عام
عمرو الملاّح :الرئيس الجليل الأتاسي والانتقال الدستوري للسلطة الرئاسية
عمرو الملاّح : التاريخ السّوري المعاصر
سيذكر تاريخ سوريا الحديث أن فخامة الرئيس الجليل هاشم الأتاسي (1873-1960) كان طرفاً في عمليتي “الانتقال الدستوري للسلطة الرئاسية” الوحيدتين من رئيس مغادر لرئيس منتخب حديثاً واللتين عرفتهما البلاد منذ إعلان الجمهورية الأولى في العام 1932.
أولاهما- في عهد الجمهورية السورية الأولى (زمن الانتداب الفرنسي) من السلف فخامة الرئيس المنتخب محمد علي بك العابد “المستقيل طوعاً” قبل انتهاء مدة ولايته الدستورية للخلف فخامة الرئيس الجليل هاشم بك الأتاسي، وذلك في العام 1936.
وثانيهما- في عهد الجمهورية السورية الأولى (إبان دولة الاستقلال الثاني) من السلف فخامة الرئيس الجليل هاشم بك الأتاسي المنتهية مدة ولايته الدستورية و”الرافض للتمديد أو التجديد” للخلف فخامة الرئيس شكري بك القوتلي، وذلك في العام 1955.
والواقع إن سوريا في تاريخها القريب لم تعرف رجل دولة مثل فخامة الرئيس الجليل الأتاسي حرص على بناء دولة المؤسسات، وصان الدستور والحريات العامة، وتصدى للمغامرين من قادة الانقلابات العسكرية، ولم يتمسك بكرسي الحكم.
وستبقى لفخامة الرئيس الجليل هاشم الأتاسي منزلة لا تدانيها منزلة أي من الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم البلاد؛ فهو لم يكن أبا الجمهورية فحسب، وإنما أبا الدستور والاستقلال، بل وأبا السوريين أيضاً.
والعظماء حتى في قبورهم يلهمون الأحياء!