قضايا
دخول القوات البريطانية – العربية دمشق في تشرين الأول 1918
دخل الأمير فيصل في مطلع تشرين الأول 1918 دمشق راكباً جواداً أبيض، تحف به كوكبة من الفرسان، وفي تلك الأثناء وصل أيضاً الجنرال اللنبي الذي اتخذ قراره لوضع السياسة البريطانية موضع التنفيذ.
التقى فيصل في الثالث من تشرين الأول الجنرال غورو في فندق فكتوريا وسط دمشق، وحضر الإجتماع لورنس، وحضره أيضاً كلايتون ونوري السعيد وكولوندر، وابلغه سياسته الواجب تطبيقها، واستعداد بريطانيا للإعتراف بإدارة عربية على الأرض على أن تكون المنطقة تابعة لقيادة اللنبي بصفته القائد العام، وبصفة فيصل أحد قادة الحلفاء.
كما قرر اللنبي تعيين ضابطي ارتباط، انكليزي وفرنسي، ليكونا وسيطيه لدى إدارة فيصل، تحت إشراف كلايتون كبير ضباطه.
كانت سيطرة القوات البريطانية على دمشق حدثاً فاصلاً في تاريخ المعركة ضد الأتراك. وتتابعت بعدها عملية جلاء الأتراك عن المدن الأخرى دون معارك كبيرة. وكانت الحرائق تتصاعد في كل مكان، لأن الترك والألمان كانوا يحرقون مالا يمكن نقله، وكان أشهد انفجار وحريق هو انفجار مستودع الذخيرة في القدم في دمشق.
وتتابعت فلول الأتراك انسحابها نحو الشمال، وكانت الطائرات البريطانية تلاحقها، وتعرض الجنود الأتراك والألمان لسلب أسلحتهم أو قتلهم.
وكانت القوات العربية تلاحق الأتراك نحو الشمال، وخلفها على مسافة 5 كم تسير القوات البريطانية، وسيطرت تلك القوات على حمص في الخامس عشر من تشرين الأول، وكذلك انسحب مصطفى كمال من حماة في السابع عشر منه بعد فشله في التشبث بها.
وتابع مصطفى كمال إلى حلب، وتجمع فيها الضباط الكبار الألمان والأتراك وعلى رأسهم فون ساندرز القائد العام، ونزل الجميع في فندق بارون، لكن القوات التركية سرعان ما انسحبت من حلب إلى الشمال في السادس والعشرين من تشرين الأول 1918م، ثم اتابع انسحابه نحو الشمال إلى خط جديد يبعد 10 أميال، ثم عقدت الهدنة في 30 تشرين الأول 1918، حيث انسحب الجيش التركي نهائياً من سورية في الثاني عشر من تشرين الثاني 1918.
انظر:
برقية تهنئة وكيل بطريرك الروم الكاثوليك للجنرال اللنبي بمناسبة فتح سورية
برقية تهنئة سلطان مصر إلى الجنرال اللنبي بمناسبة الدخول إلى دمشق
بلاغ الأمير فيصل بعد دخوله دمشق