صورة وتعليق

حي الصالحية و دمشق في بداية القرن العشرين

حي الصالحية و دمشق في بداية القرن العشرين

بعد نقاش دام اكثر من 14 يوماً مع الأصدقاء ، ورفاق الدرب …. في حب دمشق عبر المراسلات الإلكترونية و الإيملات المطولة و المكالمات الهاتفية …. 2011 ، وبعد مقارنات كثيرة مع الصور التي التقطت لدمشق بتلك الفترة … توصلنا الى حل لغز ( تاريخ هذه الصورة ) والتي تم توثيقها سابقاً و بشكل غير دقيق .

المصور الفرنسي الشهير / فيليكس بونفليس (Felix Bonfils ) و أثناء تواجده في مدينة دمشق ، قام بتصوير قسماً من الصالحية ودمشق معاً من أعالي جبل قاسيون … بواسطة الكاميرا الشمسية في عام 1876 للميلاد . ولم يلتقط صوراً لطريق الصالحية و أحيائه بشكل مباشر . إذ لم يكن هناك عمائر تذكر في الطريق المذكورة . وغادر بلاد الشام عائداً الى مدينته ( أله ) التي توفي فيها ( رحمه الله ) في فرنسا سنة 1885 للميلاد .

إذ تابع ابنه أدريان بونفليس ( 1861 ـ 1928 ) المهمة بعد وفاة أبيه واستمر على نهجه في وضع توقيعه ، وشرح مبسط على الصورة نفسها .. كما نفعل نحن الآن …. ولهذا …. كان أيضاً التوقيع على بعض الصور ليس باسم : فيلكس الأب … ولا أدريان الإبن … وإنما باسم ( بونفليس ) … كي لا يخسر عملاء أبيه .. استمر باسم بونفليس فترة من الزمن حتى اضحى معروفاً على الساحة التجارية فصار يوقع باسمه الصريح ( أدريان بونفليس ) .

وهذه الصورة للجادة الخلفية الغربية لمحلة عرنوس في مدينة دمشق في بداية عشرينات القرن العشرين وتحديداً بشارع ( جلال البخاري اليوم 2011 ).

والصورة ملتقطة من الجنوب ( أي من جادة الشهداء وعرنوس ) إلى الشمال ( اي لجادة الطلياني ) و الظاهر فيها بالعمق الجبهة الخلفية لمبنى القنصلية الإنكليزية ، وكانت تقع مقابل المستشفى الطلياني .. طبعاً في الجانب الغربي لجادة الطلياني ، وكان بناء القنصلية الإنكليزية يشبه الى حد كبير بناء دار البلدية في ساحة المرجة من حيث التصميم الخارجي و الداخلي للقنصلية .

الصورة بعدسة المصور الفرنسي / أدريان بونفليس ابن المصور الشهير فيليكس بونفليس بواسطة الكاميرا الشمسية و الظاهر توقيعه ( Bonfils ) في أسفل يمين الصورة ، وذلك بعد سفر أبيه الى فرنسا .

ويبدو بالصورة امتداد جادة الشهداء الخلفية وصولا إلى محلة عرنوس ، و تظهر في جهة اليمين البيوت العربية القديمة قبل هدم بعضها في الآونة الأخيرة من القرن العشرين ، والإبقاء على البعض قائماً الى اليوم 2011 . والتي اتخذت طراز العمائر الأوروبية ممزوجة بمسحة عثمانية واضحة في عمارة البيوت و خاصة الطوابق العلوية و المشيدة على قواعد حجرية منحوتة في الطوابق السفلية.

 الباحث عماد الأرمشي
تلوين وترميم : علي رمضان

عماد الأرمشي

باحث في تاريخ دمشق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى