا، وأتم معلجته وعاد إلى باخرته. وكوفئ يباروقوه بتسميته بحار شرف في الباخرة وغير ذلك. وحين توفي حضر طاقم الباخرة وفرقة موسيقية إلى القرية، وكرموه.
ويذكر الرحالة ادموند سبنسر في هذا السياق جانبأ ملفتاً للنظر في هذا الموضوع وهو تمتع الشركس بمقاومتهم للأمراض. Edmund Spencer, Esq. (originally published in 1837) Travels in Circassia, Krim Tartary, Etcetera (ص. 8) بقوله:
” ومن خلال المعلومات التي استطعت جمعها فإنني أكن لعادات وتقاليد هؤلاء الناس البسطاء الاحترام. كما لايجب أن أنسى ملاحظة أساليب معالجتهم للأمراض، فعلم الطب- الحديث- في القفقاس كما وفي القرم، غير معروف على نطاق واسع. ومع ذلك فهم غير قدريين (جبريين) مثل جيرانهم تاتار النوغواي. ولا يعانون من مرض خبيث معروف لدى أولئك (أي جيرانهم)، فهو غير معروف هنا (في القفقاس)، حسب استقصاءاتي. ويمكن القول بصورة عامة أن الشركس غير معرضين- لديهم مناعة- لكثير من الأمراض: ويرجع الفضل في ذلك إلى اعتدالهم في المأكل والمشرب وهواء الجبال المنشط. وهم بمنجى من الأوبئة التي تنتشر أحياناً، ومن الحميات المتقطعة التي تسببها المستنقعات، كما أن خوفهم من الوهن والعجز الطبيعيين شبه معدوم……ولقد عانى هؤلاء الناس من الطاعون المدمر الذي جلبه لهم الأتراك سنة 1816….. أما الكوليرا والانفلونزا المنتشرة في أوربا والشرق فلم يصلهما بعد”.
ومما اتصف به أطباؤنا الشعبيون عدا اكتسابهم الخبرة والمعرفة والمهارة من أبائهم أو أفراد من أسرتهم وغيرها… أنهم كانوا حريصين على نقلها إلى أبنائهم وبناتهم، كما أنهم لم يكونوا يتقاضون أجراً مقابل خدماتهم… بل كانوا يعدون ذلك إهانة لهم.
إذ لم تحتكر أم زينب (حنيفة حاتقوة الشهيرة بـ: كَوكَو Гугу- Gugu) طبيبة قرية مرج السلطان ومنطقة المرج والغوطة الشرقية لمدة 6-7 عقود (توفيت سنة 1950) و أدركتُها وأخذت عنها الكثير من الأخبار….لم تحتكرمعارفها وخبراتها وتحتفظ بها لنفسها، بل نقلتها إلى حفيديها ياسين ومحمد منير. فبرع حفيدها الأكبر ياسين في تركيب الأدوية والمداواة بها، في حين أجاد حفيدها الأصغر محمد منير جمع الأعشاب وتصنيفها. وظل ياسين القاري حتى وفاته رحمه الله يمارس الطب بالأعشاب في مرج السلطان وخارجها مجاناً ، وحاول نقل معارفه إلى ابنه بشرط السير على سنته التي ورثها عن جدته حنيفة ألا وهي المعالجة مجاناً. ولقد أملى علي وعلى أستاذ ياباني معي، الكثير من خبراته سجلتها في مفكرة خاصة، وذلك حين زرته مع أستاذ الطب الشعبي والعطارة الياباني الصديق (واتارو ميكي)، الأستاذ في جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية.
ولهذه الزيارة قصة أختصرها، بأن الأستاذ ميكي زار سورية ليجمع من أطبائها الشعبيين وعطاريها إنجازاتهم ومعارفهم عن الأعشاب والمعالجات الشعبية في حلب ودمشق، بعد ما كان ألف كتباً عن أمثالهم في المغرب والشرق الأوسط. ولقد رافقته في أغلب جولاته، ومنها زيارة لعطار في مدينة الزبداني. فلما التقينا به وأخبرته عن هدف الزيارة، امتنع عن إعطائنا أية معلومة، وطلب من ميكي 200.000 ليرة سورية مقابل ذلك، على الرغم من تقديمي ميكي له على أنه عالم وأستاذ جامعة وليس تاجر أدوية. فتذكرت الأخ ياسين القاري ابن بلدي، فزرناه. فسأله ميكي (وكان يتكلم العربية) عن المبلغ الذي يطلبه مقابل معلوماته، فتوجه ياسين إلي وقال بالشركسية محتداً ” لم أقدم معلومة أو علاجاً أو أعالج أي إنسان لا أنا ولا ستي (جدتي) في حياتنا مقابل مال أو أي تعويض، وهذا الشخص جاء من اليابان وهدفه خدمة البشر. لقد أزعجني بما قال، ولولاك لكنت طردته “. فأخبرته بما حصل معنا في الزبداني، مبرراً سلوك ميكي. فهدأ وقدم لنا كل ما عرف وجمع، في سهرة دامت ساعات طويلة.
عرفت من ممارسي الطب الشعبية في سورية الذائع الصيت المعروف بـ:الحمرة، معرفة سطحية، أتمنى ممن يعرف أخباره وطرائف معالجاته أن يفيدنا بها…كما أدركت الطبيبة الشعبية المرحومة أميرة أسعد جموق أبرع من عرفت في تجبير الكسور. ولقد اشتهرعدد من أسرة جتكروأس أخرى بممارسة الطب الشعبي في سورية عرفت منهم الأسماء التالية من أبناء الجولان (أنقل القائمة عن أخ غاب اسمه عني، نشرها على إحدى صفحات التواصل مع إضافة أميرة) :
1- بدالدين حاج عثمان
2- عثمان محي الدين
3- نورالدين محمد
4- عبدالرحمن محمد الملقب بـ: دحمان
5- عبدالحميد محمد الملقب بـ: حمرة
6- فكري (فكرو) عبد الرحمن جتكر
7- رمزي (رمزو) عبد الرحمن جتكر
8-أميرة أسعد جموق
وللمهتمين بالطب الشعبي الأديغي أحيلهم على أعمال الأديبة الكاتبة المرحومة ماريت جنداره Джэндарэ Мариет في كتابها الأول وعنوانه (Псалъэм псэ хэлъмэ) باللغة الأديغية ،المطبوع في ميه قوابه سنة 2001 وفيه فصل عن الطب الشعبي لدى أديغة تركيا، والكتاب الثاني وعنوانه (Адыгэу къэнэжьыгъэх) المطبوع باللغة الأديغية في ميه قوابه سنة 2007، وفيه فصل دسم عن الطب الشعبي لدى أديغة كوسوفو.
كما أحيلهم للاستزادة على مقالي في التواصل الاجتماعي:
الطبيبة الشعبية حنيفة حاتقوه (أم زينب) المعروفة بـ( ﮔو ﮔو Гугу)- من أعلام مرج السلطان- 2015
من الطب الشعبي الشركسي (الفصد) (Лъыхэщыр)- 2019.
عادل عبدالسلام لاش
27 – 7 – 2019