إحسان الجابري:
ولد إحسان الله بن عبد القادر لطفي الجابري في مدينة حلب عام 1879م، والده المرحوم الحاج عبد القادر الجابري كان مفتي حلب، وأخيه سعد الله الجابري.
تلقى إحسان الله دراسته الأولى في مدينة حلب في مدرستي الابتدائية والرشدية.
انتقل إلى الأستانة فدرس الإعدادية والحقوق وعمل مع شباب العرب فيها .
تخرج من كلية الحقوق حاملاً شهادة الدكتوراه برتبة (علي الأعلى).
اتصل بالهيئات السياسية والجمعيات الوطنية العربية التي تنادي باستقلال البلاد العربية، فأدخل السجن عام 1902 وقضى فيه ستة أشهر بتهمة تلقيه رسائل من عبد الرحمن الكواكبي.
مارس المحاماة في استانبول من عام 1902 وحتى عام 1904، ونال في هذه الأثناء جائزة الشعر بالتركية.
دخل إحسان الله بواسطة صهره الكوراني ناظر الداخلية سلك الوظيفة في الدولة العثمانية، حيث عُين ترجماناً لوزارة الضابطة ثم كاتباً أولاً، وترقى في الوظيفة إلى أن أصبح رئيس ومفتش تنسيقات وتنظيمات الشرطة العامة، ثم أمين سر السلطان عبد الحميد الثاني خمسة عشر يوماً، ومحمد رشاد ثماني سنوات، فمحمد الخامس ثلاث سنوات ونصف. وتمكن بذلك من جمع أسرار الدولة.
عام 1913 حضر مؤتمر باريس الذي وضع قرارات هامة تضمنت مطالب وحقوق العرب في ظل الإمبراطورية العثمانية.
عُين رئيساً لبلدية حلب سنة 1919، ثم اختير عضواً في مجلس الشورى، فاشترك في إعلان استقلال سورية بصفته كبير الأمناء ورئيس ديوان الملك فيصل في آن واحد في 8 آذار من عام 1920.
حضر الجابري معركة ميسلون عام 1920 فخرج مع الملك فيصل من سورية في 27 تموز عام 1920 وبقي في أوروبا سنة كاملة انفك بعدها عن الملك فيصل لقبوله الانتداب في العراق وتعيينه ملكاً عليه. وحكم عليه الفرنسيون بالإعدام وحجزوا أملاكه، فأقام في أوروبا يعمل لاستقلال بلاده.
سافر إحسان الله عام 1923 بدعوة من الشريف حسين إلى عمّان حيث حضر المؤتمر العربي فيها، وتمكن من دخول سورية وهناك أسس جمعية حقوق الإنسان فأقبل الألوف من الشبان في المدن السورية على الانخراط في عضويتها، ومنها انبثق حزب الشعب وبعده الكتلة الوطنية. وعلى أثر هذا النشاط حاولت السلطة الفرنسية إلقاء القبض عليه إلا أنه تمكن من الهرب إلى تركيا، فحكمته السلطة الفرنسية للمرة الثانية بالإعدام، وغادر تركيا إلى سويسرا ومكث هناك حتى عام 1926، حيث دعي إلى باريس مع لطف الله وشكيب أرسلان لعقد معاهدة، وفعلاً تم الاتفاق ووقع بالأحرف الأولى، ولكن مجيء بوانكاريه إلى الحكم سبب تأخير الأمر، فعاد إلى سويسرا وأصدر في جنيف مع الأمير شكيب أرسلان مجلة باللغة الفرنسية بعنوان (الشعب العربي) للدفاع عن حقوق العرب والدفاع عن سورية.
بعد عقد معاهدة 1936 بين الحكومة السورية وفرنسا، وصدور العفو العام عاد إحسان الله إلى سورية، وبعد شهرين تم تعيينه محافظاً في محافظة اللاذقية، وبقي هناك ما يقرب السنتين بمصارعة الانتداب الفرنسي، وفي نهاية العهد الوطني اعتقل وحددت إقامته في عينطورة في لبنان مدة أربع سنوات.
عاد إلى حلب، وبعد وفاة أخيه سعد الله الجابري، انتخب نائباً عن حلب وترأس قائمة الوطنيين، كما انتخب رئيساً للجنة الشؤون الخارجية فبقي فيها طيلة نيابته، وأعيد انتخابه عام 1954، وترأس التجمع القومي إلى أن تمت الوحدة بين مصر وسورية فترأس اتحاد الدول العربية.
بعد اعتزاله السياسة أقام في القاهرة حيث توفاه الله ونقل جثمانه بالطائرة إلى عمّان في الحادي عشر من آذار 1980 ، ومنها جواً إلى حلب حيث دفن هناك.
– له ابنة واحدة متزوجة من رئيس الوزراء الأردني الأسبق المرحوم وصفي التل .
– له مؤلفات باللغة التركية.
في عام 1920م، كان الجابري رئيساً للتشريفات في بلاط الملك فيصل بدمشق، حيث كان ينزل على السلم عادة أمام الملك. ثم يقف وقفة مسرحية، ويصرح بملء صوته: ( جلالة الملك) وينحني إلى الأرض ويتهادى العاهل نزولاً على السلم ليصافح المدعويين.
يقول خالد العظم أن إحسان الجابري بعد أن أجبر الملك فيصل على النزوح عن سورية ، ثم تبعه رجال سياسته في ذلك العهد، اختار الجابري مدينة جنيف. وبعد استقلال سورية، عاد الجابري إلى بلده، وراح يعمل في الحقل الوطني/ وانتسب إلى الحزب الوطني وصار عضواً عام 1954م. وكان إحسان أخاً لسعد الله الجابري. وكان على علاقة قوية بعد مع السفير المصري بدمشق محمود رياض، وقد كوفئ إحسان الجابري بعد الوحدة بوظيفة رئيس مجلس الاتحاد الذي أنشئ في القاهرة بين الجمهورية العربية المتحدة واليمن.
اقرأ:
رسالة الشيخ صالح العلي إلى إحسان بك الجابري محافظ اللاذقية عام 1938
للإطلاع على تسلسل أحداث التاريخ السوري المعاصر بحسب الأيام
انظر أيضاً :
أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات