الزلازلة المرعبة التي دمرت اللاذقية .(زلزال 20 شباط 1404 – 9 شعبان 806 هـ ) – الجزء 9 :
الإعداد و البحث : علام رحمة
—————
زلزال 20 شباط 1404 م
================
عانت المنطقة من ويلات الزلازل المتعاقبة في فترة امتدت من 20 ايلول 1399 – و استمرت حتى 29 كانون الأول 1408 – و قد كان نصيب اللاذقية منها هزتين مدمرتين : واحدة في عام 1404 – و الأخرى في عام 1408 و سنبدأ بالحديث في هذا الجزء التاسع عن زلزلة 20 شباط 1404 و أهم المصادر التي ذكرت هذه الكارثة :
1- يعتبر أحمد بن حجي السعدي الحسباني الدمشقي فقيه الشام و مؤرخها (751 هـ -1350 م توفي 851هـ – 1449 م ) المصدر الأهم لوصف الزلزال كونه كان معاصراً له و ذلك في كتابه (تاريخ ابن حجي) :
“وردت الأخبار بأن في وقت صبح من يوم الخميس عاشر شعبان (806 هـ) جاءت زلزلة عظيمة في بلاد حلب و طرابلس و انه خرب من اللاذقية و جبلة وبلاطنس أماكن عديدة و خربت قلعة بلاطنس (1) ومات تحت الردم بها خمسة عشر نفسا و كذلك مات بجبلة خمسة عشر نفسا و ان ثغر بكاس (2) خربت جميعها و القلعتين بها ومات أهلها أجمعون إلا خمسون نفساً. و أن الارض انشقت و انقلبت قدر بريد من بلد القصير إلى سلفوهم و أن بلد سلفوهم (3) كانت فوق رأس جبل فنزلت عنه و انتقلت قدر ميل بأهلها و اشجارها و اعيانها و مواشيها و ذلك ليلا لم يشعروا إلا وقد صاروا إلى الوضع الذي انتقلت اليه البلد .ولم يتأذ أحد منهم. وكما وقعت الزلزلة أيضاً بقبرص فخربت منها أماكن كثيرة “
و هو نفس الوصف الذي أورده المؤرخ المعاصر للزلزال ابن قاضي شهبة الدمشقي (779ـ 851 هـ/1377ـ 1447م) مع فرق أن ابن قاضي شهبة ذكر أن الزلزلة قد وقعت في التاسع من شعبان.
2 – كذلك وصف أحمد بن علي بن عبد القادر العبيد المقريزي -شيخ المؤرخين المصريين – القاهرة (764 هـ ـ 845 هـ) (1364م – 1442م) – المعاصر للزلزال حيث يذكر في كتابه السلوك لمعرفة دول الملوك -ج6 ما يلي :
“شهر شعبان أوله الأربعاء : ( عام 806 للهجرة) و فيه ورد خبر بأن طرابلس الشام زلزلت بلادها زلزلة عظيمة هدمت مباني عديدة منها جانب من قلعة المرقب و عمت اللاذقية و جبلة و قلعة بلاطنس و ثغر بكاس و عدة بلاد بالجبل و الساحل , فهلك تحت الردم جماعة “
و يذكر نفس الوصف هذا المؤرخ المصري ابن اياس المولود في القاهرة سنة 1448 والمتوفي بها سنة 1523 م في كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور-ج1 و قد استشهدت به كذلك العالمة اليونانية ايليزابت زاخاريادو المولدة عام 1931 – في كتابها الكوارث الطبيعة في الإمبراطورية العثمانية.
3 – و يذكر المؤرخ المصري علي بن داود الصيرفي 819-900 هـ / 1416-1494 م المولود بعد سنوات قليلة من حدوث الزلزلة في كتابه نزهة النفوس والأبدان في تواريخ الزمان ما يلي:
“و في العشر الأخير من شعبان (806 للهجرة) جاءت الأخبار بحدوث زلزلة عظيمة في البلاد الطرابلسية و انهدمت أبنية كثيرة .. ووقع غالب قلعة المرقب و غيرها في أوائل رمضان منه “
———- الشروح ——–
(1) قلعة المهالبة حوالي 40 كم شرق اللاذقية
(2) شغر بكاس:حصن أثري من العصر البيزنطي على رابية صخرية 8كم إلى الشمال من مدينة جسر الشغور يتألف من قلعة الشغر وقلعة بكاس. لم يبق منهما إلا القليل من المعالم .
(3) هكذا وردت في المصدر
——————
الإعداد و البحث : علام رحمة
