مقالات
عماد الأرمشي: المسيحيون وحوادث دمشق 1860
عماد الأرمشي- التاريخ السوري المعاصر
سببت حوادث 1860 لدمشق خسارة هائلة في الأرواح و الممتلكات .. إذ راح ضحيتها أكثر من أربعة آلاف نسمة. أما بالنسبة للممتلكات فقد نُهِبَ وأُحرِقَ الحيُّ المسيحي بأكمله تقريباً. وهناك صورتان فوتوغرافيتان نادرتان التقطهما في العام 1862 المصور الإنكليزي ( فرنسيس بدفورد ) حين كان مرافقاً للأمير : تُظهِران مدى الخراب والدمار اللذين لحقا بهذا الحي ، والذي بقي ظاهراً بوضوح حتى تاريخ الزيارة : أي بعد سنتين من وقوع الكارثة.
وقد قدَّر القنصل الإفرنسي في دمشق آنذاك ( المسيو أوتراي ) حجم الخسائر المادية بحوالى مائة وخمسين مليون غرشاً.
أما صناعتا الغزل والنسيج اللتان كانتا مزدهرتين في ذلك الوقت، وكان يعمل فيهما في دمشق ما يقرب من عشرين ألف شخص ، فقد أصيبتا بالكساد … إذ كان المسيحيون هم الذين يديرون كلتا الصناعتين .