ولد يوسف زعين في بلدة البوكمال عام 1931.
وتخرج من كلية الطب بجامعة دمشق في الدورة الأولى من الدفعة 37 من عام 1954- 1955م.
انتسب إلى حزب البعث عام 1957م.
أيد الوحدة ووقف ضد العهد الذي وصل للسلطة بعد الإنفصال مع مصر.
شارك في حرب التحرير الجزائرية، وعمل مساعداً لـ هواري بومدين وطبيباً في المشافي الجزائرية.
بعد إنقلاب الثامن من آذار سمي وزيراً للإصلاح الزراعي في حكومة أمين الحافظ.
شكل الحكومة لأول مرة في الثالث والعشرين من أيلول عام 1965 واستمرت حتى السابع والعشرين من كانون الأول عام 1965م.
انتخب في شهر آب عام 1965 عضواً في القيادة القطرية، ثم سمي عضواً في المجلس الوطني لقيادة الثورة بموجب قانون رقم (1) الذي أصدره أمين الحافظ في الثالث والعشرين من آب 1965م.
بعد إنقلاب 23 شباط عام 1966م انتخب عضواً في القيادة القطرية في المؤتمر القطري الثاني الاستثنائي الذي عقد في في شهر آذار عام 1966م.
سمي عضواً في المجلس الوطني للثورة عام 1965م وشكل الحكومة للمرة الثانية في الأول من آذار 1966 واستمرت حتى السادس عشر من تشرين الأول 1966م.
وشكل الحكومة للمرة الثالثة في السادس عشر من تشرين الأول عام 1966 واستمرت حتى الثامن والعشرين من أيلول عام 1967م.
وشكل الحكومة للمرة الرابعة في الثامن والعشرين من أيلول عام 1967م، واستمرت حتى التاسع والعشرين من تشرين الأول عام 1968م.
قبيل الإعتقال:
دعي إلى مؤتمر استثنائي للقيادة القومية في الثلاثين من تشرين الأول عام 1970 وعلى مدى أيام انعقاد المؤتمر احتدم النقاش بين أعضاء المؤتمر ولاسيما مع حافظ الأسد وأنصاره.
وحول ذلك يذكر نيقولاس فان دام: (باتت الخلافات في الرأي بين جديد والأسد واضحة جلية في المؤتمرات القطرية والقومية لحزب البعث التي عقدت بدمشق في أيلول وتشرين الأول 1968م، حيث ظهر اتجاهان واضحان، أيد أحدهما إعطاء الأولوية القصوى لما سمي بالتحويل الاشتراكي للمجتمع السوري، وكان يسوده المدنيون كأعضاء بارزين، بمن فيهم صلاح جديد وعبد الكريم الجندي وإبراهيم ماخوس وزير الخارجية “العلوي” ويوسف زعين رئيس الوزارة).
وعند اقتراب المؤتمر من نهايته خشي بعض أعضاء المؤتمر من أن يتحرك الأسد لاعتقالهم وعلى رأسهم يوسف زعين الذي كان يتجنب النوم في منزله حينها ولجأ إلى أسعد كامل إلياس الذي كان مديراً للمكتب الصحفي.
وذكر أسعد كامل إلياس : (عدت من مكتبي إلى منزلي متأخراً ذات يوم فلاحظت سيارة متوقفة خارج البوابة، ولمحت في مقعهدها الخلفي شخصياً كان يحاول بوضوح أن يتنكر بنظارة داكنة اللون وقبعة، ثم سمعت شخصاً يناديني باسمي، فعرفت صوت زعين، ولدهشتي وجدته يسألني عما إذا كان يستطيع المجئ ليعيش معنا).
تفاصيل الإعتقال:
بعد انتهاء أعمال المؤتمر القطري في الثاني عشر من تشرين الثاني عام 1970م بدأ حافظ الأسد في أول خطوات الإنقلاب في الثالث عشر من تشرين الثاني.
في صباح يوم الإنقلاب طلب السفير السوفيتي في دمشق الاجتماع مع اللواء صلاح جديد الأمين العام المساعد للحزب وكان حينها الرئيس نور الدين الأتاسي الأمين العام للحزب في منزله بسبب عمل جراحي في الفك.
في الإجتماع طلب السفير السوفيتي من القيادة السورية بالاعتراف بالقرار رقم 242، وقال له إذا اعترفتم بالقرار 242 سوف نطلب من حافظ الأسد إيقاف إجراءات الإنقلاب. وكانت إجابة اللواء جديد هي الرفض وأن قيادة الحزب قد أرسلت سابقاً أكثر من إجابة على هذا الطلب إلى موسكو.
بعيد الإجتماع غادر اللواء صلاح جديد مكتبه إلى منزل يوسف زعين لوضه وبعض الرفاق في أسباب زيارة السفير السوفيتي، وكان في المنزل محمد عيد عشاوي الذي جاء إلى منزل زعين القريب من مبنى القيادة القومية حينها لتوديع الرفاق قبل مغادرته إلى الأردن حيث كان قد تطوع في قوات المقاومة.
عندما وصل اللواء صلاح جديد إلى منزل يوسف زعين أي في ظهيرة الثالث عشر من تشرين الثاني جرى إعتفال كلاً من:
صلاح جديد، محمد عيد عشاوي، مصطفى رستم، فوزي رضا و يوسف الزعين واللذين كانوا متواجدين في منزل يوسف الزعين.
اعتقل الرفاق المتواجدين في منزل يوسف زعين ونقلوا إلى مبنى آمرية الطيران بجانب قيادة الأركان. وفي مساء تلك الليلة اجتمع حافظ الأسد مع صلاح جديد، ثم تم الإفراج عن يوسف الزعين ومصطفى رستم بعد مقابلتهم مع حافظ الأسد.
وفي الثالث عشر من حزيران 1971م، اعتقل يوسف زعين للمرة الثانية والأخيرة مع عبد الحميد المقداد .
الإفراج عنه:
اعتقل في سجن المزة العسكري حتى عام 1981م حين أفرج عنه بعد إصابته بمرض السرطان.
بعد الإفراج عنه غادر سورية إلى بودابست ثم استوكهولم التي أقام فيها حتى وفاته.
الوفاة:
توفي في استوكهولم في العاشر من كانون الثاني عام 2016م
نعاه حزب البعث الديمقراطي الاشتراكي العربي المعارض، وجاء في نص النعوة: (الرفيق يوسف زعين في ذمة الخلود
ببالغ الحزن والأسى تنعى الأمانة العامة لحزب البعث الديمقراطي الاشتراكي العربي الرفيق المناضل، رجل الدولة، والقائد السياسي الرمز، عضو القيادتين القومية والقطرية للحزب، رئيس مجلس الوزراء الأسبق.. الرفيق الدكتور يوسف زعين الذي وافته المنية في العاشر من كانون الثاني/ يناير 2016.
لقد ترجل فارسٌ آخر من كوكبة الثالث والعشرين من شباط 1966، وأحدُ أبرز رموز اليسار في حزب البعث.. مناضلٌ نذر حياته للقضايا الوطنية والقومية، فكان طبيب مجاهدا في صفوف ثورة التحرير الجزائرية، ورئيسا لمكتب العمل الفدائي، ورائدا من رواد حرب التحرير الشعبية من أجل تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة، بذل مع رفاقه في قيادة الحزب والدولة آنذاك، كل ما يستطيعه بشرٌ في سبيل المقاومة الفلسطينية وحمايتها من المتربصين بها، ومواجهة من أراد لها شرا من صهاينة ومستعمرين، ورجعيين ومتخاذلين انهزامين كانوا يلهثون وراء سراب ما سمي بالحلول السلمية.
برحيل الرفيق أبي جابر نفتقد مشعلا آخر من تلك المشاعل التي أنارت دروب نضالنا بفكرها الطليعي والثوري، وبنضالها وسلوكها، بنهجها السياسي التقدمي المتطلع إلى تحرير الأرض ولم شمل الأمة وبناء المجتمع العربي الاشتراكي الموحد. وبغيابه نفتقد رمزا من رموز التضحية والإباء، والثبات على المبدأ، ورفض المساومة على أية قضية من قضايا الطبقات الشعبية الكادحة.
خير تكريم لذكرى الرفيق يوسف زعين أن نزداد تشبثا بالنهج القومي الثوري التقدمي الذي سار عليه مع رفاقه في قياد الحزب والدولة، وفي مقدمتهم الشهيدان الخالدان: الأمين العام للحزب الدكتور نور الدين الأتاسي، والأمين العام المساعد اللواء صلاح جديد، ونائب الرفيق أبي جابر ووزير خارجيته الدكتور ابراهيم ماخوس، وكل الرفاق القادة الذين قضوا على هذا الطريق، وغيرهم من الباقين على قيد الحياة .
وخير وفاء لإرث الراحل الكبير أن نصون، من عبث العابثين، تلك التجربة الغنية رغم قصرها زمنيا، وأن نعود إليها المرة تلو المرة لننهل من معينها الثري الغزير، لتكون عونا لنا في تعزيز وحدة الحزب عقائديا وسياسيا وتنظيميا، وتوفير مستلزمات استمراره ونهوضه للاضطلاع بالأعباء الملقاة على عاتقه، جنبا إلى جنب مع جميع القوى الوطنية الديمقرطية، لا سيما في هذه الظروف القاسية التي تمر بها أمتنا عامة، وقطرنا السوري على وجه الخصوص.
الرحمة والسلام لروح فقيدنا الرفيق القائد يوسف زعين.
الرحمة والسلام لأرواح شهداء الحزب والأمة… وعهدا أننا على خطاهم سائرون.
الأمانة العامة لحزب البعث الديمقراطي الاشتراكي
في : 11 / 1 / 2016).
المراجع والهوامش:
(1). خريجو كلية الطب حتى العام 1970-1971، مطبعة جامعة دمشق عام 1971م.
(2). حكومة يوسف زعين الأولى 23 أيلول 1965 - 27 كانون الأول 1965
(3). قانون تشكيل المجلس الوطني للثورة وتسمية أعضائه عام 1965
(4). مروان حبش: حركة 23 شباط .. انتصار منطق الحسم العسكري وتنفيذ الحركة
(5). حكومة يوسف زعين الثانية 1 آذار 1966 - 16 تشرين الأول 1966
(6). حكومة يوسف زعين الثالثة 16 تشرين الأول 1966 - 27 أيلول 1967
(7). حكومة يوسف زعين الرابعة 27 أيلول 1967 - 29 تشرين الأول 1968
(8). المؤتمر القومي العاشر الاستثنائي
(9). سيل (باتريك)، الأسد والصراع على الشرق الأوسط، شركة المطبوعات للتوزيع، الطبعة العاشرة عام 2007م، صـ 265
(10). إنقلاب حافظ الأسد
المراجع والهوامش:
(1). خريجو كلية الطب حتى العام 1970-1971، مطبعة جامعة دمشق عام 1971م.
(2). حكومة يوسف زعين الأولى 23 أيلول 1965 - 27 كانون الأول 1965
(3). قانون تشكيل المجلس الوطني للثورة وتسمية أعضائه عام 1965
(4). مروان حبش: حركة 23 شباط .. انتصار منطق الحسم العسكري وتنفيذ الحركة
(5). حكومة يوسف زعين الثانية 1 آذار 1966 - 16 تشرين الأول 1966
(6). حكومة يوسف زعين الثالثة 16 تشرين الأول 1966 - 27 أيلول 1967
(7). حكومة يوسف زعين الرابعة 27 أيلول 1967 - 29 تشرين الأول 1968
(8). المؤتمر القومي العاشر الاستثنائي
(9). سيل (باتريك)، الأسد والصراع على الشرق الأوسط، شركة المطبوعات للتوزيع، الطبعة العاشرة عام 2007م، صـ 265
(10). إنقلاب حافظ الأسد
العنوان | التاريخ |
---|---|
بلاغ يوسف زعين حول دراسة أوضاع مساهمي الشركات الصناعية المؤممة | 1967-04-04 |