You dont have javascript enabled! Please enable it!
مقالات

سامرة القواص: من أعلام بلدي..أحمد مظهر العظمة

 

 سامرة القواص – التاريخ السوري المعاصر

العلامة والمفكر الإسلامي والأديب والشاعر أحمد مظهر العظمة: 1909-1982 
كانت ولادته في حي ساروجا بدمشق صباح 6/4/1327 هـ الموافق 17/5/1909م، توفي والده أحمد بك سنة 1336 هـ الموافقة لسنة 1917م وكان في نحو الثامنة من العمر، حافظاً للقرآن الكريم ومزارعاً ووجيهاً ومتحدثاً فاضلاً، فذاق بوفاته اليتم المبكر، وعاش في كنف والدته الحسيبة الحنون السيدة زينب السفرجلاني بنت السيد أحمد السفرجلاني مؤلف ( السفينة الموسيقية) وبرعاية أخ له وفي هو عبد القادر بك.
أدرك عهد الكتَّاب وختم فيه تلاوة القرآن الكريم الأولى، وأنهى الدراسة الابتدائية في مدرسة حي البحصة ( المدرسة الرشدية سابقاً) ثم الدراسة الثانوية في مدرسة التجهيز (مكتب عنبر) وحصل على شهادة التحصيل الثانوي (البكالوريا الثانية، شعبة فلسفة) عام 1932 م ثم انتسب إلى معهد الحقوق وإلى مدرسة الأدب العليا (كلية الآداب) في الجامعة السورية وتخرج فيها عام 1935م.
تزوج من السيدة مؤمنة ابنة التاجر الدمشقي السيد محمد صالح عودة بتاريخ 15/12/1940 ورزق منها خمسة أولاد هم: نائلة ولميس وأحمد غياث وهو حالياً مهندس نسيج ومحمد إياد وهو حالياً طبيب بدمشق ونهى.
تأثرت ثقافته الأدبية والعلمية والاجتماعية بدراسة الأدب الفرنسي خلال الدراسة الثانوية، كما تأثرت برحلاته شرقاً وغرباً.
دعا إلى تأسيس جمعية التمدن الإسلامي بدمشق عام 1350هـ ـ 1932م، وألقى باسمها عام 1351هجري أولى محاضراته في قاعة المجمع العلمي العربي بمناسبة ذكرى المولد النبوي، وبقي أميناً لسرها حتى توفي آخر رؤسائها العالم القاضي الجليل الشيخ محمد حسن الشطي عام 1383 هـ ـ 1962م فانتخب الأستاذ العظمة رئيساً لها، وقد كان ينهض في الحالتين بمعظم أعمالها، ومنها رئاسة تحرير مجلتها التي تطوع لها منذ اصدارها في ربيع الأول من عام 1354هـ ـ نيسان 1935م حتى وفاته.
وتعاون وبعض العاملين في جمعيات أخرى، ومن ذلك عمله في المؤتمر الكبير لنصرة الجزائر الذي دعت إليه جمعية أنصار المغرب العربي بالاتفاق مع رابطة العلماء، وقد انتخب أميناً عاماً للمؤتمر في دورته عام 1370هـ ـ 1960م وقد صدرت عن المؤتمر مقررات هامة في حينه منها الدعوة إلى تأليف حكومة جزائرية.
سافر إلى العراق مدرساً، وإلى بلجيكا موفداً من وزارة التربية والتعليم عام 1950 للاشتراك في دورة تدريبية دعت إليها منظمة الأونيسكو العالمية للعمل المشترك في سبيل السلام بواسطة الكتب المدرسية وغيرها وللتفاهم بين الدول بالقدر المستطاع، وإلى مصر عام 1957م عضواً في وفد الوحدة الثقافية. دعي في عام 1950م إلى عضوية المجمع الاسلامي الدولي للعلوم والآداب في بولونيا. كما دعي عام 1951م لعضوية المجمع العلمي لحوض البحر الأبيض المتوسط في (بالرمو).
الأستاذ العظمة كاتب كبير سخّر أدبه للعلم والاصلاح منذ أول عهده بالتأليف وكتابة المقالات في مجلة التمدن الإسلامي التي رئس تحريرها لمدة نيف وأربعين عاماً وفي غيرها من المجلات والصحف العديدة.
كتب في التفسير والسنة والعقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق والتشريع والتربية والحضارة والمدنية والعلم والثقافة والمجتمع والتراجم والخطابة.
