You dont have javascript enabled! Please enable it!
سلايدمقالات

د. عادل عبدالسلام (لاش): إحياءاً لذكرى شهداء الشركس في الإبادة الجماعية الرهيبة الثانية؟

 

د. عادل عبدالسلام (لاش) – التاريخ السوري المعاصر

لن ننسى يوم (28 أيار/ مايو 1945) …. أيضاً

إحياءاً لذكرى شهداء الشركس في الإبادة الجماعية الرهيبة الثانية؟؟؟ في تاريخ نضالهم في سبيل الحرية والاستقلال

لم يكف الأديغة (الشركس) ما حل بهم من قتل وتدميرلتجمعاتهم السكنية وحرق دورهم وحقولهم ومزارعهم وتخريب كل ما على سطح أرضهم واحتلالها، بعد عقود الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والحضاري الذي مورس بحقهم على يد القيصرية الروسية، خلال حرب شعواء دامت 101 سنة من سنة (1763) إلى سنة (1864)، استشهد وأبيد فيها قرابة مليوني أديغي (شركسي) دفاعاً عن الوطن والمقدسات ضد الغزو الاستيطاني الروسي، حرب أعقبها تهجير أكثر من المليون ونصف المليون أديغي، لتفريغ أديغييا من أهلها منذ 21 من شهر أيار/مايو نفسه من سنة 1864، اليوم الذي أحيا أديغة (شركس) العالم ذكراه قبل أسبوع…..

لم يكف الأديغة ذلك وما لحق بهم من مآس وتشريد وتهجير من الحكم القيصري، حتى وقعوا فريسة الحكم الروسي السوفييتي، الذي تغاضى في البداية، على مضض، عن تأسيس (جمهورية شعوب القفقاس الشمالي الجبلية) في 5 أب/ أغسطس من عام 1918، واستقلالها عن روسيا القيصرية، ليعود البلاشفة فيقضوا عليها في حزيران عام 1920، بعدما أعترفت بها الدولة العثمانية وألمانيا، وأذربيجان، وجورجيا، وبلغاريا، وبريطانيا العظمى، والنمسا- هنغاريا وجمهورية الكوبان. حتى أن البلاشفة ولينين نفسه كانوا في البداية قد رحبوا بتلك الجمهورية، حتى اشتد عود جيشهم الأحمر و انتصاره على عدوه اللدود الجيش الأبيض… إذ كان كلاهما ينتظر نهاية صراعهما كي يعود فينقض على القفقاس،ويعيده إلى حظيرة الاستعمار الروسي. لكن القفقاسيين عامة والأديغة (الشركس) خاصة، عادوا للجهاد في سبيل نيل حريتهم واستقلالهم، منتهزين ظروف الحرب العالمية الثانية،وسقوط ميه قوابه في 10 أب ونالشيك في 24 تشرين الأول 1942 بيد القوات الألمانية، وقامت الفرقة الجبلية الأولى الألمانية في 21 آب 1942 برفع العلم النازي على قمة (اوشحه ماف) أعلى قمة في القفقاس وأوروبا ( 5642.4 م ) . لكن مجريات الأمور لم تسر في صالحهم، فهُزمت المانيا التي دعمت نشاطاتهم وسعيهم للتحرر من الروس. فخرجت أعداد كبيرة منهم من ديارهم التي استعاد السوفييت احتلالها، وبدأوا بالانتقام ممن حارب من أجل التحرر من حكمهم، وخرجوا بصحبة الجيوش الألمانية المتراجعة، حتى حطت رحال قرابة عشرة آلاف هارب بينهم 7000 أديغي (شركسي)، في معسكرات في أودية جبال الألب شمالي إيطاليا و جنوب النمسا سنة 1945 . حيث قام الحلفاء الغربيون بتجميع الشركس والقرشاي والبلقر والقوزاق والأوكرانيين وتتار القرم وغيرهم ممن حاربوا مع الألمان لتحرير بلادهم من السلطة السوفيتيية.
وهكذا وقع الشركس وغيرهم تحت رحمة أكثر من عدو متعطش للانتقام منهم، ممثلين بـ :
1- السلطة البلشفية والستالينية 
2- الحلفاء الغربيون الذين يعدونهم أعداءً لهم لتحالفهم مع الألمان، فأطلقوا يد الجيش الانكليزي الثامن، لتسليمهم للروس لإعدامهم. 
3- اليهود الذين عانوا من النازية، وقيام مدير المعسكر وهو يهودي بتحريض الروس والإنكليزعليهم، وتسهيل إبادة الشركس.

وبحسب رواية شهود العيان الناجين ( أخذ الروس يطالبون بمكبرات الصوت الشركس في المعسكرات بالاستسلام لهم دون مقاومة. فلما أدرك هؤلاء نية الإنكليز والحلفاء الغربيين، وغدرهم بهم، استسلم قسم، وقاوم أغلبهم أعزلاً من دون سلاح، فما كان من الروس إلا أن أدخلوا دباباتهم التي دهست سلاسلها المقاومين من الرجال والنساء والأطفال، ومن لم يمت أجهز عليه الجنود الروس. وكان الكثير من الشركس يمد قطعة قماش بيضاء على الأرض لتكون كفناً له، ويستلقي أمام جنازير الدبابات الروسية التي قضت على أعداد لاحصرلها من الذين قاوموا بهذه الطريقة. كما أن أعداداً من الذين لجأوا إلى النمسا، لوحقوا واستشهدوا بالقرب من مدينة فيلاخ النمساوية، ودفنوا في مقبرتها. أما الذين لم يستشهدوا في هذه المجزرة وهم الأكبر عدداً، فقد تمت إعادتهم إلى الاتحاد السوفييتي حيث أعدموا عن بكرة أبيهم وبأساليب بشعة ومتوحشة. منها – والرواية الآن هي على لسان من قابلتهم في القفقاس بعد زوال الاتحاد السوفييتي، الذين أكدوا صحة الأعداد المذكورة أعلاه – قيام البلاشفة بمهرجانات تعذيب شعبية لمن ثارفي وجه النظام،. كما سمحوا للجميع برجم وقتل من يشاؤون من الشركس وغيرهم، خُتمت بحشر الآلاف المقيدي الأيدي والأرجل في عربات قطار قديمة وخارج الخدمة ولا نوافذ لها، تدفعهم القطارات على سكة تغوص في مياه شمالي البحر الأسود عند ميناء خيرسون. وهكذا أغرقوا كل من وقف في وجه النظام السوفييتي في سبيل الحرية والتحرر والاستقلال).
أما قلة القلة (بضع مئات) التي نجت من الإبادة فقد توارى أفرادها في أنحاء إيطاليا وأوربا ثم هاجربعضهم إلى أمريكا. كما وصل عشرات منهم إلى الأردن وسوريا سنة 1948. 
ويخلد النصب المقام في ديلاخ في النمسا Carinthia Oberdrauburg Irschendorf Dellach الكارثة

وترجمة ما على لوحة النصب:إ
بسم الله الرحمن الرحيم
في 28 مايو (أيار) من عام 1945 
قامت جيوش الاحتلال الإنكليزي، هنا، بتسليم 
-7000-
قفقاسي شمالي (رجال ونساء وأطفال) 
للسوفيتتين- كضحايا اخلاصهم للإسلام 
ولصراعهم الوطني في سبيل تحريرالقفقاس.
شُيد (الضريح) من قبل جمعية الدين الإسلامي 
في ميونيخ
إبراهيم غاسار اوغلو- رئيس الجمعية

عادل عبد السلام )لاش) دمشق 28 أيار/ مايو 2018

للمستزيد، انظر أيضاً : صفحة عبدالسلام. (مذبحة الشركس في إيطاليا/ النمسا – واحدة من مسلسل مآسي الشركس وآلامهم) 2015 .

 

نصب ضحايا الشركس والقفقاسيين الشماليين سنة 1945 (تصوير أنس سامي تسي)
علم جمهورية اتحاد شمال القفقاس سنة 1918



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

عادل عبد السلام

الدكتور عادل عبدالسلام لاش من أبناء قرية مرج السلطان، من مواليد عسال الورد عام 1933. يحمل دكتوراه في العلوم الجغرافية الطبيعية من جامعة برلين الحرة. وهو أستاذ في جامعة دمشق منذ عام 1965. له 32 كتاباً منشوراً و10 أمليات جامعية مطبوعة، بالإضافة إلى أكثر من 150 مقالة وبحث علمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى