صورة وتعليق
دمشق – مسجد المدرسة البادرائية (5)
وشرط الواقف على المقيم بها العزوبية ، وأن لا يكون الفقيه في غيرها من المدارس ، وإنما أراد بذلك توفير خاطر الفقيه وجمعه على طلب العلم ، ولكن حصل بسبب ذلك خلل كثير وشر لبعضهم كبير .
وقد كان شيخنا الإمام العلامة شيخ الشافعية بالشام وغيرها برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن الشيخ تاج الدين الفزاري مدرس هذه المدرسة ، وابن مدرسها . يذكر انه حضر الواقف في أول يوم درس بها وحضر عنده السلطان الناصر ، قرئ كتاب الوقف وفيه (( لا يدخلها امرأة )) فقال السلطان : ولا صبي فقال الواقف : يا مولانا ربنا ما يضرب بعصايتين . فكان إذا ذكر هذه الحكاية تبسم عندها رحمهما الله تعالى.
وكان هو أول من درس بها ، ثم ولده كمال الدين من بعده ؛ وجعل نظرها إلى وجيه الدين بن سويد ؛ ثم صار في ذريته إلى الآن . وقد نظر فيه بعض الأوقات القاضي شمس الدين بن الصائغ ، ثم انتزع منه حين أثبت لهم النظر . وقد وقف البادرائي على هذه المدرسة أوقافاً حسنة دارة ؛ وجعل بها خزانة كتب نافعة ؛ وقد عاد إلى بغداد في هذه السنة ، فولي بها القضاء كرها منه . فأقام فيها سبعة عشر يوماً ثم توفي رحمه الله تعالى في مستهل ذي القعدة من هذه السنة ؛ ودفن بالشونيزية وكان سمع من عبد العزيز ابن منينا وغيره .