وهو يرى أن الأمة بحاجة إلى أدب الإصلاح، وكان يحمل على أدب المتعة واللهو ومن قوله رداً لزعم أدباء اللهو والمتعة: (المطلوب من الأديب إن ذهب هذا المذهب أو ذاك أن يثبت أن الأدب صدى الجمال بألفاظه المختارة وجمله الفنية وأسلوبه الأخاذ يوحي ذلك كله ذوق رفيع وطبع متمكن، فيعمل في النفوس عمله، فإذا بالآذان والقلوب تسموه ـ ولو كان في موضوع اجتماعي ـ فتهتز له أو قل به كما تطرب بتغريد البلبل، وتسر بخرير الجدول، وتأنس بساعة الفجر، ونشوة النصر، وفرحة اللقاء.. إن الأدب لا يحرص كل الحرص على موضوع دون موضوع ـ وإن كان ألصق ببعض الموضوعات… ولكنه يحرص على الفن البياني الجميل ذي القوة الأخاذة التي لا يملك مثلها الكلام العادي، لأن هذا الكلام للتفاهم الضروري، والكلام الأدبي وسيلة تعبير رفيع إن كان أدباً صرفاً، أو وسيلة تأثير قوي إن كان أدباً تطبيقياً.
ويتميز أسلوبه بالجزالة والإيجاز مع صناعة محمودة لا إسراف فيها ولا تكلف، ويبدو ذلك في كثير مما يصفه مجملاً في مقدمات مجلة التمدن الإسلامي. 
وقد زاد عن الإسلام في مواقف يستحق بها أن يكون في التاريخ من الخالدين. وساعده في جهاده أن كان لسناً باللغة الفرنسية.
وللأستاذ العظمة أسلوب علمي رقيق دقيق، رشيق الألفاظ، لين الجمل، سهل العبارات، مشرق المعاني، بعيد عن المحسنات اللفظية، إلا ما سقط منها عفواً في مواضعه. وهو يعتمد على هذا الأسلوب في معرض البحث والتفصيل والتحقيق.
شعره يتميز بصدق عاطفته، وينم عن سموٍّ في نفسه ورهافة في حسّه، ونبل في غايته. نظم الشعر الكثير في أغراض شتى، ولم يقل ولو بيتاً واحداً فيما لا يؤمن به، ولا فيما لا غناء للمجتمع به.
ونلاحظ في شعره أسلوباً عربياً أصيلاً .. أصالة في الكلمة الفصيحة، وأصالة في النسج العربي، فهو جزل الألفاظ محكم بالبناء، مشرق الديباجة، لا لغو فيه ولا قلق، ولا اغراق في خيال يجعله كالأساطير، ولا إسراف في تزيينه، كدمى الأطفال.
وقد وضع الشاعر أول نشيد للطيران السوري في عام 1366 هـ الموافق 1949م إذ يقول فيه:
عشقنا الحياة بأوج العلاء فطرنـا وشـدنا تخوم السمـاء
فغـردت الشـمس بـسّامة لمن عزمهم كاد يغزو الفضـاء
وهز الشام بلوغ الشهب
فهـذي السماء غدت موطناً يحــلق فيـها شباب المضـاء
فيـا جـو بشراك إن الـذي غزاك الهدى وانـهى والوفـاء
فأكرم بصقر العلا و الأدب
فيا حـرم الـوطـن المفتدى سـماء حـينا وأرضـاً ومـاء
ستـلـقى جـنودك ما مثلهم سوى الليث يحمي عرين الرجاء
هداة أباة حماة العرب
أما الأعمال التي مارسها والمناصب التي تقلدها فيمكن ذكرها على النحو التالي:
مارس المحاماة فترة قصيرة بعد تخرجه من معهد الحقوق، ثم التدريس في وزارة معارف العراق في 6/10/1936 وعين مدرساَ في تجهيز البنين في حلب في 22/11/1941، ثم عين رئيساً لكتاب الضبط في ديوان المحاسبات بدمشق في 1/11/1943.
عين عضواً للجنة التربية بوزارة المعارف في 6/3/1948 وكالة ثم أصبح أصيلاً في 13/8/1949 وأصبح في 18/2/1951 مفتشاً للدولة، وفي 10/2/1959 عين رئيساَ لمكتب تفتيش الدولة. 
ثم أصبح وزيراً للزراعة في 17 من أيلول  1962 وقد إضيفت إليه وزارة التموين وكالة في في السادس عشر من شباط 1963م,  
عاد إلى رئاسة تفتيش الدولة في الحادي عشر من آذار 1963  وبقي رئيساً حتى أحيل على المعاش في السادس عشر من أيلول 1969  فقال:
أحلت على التقاعد وهو عجز ولكني سأجعله اقتداراً
ومن يزرع بذور الخير دأباً يجدها تملأ الدنيا ثماراً
استمر برئاسة تحرير مجلة التمدن الإسلامي والكتابة فيها شعراً ونثراً حتى وفاته في يوم الاثنين 12 ربيع الأول 1403 هـ 27/12/1982 رحمه الله وأجزل له المثوبة.
المصدر: منقول بتصرف عن مقابلة أجراها معه الأستاذ حسان الكاتب

 



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى