You dont have javascript enabled! Please enable it!
قراءة في كتاب

وجيه كوثراني.. تفكّك السلطة أواخر العهد العثماني

وجيه كوثراني

يشكّل تاريخ بلاد الشام في العصور الحديثة أحد أبرز اهتمامات الباحث والأكاديمي اللبناني وجيه كوثراني في أكثر من مؤلّف له، متناولاً التحوّلات في البنى الاقتصادية والاجتماعية والتوزيع الديموغرافي، وأثر الأحداث الدولية على تأسيس الدولة في المنطقة.

ضمن هذا السياق، صدر مؤخّراً كتابه “السلطة والمجتمع والعمل السياسي العربي أواخر العهد العثماني: وسائط السلطة في بلاد الشام” عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في الدوحة، والذي يهدف من خلاله إلى تبيان سمات السلطنة العثمانية وخصائص مجتمعها التقليدي، من خلال دراسة مفهوم الدولة السلطانية في التاريخ الإسلامي.

كما يثبّت المؤلّف مدخلاً مفاهيمياً لمعالجة إشكاليات ترتبت على التقاطع بين صيغة الالتزام في النظام العثماني القديم والإدارة العثمانية التي اعتمدت على تنظيمات جديدة، وعلى التداخل والتمايز بين نظام الملل والامتيازات الأجنبية، وأثر ذلك في المجتمع، وكذلك على العمل السياسي العربي الحديث من خلال تقاطعه مع الإستراتيجيات الغربية قبل الحرب العالمية الأولى، حيث شكّل ذلك كلّه حالة تاريخية مأزقية في تحوّلات السلطة والمجتمع، يحاول الكتاب تفسيرها من خلال تكوّن وسائط السلطة بين الأطراف والمركز، وبين القديم والجديد.

يشتمل الكتاب على مدخل بعنوان “المسألة والمصادر والمصطلح والمنهج”، وأربعة فصول وخاتمة. في الفصل الأول، “الدولة العثمانية قبل التنظيمات: مؤسسات التاريخ الإسلامي ووسائط السلطة بين المجتمع وأهل الدولة”، يتناول كوثراني التبرير الفقهي للدولة – العصبية في التاريخ الإسلامي، والمؤسسة الدينية بين الدولة والمجتمع، والتنظيم الحِرفي وطرق الصوفية، والإقطاع العسكري ودوره الوظيفي بوصفه سلطة بين المجتمع والدولة، والعصبيات والسلطات المحلية، والمِلل غير الإسلامية وبدايات الوعي القومي، ومسألة الاستقلال الوطني.

ينتقل صاحب “مشروع النهوض العربي” (1995) في الفصل الثاني “دولة التنظيمات وأنماط السلطة” إلى القول إن الهمّ الأول للإصلاحات العثمانية والأفكار التي رافقتها إيجاد حل للتقهقر العسكري الذي أصاب المؤسسات العسكرية العثمانية، والتي حلّ محلها نظام الالتزام، والإنكشارية القائمة على التربية الدينية – العسكرية المغلقة.

كما يتناول المؤلف العلاقات بين سلطة المدينة والريف بناءً على أمثلة من واقع العلويين والدروز والبدو، فيقول إن “تاريخ هاتين الطائفتين في جبال النصيرية وجبل حوران يكاد يكون تاريخ سلسلة من أشكال المقاومة ضد التدخّل العثماني المتمثّل في إصرار الولاة العثمانيين على إلحاق هذه المناطق ضمن نطاق الالتزام الضرائبي، الذي كان يقوم به غالباً مرابو المدن وتجارها.

أما الفصل الثالث “بدايات العمل السياسي الحديث في ظل التنظيمات والسلطان الفردي”، فيبحث في الأوضاع الدولية لنزعتَي الاستبداد والمعارضة في الدولة العثمانية، فالتوازن الدولي على قاعدة التسوية بين السياستين الفرنسية والبريطانية المتنافستين عدّلته عوامل جديدة، أطلقت العنان للدول الكبرى لتدخل في سباق محموم نحو السيطرة والإلحاق واقتطاع مناطق النفوذ في العالم.

في الفصل الرابع “نزعة الإصلاح والاستقلال في العمل السياسي في العهد الدستوري: السياقان المحلي والدولي 1908-1914″، يتناول صاحب “تأريخ التاريخ” (2012) بالبحث حركة الإصلاح في ولاية بيروت، والمؤتمر العربي الأول (1913)، والسياسات الدولية تجاه العمل السياسي المحلي (سوريا والموقف الفرنسي)، واستنتاجات من نظام الولايات في مرحلة التنظيمات في عام 1864 إلى نظام الولايات الجديد في العهد الدستوري عام 1913.

في خاتمة الكتاب، وعنوانها “من مأزق المشروع العثماني إلى تعدّدية السلطات ومشروعات الدول”، يقول المؤلف إن ما يراه العقل الإستراتيجي الغربي ثوابت شرقية أو خصائص دائمة للاجتماع العربي – الإسلامي، لا يعدو حالةً من حالات التفكك التي آل إليها الاجتماع الإسلامي – العثماني في مرحلة انحطاطه ومرحلة اختراقه الغربي.

المصدر
موقع العربي الجديد- 15 تشرين الأول 2017



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى