You dont have javascript enabled! Please enable it!
قضايا

الاستفتاء على الدستور وانتخاب أديب الشيشكلي رئيساً عام 1953

صدر مرسوم  يقضي بتحديد موعد الاستفتاء على الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية في العاشر من تموز عام 1953م.

وكان الاستفتاء بالصيغة التالية:

(س1- هل توافق على مشروع الدستور المطروح على الاستفتاء والمنشور في اليوم الحادي والعشرين من حزيارن 1953م؟

س2: من تختار رئيساً للجمهورية من بين المرشحين؟)

وكان الشيشكلي في الانتخاب هو المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية.

العفو عن مخالفات النفوس:

وقبل موعد الانتخاب أصدر الرئيس فوزي سلو المرسوم التشريعي رقم 161 في الرابع من تموز عام 1953م، والقاضي بمنح عفو عام عن جميع مخالفات نظام النفوس.


المؤتمر الوطني في حمص – حزيران 1953م:

واجه الشيشكلي معارضة من بعض الأحزاب والقوى السياسية في سورية التي عقد بعضها مؤتمراً وطنياً في حمص، اشترك فيه حزب الشعب، وحزب البعث، وممثلين من جماعة الإخوان المسلمين.

عقد المؤتمر قبيل أسبوع من موعد الانتخابات في الرابع من تموز، وافتتح المؤتمر الرئيس هاشم الأتاسي، الذي ألقى كلمة رحب فيها بالضيوف، وقال: (إن هذه الأوضاع أذهلت الشعب أول وهلة وأسلمته إلى الهواجس والمخاوف وقد أراد المسؤول عنها أن يلبسها ثوب المشروعية، وأن يحمل البلاد على أن تبرئ ذمته من جميع أعماله وتصرفاته، وتقر له دستوراً يجمع بين يديه من السلطات ما لم يشهد العالم المتمدن أن اجتمع مثلها لحاكم، وحيال هذا الواقع كان طبيعياً أن تتنادوا للاجتماع والتشاور، ولا بأس بظروف الدهر اذا كانت تلقي الدروس والعبر وتكسب التجارب وتجمع القلوب، وتؤلف بين الجهود في سبيل اسعاد الوطن).

ثم تلي في المؤتمر كتاب سلطان باشا الاطرش الذي حمله وفد السويداء وجاء فيه: (لقد جاءت المذكرة الصادرة في العشرين من حزيران 1953 والتي نسميها بحق مذكرة البلاد معبرة عما تكنه طوايا كل فرد من أفراد الشعب، وكنا نود أن تجد هذه المذكرة نتيجة مباشرة سريعة عند متولي السلطة الحالية فيراعوا الحالة المؤسفة التي آلت إليها حال البلاد وليقفوا عند هذا الحد من الأعمال غير الدستورية والتصرفات غير المشروعة).

كما جاء في الكتاب أيضا: (إننا ننتدب اخا الجهاد أبا أحمد يوسف العيسمي وأبا يوسف حسين مرشد وفضل الله جربوع لينوبوا عنا بابداء وجهة نظرنا، وإننا نبارك هذا المؤتمر راجين أن يوفق الاخوان في تحقيق أماني البلاد وإعادة الحريات والحياة الدستورية الصحيحة).

وقد اقترح الرئيس هاشم الأتاسي في المؤتمر وبعد المداولة تأليف لجنة لدرس مشروع بيان يصدر باسم المؤتمر الوطني، فتألفت اللجنة من السادة: (إحسان الجابري، رشدي الكيخيا، بدوي الجبل، حسني البرازي، جلال السيد، محمد المبارك، منير العجلاني، شاكر العاص، نديم الموصلي، فيضي الأتاسي).

وأصدر المؤتمر البيان الذي جاء فيه: (إن دساتير الأمم هي ثمرة جهادها ونضالها وسجل حرياتها وكراماتها، وعنوان ذخائرها ومفاخرها، والدساتير الحرة يكون ميلادها في جو حر طليق وأما تلك التي تدبر في ظلام الدواووين وفي جو خانق من الحكم البوليسي والارهاب فلن تكون الا سجل الرق وسفر العبودية لأمة كريمة عرفت قيمة الحرية وعرفت الدنيا عنها تمسكها بها).

ووقع على البيان المؤتمرون، وكلهم من أقطاب الحزب الوطني والشعب والمستقلين المعروفين بتأييدهم لمشروع الاتحاد مع العراق، ومن أعضاء المجلس السابق الذي حله الشيشكلي. كما وقع البيان باسم حزب البعث: خليل كلاس، محمد عطورة من حماة، ومن حمص منير عامودي، فوزي الصفوة، وجلال السيد عن دير الزور، وعبد الفتاح الزلط عن حلب، وعبد الرحمن المارديني ومدحت البيطار عن دمشق.


في يوم الانتخابات:

أعلنت المؤسسات والشركات والمصانع توقفها عن العمل لكي تتيح لموظفيها وعمالها الفرصة للمشاركة في الانتخابات..

صرح الأمين العام لوزارة الداخلية بأن الموظفين المقيمين في سوريا والقاطنين في البلاد المجاورة كالأردن ولبنان قد برهنوا على وعي قومي ممتاز، وعلى شدة تعلقهم بالحياة الدستورية.


نتائج الانتخابات

أعلن الرئيس فوزي سلو في منتصف الساعة الثانية عشر ظهر يوم السبت الحادي عشر من تموز نتيجة الاستفتاء. وجاء في نص قرار إعلان النتائج ما يلي:

(في الساعة الحادية عشر من صباح يوم السبت الثلاثين من شهر شوال عام 1372 الموافق للحادي عشر من شهر تموز عام 1953 اجتمع مجلس الوزراء في دار الحكومة، بناء على المرسوم التشريعي رقم 151 المؤرخ في 21 / 6 / 1953 المتضمن دعوة الشعب لاستفتاء عام في مشروع الدستور المنشور مع هذا المرسوم التشريعي وانتخاب رئيس الجمهورية السورية.

وقد أطلع مجلس الوزراء على نتائج الاستفتاء والانتخاب التي قدمها إليه وزير الداخلية وتبين له:

1- في احصاء الناخبين:

أ- ان مجموع الناخبين في جميع المراكز الانتخابية قد بغل (995417) تسعمائة وخمسة وتسعين الفاً وأربعمائة وسبعة عشر ناخباً.

ب- إن مجموع الناخبين الذين اشتركوا فعلاً في الاستفتاء قد بلغ (864425) ثمانمائة وأربعة وستين ألفاً وأربعمائة وعشرين ناخباً.

2- في نتائج الاستفتاء:

أ- ان مجموع الأوراق والأجوبة المعتبرة باطلة قد بلغ (560) خمسمائة وستين.

ب- ان مجموع الأصوات السلبية قد بلغ (2713) ألفين وسبعمائة وثلاثة عشر صوتاً.

ج- ان مجموع الأصواات الإيجابية قد بلغ (861152) ثمانمائة وواحد وستين ألفاً وماية واثنين وخمسين صوتاً وهي الأكثرية المطلقة للناخبين الذين اشتركوا فعلاً في الاستفتاء والانتخاب.

3- في نتائج الانتخاب:

أ- ان مجموع الأوراق والأجوبة المعتبرة باطلة قد بلغ (2512) ألفين وخمسمائة واثني عشر.

ب- ان مجموع الأصوات التي نالها المرشح للرئاسة الزعيم محمد أديب الشيشكلي قد بلغ (861910) صوتاً ثمانمائة وواحد وستين ألفاً وتسعمائة وعشرة وهو العدد الأكبر من الأصوات).


الدستور الجديد:

جاء الدستور  الجديد الذي تم الاستفتاء عليه في 129 مادة، بدأ بالمقدمة التالية:

(نحن شعب سوريا العربي،

شعوراً منا بالحاجة إلى نظام يستمد طبيعته من واقعنا وأهدافنا، ويقيم بناء سيادتنا السياسية على أساس الوحدة والمتعة، ويضمن لنا في مجتمعنا الأمن والعدالة، وفي معاشنا الرغد والكرامة، وفي وطننا الحرية والسيادة، وما وراء حدودنا العمل لاستكمال حرية الأمة العربية وتحقيق وحدتها ومجدها،

نعلن أننا ارتضينا لأنفسنا هذا الدستور).

انظر: دستور الجمهورية السورية عام 1953


بعد الإعلان 

وقوبل الإعلان عن النتائج بهتافات من جموعة احتشدت أمام سراي الحكومة، وعلى ضفتي نهر “بردى” بينما كانت طلقات المدافع الاحدى والعشرون تدوي في سماء دمشق.

واستقل الشيشكلي سيارة ومعه الزعيم فوزي سلو، وغادر موكبه سراي الحكومة قاصداً القصر الجمهوري.

وصل الموكب في تمام الساعة الثانية عشر فأدات له التحية مفرزة من رجال الأمن وعزفت الموسيقى النشيد السوري، وتعالت الهتافات.

وفي بهو القصر ألقى اللواء فوزي سلو كلمة هنأ بها الرئيس الشيشكلي، على ثقة الشعب به وبالدستور الجديد، وأعلن أن مهمته ومهمة حكومته قد انتهيتا، وتمنى للشيشكلي التوفيق والسداد، ولسوريا في عهده العز والسؤدد.

