عام
اتفاقية ترسيم الحدود السورية – التركية عام 1921
اتفاقية أنقرة أو فرانكلين بويولون 1921
بعد معركة ميسلون ورحيل الملك فيصل سورية، سيطرت القوات الفرنسية على باقي أجزاء سورية. ولكن وضع الحدود الشمالية ظل يثير مشاكل عديدة لتلك القوات، ذلك أن منطقة نفوذ فرنسا في المنطقة الشمالية كانت تشمل كيليكيا بموجب اتفاقية سايكس – بيكو.
وكانت منطقة كيليكيا محتلة من قبل القوات الفرنسية عند انعقاد الهدنة، ولكن الموقف تغير كلياً بعد الانتصارات التي حققها مصطفى كمال في نهاية الحرب، فأصبح بقاء القوات الفرنسية في كيليكا صعباً حتى أن بعض المعارك نشبت بين القوات الفرنسية والتركية في تلك المنطقة.
ضمن هذه المتغيرات، رغبت الحكومة الفرنسية في إجراء مفاوضات مع الحكومة التركية لإيجاد حل لهذه المشكلات. وقد تمت المفاوضات بين يوسف كمال بك، وزير الخارجية التركية وفرانكلان – بويون، الوزير المفوض المطلق الصلاحيات ممثلاً للحكومة الفرنسية، وانتهت في العشرين من تشرين الأول 1921م، إلى توقيع اتفاقية أنقرة المعروفة باسم اتفاقية فرانكلان – يويون.
وبموجب هذه الاتفاقية، وافقت الحكومة الفرنسية على سحب قواتها العسكرية من كيليكا والمناطق المجاورة لها، واكتفت بالاحتفاظ بسنجق الإسكندرونة على أن يتمتع السنجق بنظام إداري خاص، بينما ضمت السناجق والمناطق التالية إلى الأراضي التركية: أضنة – عثمانية – مرعش – عينتاب – كلس – أورفة – ماردين – نصيبين – جزيرة ابن عمر، وبلغت مساحة تلك المناطق ما يقارب 18 ألف كيلو متر مربع.
كما اتفق الطرفان على أن تنسحب القوات التركية إلى الشمال والقوات الفرنسية إلى الجنوب من خط يمتد من بانياس في خليج الإسكندرونة إلى ميدان إكبس ثم محطة شوبان بك، ومنها يتبع الخط الحديدي المتجه إلى بغداد ماراً بنصيبين وجزيرة ابن عمر حتى يبلغ شواطئ دجلة، وبموجب هذا الخط الجديد تراجعت الحدود السورية مع تركيا المرسومة سابقاً بموجب معاهدة سيفر تراجعت إلى جنوباً بمسافة 50 كم.
وقد نصت الاتفاقية على توزيع مياه نهر قويق بين مدينة حلب والمناطق الشمالية التابعة لتركيا، على أن يتم توزيع المياه بشكل عادل ومرض للجانبين.
كما نصت الاتفاقية على أن يكون لضريح سليمان شاه الواقع في الأراضي السورية وضع خاص، بحيث يصبح تحت السيادة التركية التي تستطيع ان تشرف عليه بشكل مباشر من خلال تعيين الحرس.
ونصت الاتفاقية أيضاً على اطلاق الأسرى من الطرفين، وحددت مهلة شهرين لانسحاب القوات التركية شمالاً، والفرنسية جنوباً.
على الرغم من توقيع اتفاقية فرانكلين بويولون عام 1921م إلا أن المناوشات العسكرية استمرت ولم تنقطع بين القوات الفرنسية والقوات التركية المنتشرة على طرفي الحدود.
في عام 1925 شكلت لجنة مختلطة من العسكريين الفرنسيين والأتراك لتحديد الحدود النهائية بين سورية وتركيا، ولكن أعمال هذه اللجنة لم تتوصل إلى نتيجة مرضية للطرفين بسبب إصرار الحكومة التركية على الاحتفاظ ببعض المناطق التي تعتبر سورية بموجب الحدود المبينة في اتفاقية فرانكلين بويولون الموقعة في أنقرة عام 1921م.
بعد سريان الأتفاقية، بدأ الأرمن يهاجرون إلى الأراضي السورية، فاستقبلوا في حلب واسكندرون بالترحاب، وأعلن مطران الأرمن حينها سورمايان:(إننا نعلن على الملأ امتناناً للسوريين وللحلبيين منهم بصورة خاصة على عواطفهم النبيلة التي شملت جميع أبنائنا المهاجرين إلى سورية).
اقرأ:
اتفاقية ترسيم الحدود السورية – التركية عام 1921
خلفية النزاع التركي ـ السوري على لواء الاسكندرونة
صحيفة الشعب 1946- تركيا تؤيد مشروع سورية الكبرى
تبدلات الحدود السورية – التركية في فترة ما بين الحربين
للإطلاع على تسلسل أحداث التاريخ السوري المعاصر بحسب الأيام
انظر أيضاً :
أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات