محمد كرد علي

محمَّد كُرْد عَلي (1293 – 1372 هـ = 1876 – 1953 م)

ولد محمَّد، كُرْد علي عام 1876م، ولقب بـ فريد “محمد فريد”.

 تعود أصوله إلى أكراد السليمانية، قدم جده من السليمانية شمال العراق إلى دمشق.

والده عبد الرزاق اشترى مزرعة في غوطة دمشق – جسرين، وتزوج امرأة شركسية هي والده محمد.

درس في مدرسة “كافل سيباي” الأميرية الابتدائية، وهي المدرسة السباهية.

لما أتم الدراسة الابتدائية نحو عام 1886م، انتقل إلى المدرسة الرشدية، وسمي “محمد تعديل” نسبة إلى حي كان يسكنه أبوه.

أتم تعليمه الثانوي في المدرسة العازرية للراهبات العازريات بـ دمشق.

كرد علي وقراءة الصحف:

بدأ يقرأ الصحف وهو في الثالثة عشر من عمره، وكتب محمد علي : (بدأت اقرأ الجرائد اليومية في الثالثة عشرة من عمري، وأنا في السنة الأخيرة من المدرسة الابتدائية، بعد حين اشتركت بجريدتين: بيروت الأسبوعية ولسان الحال نصف الأسبوعية).

ووصف لنا ما كان يقرأ فيها: (أولعت بمطالعة لسان الحال لأن فيها أخباراً طريفة معربة عن الإنكليزية، واشتركت لما كنت في السنة الثانية من المدرسة الثانوية بجريدة افرنسية أسبوعية تصدر في باريز اسمها “صديق الريق”، وأطالع بعض الصحف التركية الصادرة عن الأستانة، ولاسيما المجلات الأدبية والتاريخية).

الحياة العملية:

تولى تحرير جريدة (الشام) الأسبوعية الحكومية، عام 1897م وكان يلتزم بها السجع في مقالاته.

دُعي للتحرير في مجلة “المقتطف” القاهرية عام 1900، فنشر فيها مقالات عديدة في التاريخ والأدب والاجتماع مدة خمس سنوات، فامتدت شهرته إلى مصر والبلاد العربية.

في عام 1901 زار مصر بقصد الذهاب إلى باريس للسياحة، لكنه بقي في القاهرة، وعمل محرراً في صحيفة “الرائد المصري” نصف الأسبوعية، فتعرف إلى أعلام الحركة الفكرية والأدبية في مصر.

عاد إلى دمشق لانتشار وباء الهيضة “الكوليرا” في مصر بعد مكوثه فيها عشرة شهور، فانصرف إلى المطالعة والتأمل في مزرعة العائلة في جسرين.

في عام 1905م ألصقت به تهمة الطعن على أحد الأعيان وكتابة مناشير ضد الوالي، فطلبته السلطات العثمانية، فاختبأ أياماً في قرى الغوطة خائفاً يترقب، حتى ظهرت برائته.

تأسيس “المقتبس”

هاجر إلى القاهرة بقصد الاستقرار فيها، وأخذ معه أمكنة من عائلته فتولى تحرير صحيفة “الظاهر” اليومية، وأصبح بعد شهرين رئيس تحريرها.

أنشأ “المقتبس” الأدبية العلمية الجامعة في القاهرة عام 1906، فتلقاها القراء بشغف ورحبت بها الصحافة الأدبية، وقام بتحرير جريدة (الظاهر) ثم التحرير في (المؤيد) اليوميتين.

العودة إلى دمشق:

عاد إلى دمشق بعد إعلان الدستور العثماني، وأنشأ فيها مطبعة، واستأنف إصدار مجلة “المقتبس”، وأصدر معها في صحيفة يومية باسمها، وهي أول صحيفة يومية في دمشق.

في عام 1909 اشتدت السلطات العثمانية بعد نقده سياسة الحكومة، فعطلت صحيفة.

في باريس عام 1909:

غادر دمشق بعد تعطيل صحيفة “المقتبس” إلى باريس، وتعرف على معالمها التاريخية ومؤسساتها الثقافية.

عاد من باريس إلى الآستانة في عام 1910 ثم دمشق بعد براءته مما نسب إليه.

المغادرة إلى مصر:

في عام 1912 أقام والي دمشق “ناظم باشا” دعوى على صحيفة “المقتبس” بتهمة نشر قصيدة تمس السلطان، وكان ذلك سبباً لمغادرته دمشق إلى مصر براً، حيث وصل إلى الإسماعيلية بعد سير أربعة عشر يوماً، أقام في القاهرة بعدها ستة أشهر، وأصدر فيها ثلاثة أجزاء من مجلة “المقتبس” وبعد براءته عاد إلى دمشق مجدداً.

في روما:

في عام 1913 غادر دمشق في منتصف تشرين الثاني عام 1913م إلى بيروت ومنها إلى الإسكندرية، ثم روما قاصداً المكتبة الخطية الضخمة للمستشرق الإيطالي الأمير كايتاني من أجل جمع مادة كتابه الموسوعي “خطط الشام”.

وعاد من أوربا إلى دمشق في 22 آذار 1914 بعد أن قضى أربعة أشهر وعشراً سائحاً في إيطاليا وسويسرا وفرنسا والمجر والآستانة.

