مقالات
الرقة 1933- الانتفاع بنهر البليخ
إضاءة .. الانتفاع بنهر البليخ في الرقة (سنة 1933م)
(البليخ) اسم نهر بالرقة يجتمع فيه الماء من عيون واعظم تلك العيون يقال لها الدهبانية في ارض حرّان، فيجري نحو خمسة أميال ثم يسير إلى موضع قد بنى عليه مسلمة بن عبد الملك حصناً يكون اسفله قدر جريب وارتفاعه في الهواء اكثر من خمسين ذراعاً واجرى ماء تلك العيون تحته، فإذا خرج من تحت الحصن يسمى بليخاً ويتشعب من ذلك الموضع أنهاراً تسقي بساتين وقرى، ثم تصب في الفرات تحت الرقة بميل، وقد اتخذ الفرنسيون اثناء احتلالهم للجزيرة من اطلال وبقايا الحصن المشرفة على عين العروس، مقراً لهم .
قال ابو نواس يتشوق إلى البليخ:
رجعت إلى العراق برغم أنفي … وفارقت الجزيرة والشـــآما
على شاطيء البليخ وساكنيــه …. سلام مسلم لقي الحمـــــاما
وقال عبيد الله بن قيس الرقيات
حِلَقٌ من بني كِنانةَ حَولي … بِفِلَسْطينَ يُسرِعون الركوبا
ذاكَ خيرٌ من البليخ ومِنْ صو… تِ ذئابٍ علي يدعون ذيبا
البليخ كان يسقي اراضي واسعة على جانبيه، فهو يمتد من عين العروس حتى قرية الحمرة ويصف في نهر الفرات، طوله 95 كم وكان عرضه ما بين 4- 5 امتار في السابق يتفرع عنه 33 جدولاً على كل منها سكر، يحمل اسماء مناطق او اصحاب اراضي يسقيها الجدول ، مثل ( سكر التركمان وهو للتركمان، سكر الهيشة لخليل الحاجم، سكرخنيز لفيصل المحمد الشلاش، سكر ارحيات لغانم الظاهر، سكر جروه للعجيلي، سكر بوابة لغنام ومدلج، سكر صويلح وكذلك سكر نكيب لأهالي الرقة ..الخ) ، كما كان يتصل بالنهر ينابيع كثيرة منها ينابيع الجدلة وسلوك وفاطسة ، ولا ندري حالة الينابيع اليوم.
في عام 1933 تم وضع خطة من القائمقام مقام بالاتفاق مع ارباب السقاية وبحضون ممثلين فرنسيين لتقسيم البليخ إلى منطقتين شمالية وجنوبية، وجعل الحد الوسط بين المنطقتين ( سكر مرج عيسى الشمالي) على ان تكون مدة السقي اربعة وعشرين يوماً لكل من المنطقتين، ابتداءً من تاريخ 21 تشرين الثاني 1933م.
سنة 1933 كان عدد المنتفعين الرئيسيين من ري البليخ لا يتجاوز 22 ملاكاً فقط من زعماء القرى والمزارع او العشائر وهم: درويش الخلف، حسين الأحمد ، حمود الشبلي، عيسى الشبلي، عبد الله الخلف، دحام بن الشيخ حاجم ابن مهيد ، نوري ابن الشيخ مجحم ابن مهيد، مصطفى الأعرج، خلف الحسن، حميد العلوي، اسماعيل العبد ، محمد الهويدي، مشلب الدرويش، عساف الاسماعيل، صالح المحمد الحسن، عبيد آغا الكعكعجي، حميد العجيلي، ناصف غنيمة، شورخ لويس، مصطفى العبسي المحمد بك، خلف الحريمس، حوري العسّاف.