مقالات
سامر الموسى: دولة جبل العلويين
سامر الموسى – التاريخ السوري المعاصر
دأبت فرنسا منذ ما عرف ب المسألة الشرقية عام 1860 إلى دراسة المنطقة الممتدة من لواء اسكندرون حتى مدينة صور وذلك عبر التجار والرحالة والمستشرقين ف تجمع لديها كم هائل من المعلومات عن التركيبة السكانية في تلك المنطقة وعندما دخلت القوات الفرنسية دمشق بعد معركة ميسلون في تموز 1920 سعت من خلال الجنرال غورو لتنفيذ سياستها القائمة على مبدأ فرق تسد وذلك عبر إبعاد العرب السنة عن الساحل الشرقي للبحر المتوسط ف أصدر غورو عدة مراسيم في الأول والثاني من أيلول شملت احداث دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول ودولةجبل العلويين في الثاني منه كما أصدر في الوقت ذاته مرسوم انشاء دولة دمشق ودولة حلب.
اقتصر الأمر في البداية على إنشاء إقليم يتمتع ب الحكم الذاتي ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى دولة لها حاكم فرنسي مقره في مبنى شركة الريحي الفرنسية في مدينة اللاذقية.
تالفت هذه الدولة من لواء اللاذقية العثماني والذي يضم اقضية صهيون وجبلة وبانياس وقضاء حصن الاكراد وصافيتا من لواء طرابلس وطرطوس مصياف من أعمال حماه وبعد سبع سنوات باتت هذه الدولة مؤلفة من سنجقين ضم الأول صهيون وجبلة وبانياس و مصياف وضم الثاني طرطوس و صافيتا وتلكلخ.
امتدت هذه الدولة من وادي النهر الكبير جنوبا إلى نهر العاصي شرقا وشمالا والبحر المتوسط غربا وهي امتدت على مساحة 7000 كم مربع وعدد سكانها 300 الف نسمة.
لم تقتصر تركيبتها السكانية على العلويين فقط بل شملت سنة ومسيحيين واسماعيليين، اللافت أن لواء اسكندرون لم تشمله هذه الدولة رغم التواجد العلوي في أغلب أراضي اللواء واللافت أن هذه الدولة لم يكن لها دستور محدد.
في 23 آذار 1922 أعلن قيام دولة العلويين وتم ضمها إلى الاتحاد السوري الذي كان يضم دولة حلب ودولة دمشق في حزيران 1922 وقد عين الجنرال نيجر حاكما لهذه الدولة اما الاتحاد السوري فكان ب رئاسة صبحي بركات الخالدي وكان ممثلو دولة العلويين في هذا الاتحاد كما يلي:
جابر العباس علوي وكان نائبا للرئيس
إسماعيل هواش – علوي
إسماعيل جنيد – علوي
عبد الواحد هارون – سني
اسحق نصري – ارثوذكسي
كانت الدولة العلوية فقيرة اقتصاديا ولا تصلح لقيام دولة مستقلة لكن تحالف رجال الإقطاع العلويين مع سلطات الانتداب روج لفكرة انه ب الإمكان قيام دولة للعلويين فقط.
في العام 1923 أصدر الجنرال نيجر حاكم دولة العلويين قرارا بإنشاء مجلس تمثيلي كان مكونا من ستة عشر عضوا :
ثمانية علويون. أربعة سنة
اثنان ارثوذكس. اسماعيلي واحد
ممتل عن الأقليات الصغرى والاغلب كان كاثوليك
ربع هذا المجلس عين من قبل الحكومة والباقي إنتخب لمدة خمس سنوات
أبرز من فاز كان جابر العباس وإبراهيم كنج ومحمد جنيد وعزيز هواش ومحمد سليمان الأحمد (بدوي الجبل) من العلويين
من السنة سعد الدين أزهري
من الأرثوذكس اسحق نصري ونقولا بشور
الكاثوليك صديق الياس
حسين الحاج ابراهيم اسماعيلي
في شباط 1925 حلت سلطات الانتداب المجلس الاتحادي وأعلنوا قيام دولة العلويين المستقلة ب طوابع بريدية وعلم وطني هو عبارة عن شمس ساطعة ب خلفية بيضاء.
جذبت دولة الانتداب إلى جانبها عدد كبير من زعماء العشائر العلوية كان منهم اثنان إبراهيم الكنج الذي عينته رئيسا ل المجلس التمثيلي كما برز منهم جابر العباس الذي عينه الفرنسيين رئيسا ل مجلس اللاذقية.
في العام 1930 تم تغيير اسم الدولة إلى حكومة اللاذقية المستقلة.
في العام 1936 أعاد الفرنسيون سيادة الدولة السورية على حكومة اللاذقية وفي العاشر من كانون الثاني وصل إلى المدينة الحاكم الجديد أو المحافظ ممثلا ل الدولة السورية وليبدا عهد جديد من العلاقة بين أبناء الدولة السورية الجديدة وفصل جديد من الصراع السياسي بين مكوناتها المتعددة.