الحرب العالمية الأولى وتعطيل “المقتبس”

في عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى وعطلت معها صحيفة المقتبس مجدداً، فاحتجبت عن الصدور ثمانية أشهر، كما توقفت مجلة “المقتبس” عن الصدور لمدة سنتين.

كرد علي وأحمد جمال

في عام 1914 عين أحمد جمال باشا قائداً للجيش الرابع الذي كان متواجداً في ولاية سورية، وفي بداية عهده أعاد إصدار صحيفة المقتبس بعد التعرف على محمد كرد علي الذي استجاب بدوره لطلبات أحمد جمال باشا، وشارك في رحلة دعائة مع وفد من العلماء إلى الآستانة لتأييد الدولة العثمانية، كما شارك في رحلة دعائية أخرى إلى الحجاز مع وزير الحربية العثماني أنور باشا قاصدين المدينة المنورة.

وفي عام 1916 عهد إليه جمال باشا رئاسة تحرير جريدة الشرق خلفاً للأمير شكيب أرسلان.

وفي تلك الفترة نُشر له في بيروت كتابان دعائيان وضعهما بتكليف من جمال باشا:

الأول بعنوان: “البعثة العلمية إلى دار الخلافة الإسلامية” اشترك في تأليفه مع ثلاثة من أعضاء البعثة.

الثاني بعنوان: “الرحلة الأنوارية إلى الأصقاع الحجازية”.

عادو إصدار مجلة “المقتبس” بدعم من جمال باشا، لتتوقف بعدها عن الصدور نهائياً، بعد أن بلغت مجلداتها تسعاً، كما توقفت صحيفة “المفتبس” عن الصدور.

وفي عام 1918 غادر دمشق إلى الآستانة وعاد إليها بعد انسحاب الأتراك منها.

تأسيس مجمع اللغة العربية:

أعاد محمد كرد علي إصدار صحيفة “المقتبس” وعرض عليه صديقه علي رضا الركابي الحاكم العسكري العام تولي رئاسة ديوان المعارف، وتأسس في الثاني عشر من شباط عام 1919م.

وبسبب الخلاف بينه وبين الحكومة أراد التنحي عن رئاسة ديوان المعارف، فألحت عليه الحكومة بالبقاء، فاشترط لبقائه أن ينقلب ديوان المعارف بأعضائه ورئيسه إلى مجمع علمي، و تكون علاقته مع رئيس الحكومة مباشرة، فأصدر الحاكم العسكري العام أمراً بذلك في الثامن من حزيران وتأسس بذلك المجمع العلمي العربي.

وانعقدت برئاسته في 30 تموز الجلسة الأولى في المدرسة العادلية بدمشق.

نُحيّ عن رئاسة المجمع العلمي طيلة حكم الكتلة الوطنية

كرد علي وإدارة المعارف في دولة دمشق:

عين في الثاني من كانون الأول 1920 مديراً عاماً للمعارف في دولة دمشق.

قدم استقالته في الحادي والثلاثين من آذار عام 1922م.

 زيارة أوربا عام 1922:

زار أوربا مجدداً سائحاً للمرة الثالثة مستصحباً معه عشرة طلاب لإكمال دراساتهم في جامعات فرنسا، كما زار بلجيكا وهولندا، وإنكلترا وإسبانيا، وألمانيا، وسويسرا، وإيطاليا، وكتب عن هذه الرحلة 51 مقالة.

وزيراً للمعارف عام 1928:

أسندت إليه وزارة المعارف في حكومة تاج الدين الحسني الأولى التي تشكلت في الخامس عشر من شباط 1928 واستمرت حتى التاسع عشر من تشرين الثاني 1931م.

---

المؤلفات:

بلغت مؤلفاته التي تركها اثنين وعشرين مؤلفاً، هي:

ـ (الإسلام والحضارة العربية) مجلدان.

ـ (تاريخ الحضارة) جزآن، ترجمه عن الفرنسية.

ـ (غرائب الغرب) مجلدان.

ـ (أقوالنا وأفعالنا).

ـ (دمشق مدينة السحر والشعر).

ـ (غابر الأندلس وحاضرها).

ـ (أمراء البيان) جزآن.

ـ (القديم والحديث) وهو منتقيات من نقالاته.

ـ (كنوز الأجداد) في سير بعض الأعلام.

ـ (الإدارة الإسلامية في عز العرب).

ـ (غوطة دمشق).

ـ (المذكرات) أربعة أجزاء.

---

الأوسمة والتكريم:

وسام الشرف للاستحقاق السوري من الدرجة الأولى.

---

وفاته:

 توفي يوم الخميس الثاني من نيسان عام 1953م، ودفن في مقبرة الباب الصغير في دمشق.

---

اقرأ:

محمد كرد علي : حملة فرنسا على المدن الأربع .. معركة ميسلون 1920

غلاف رسالة من محمد كردعلي إلى اخيه محمود في القاهرة عام 1921م

محمد كرد علي : عشرة مآخذ على سياسة شكري القوتلي

مفالات محمد كردعلي:

محمد كردعلي 1912: الحقيقة الجارحة