ورد الرئيس الشيشكلي بكلمة فأثنى على الزعيم فوزي سلو، وعلى روح التجرد العالية التي تميز بها، وعلى ما قدمه من خدمات للبلاد، هو وأخوانه.

صرح الشيشكلي بعيد الإعلان عن نتائج الانتخابات لصحيفة المصري: (أحمد الله العلي القدير على تلك الثقة الغالية التي حباني بها الشعب السوري المجيد، وأسأله سبحانه وتعالى أن يوفقني إلى تنفيذ ما جاء في الدستور الذي ارتضاه الشعب بمحض إرادته ومطلق حريته، بما يضمن له في مجتمعه الأمن والعدالة، وفي معاشه الرفد والكرامة، وفي وطنه الحرية والسيادة، وما وراء حدوده العمل لاستكمال حرية الأمة العربية وتحقيق وحدتها ومجدها، كما أسأله جل شأنه أن يجنبني الزلل، ويبصرني بوجوده الحق، ويعينني على أداء الرسالة كاملة.

وبمناسبة إعلان النتائج أعلن في دمشق عن تعطيل دوائر الدولة السورية يوم الأحد الثاني عشر من تموز بمناسبة تولي الزعيم الشيشكلي رئاسة الجمهورية.


كلمة الشيشكلي:

كان أول عمل قام به الرئيس أديب الشيشكلي بعد توليه رئاسة الجمهورية أن أذاع خطاباً شكر فيه الشعب على انتخابه، وجدد تعهده أن يحافظ على الدستور وأن يكون أمانة في عنقه. كما توجه إلى أفراد الشعب داعياً للالتفاف حول هذا العهد الذي وصفه بالمقدس، وقال : (إن الدستور للجميع، والأمن للجميع، ورئيس البلاد للجميع، لا لحزب أو لطبقة، وإني أعاهدكم في هذه الساعة التاريخية أن أكون ذلك الرئيس الذي يفتح قلبه للجميع، ويمد يده للجميع).


استقبال المهنئين:

وفي يوم الأحد استقبل الشيشكلي في القصر الجمهوري المهنئين من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي والطوائف والهيئات المختلفة فيما بين التاسعة صباحاً والثانية عشرة ظهراً.


إصدار العفو:

بعد تولى أديب الشيشكلي صلاحياته، أصدر مرسوم في الثاني والعشرين من تموز عام 1953 يقضي بمنح عفو عام.


تشكيل الحكومة:

شكل الرئيس المنتخب أديب الشيشكلي في التاسع عشر من تموز عام 1953م الحكومة التي استمرت حتى الإنقلاب عليه في 25 شباط عام 1954م،و ومغادرته البلاد.

 

وضمت الحكومة الجديدة كلاً من:

أديب الشيشكلي رئيساً للجمهورية ورئيساً لمجلس الوزراء
رفعت خانكان وزيراً للدفاع
عبد الله الهنيدي وزيراً للداخلية
خليل مردم بك وزيراً للخارجية
نظمي القباني وزيراً للصحة والإسعاف العام
جورج شاهين وزيراً للمالية
عون الله الجابري وزيراً للاقتصاد الوطني
أنور إبراهيم باشا وزيراً للمعارف
أسعد  محاسن ثم أسعد هارون وزيراً للعدل
فتح الله أسيون وزيراً للأشغال العام والمواصلات

 


الموقف من انتخاب الشيشكلي رئيساً :

الموقف الأردني من انتخاب أديب الشيشكلي رئيساً عام 1953



انظر:

قرار إعلان نتائج الاستفتاء على الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية 

كتاب استقالة حكومة فوزي سلو عام 1953

كتاب شكر الرئيس أديب الشيشكلي إلى أعضاء حكومة فوزي سلو المستقيلة

إعلام الحزب السوري القومي الإجتماعي إلى وزارة الداخلية حول استئناف نشاطه

نص إيضاح الحزب السوري القومي الإجتماعي حول استئناف نشاطه

المراجع والهوامش:

(1). مرسوم منح عفو عن مخالفات نظام النفوس في سورية 1953

(2). مؤتمر حمص - تموز 1953

(3). الحوراني (أكرم)، المذكرات، الجزء الثاني، صـ 1575

(4). صحيفة المصري - القاهرة، العدد 5610 الصادر في يوم السبت 11 تموز 1953.

(5). قرار إعلان نتائج الاستفتاء على الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية عام 1953

(6). دستور الجمهورية السورية عام 1953

(7). صحيفة المصري - القاهرة، العدد 5610 الصادر في يوم السبت 11 تموز 1953.

(8). صحيفة المصري - القاهرة، العدد 5611 الصادر يوم الأحد الثاني عشر من تموز 1953



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى