ملفات
إنقلاب الثامن من آذار 1963
في اليوم الثامن من آذار، بعد شهر بالضبط من سقوط نظام عبد الكريم قاسم في العراق تحركت مجموعة من الضباط العسكريين، وأسقطت نظام الحكم القائم في سورية، ففي الساعة السابعة من صباح ذلك اليوم قطع (راديو دمشق ) برنامجه العادي، وأذاع البيان الأول لقيادة الإنقلاب التي تولت الأمور فيها بعد أن استولت القوات المسلحة السورية على السلطة عند الفجر. وتوالت بيانات الإنقلاب بعد ذلك تشرح بالتفصيل حقائق حكم الانفصال ابتداءً من الثامن من أيلول والمحادثات المتكررة لتصحيح آثاره حتى جاءت ثورة الثامن من آذار).
في صباح يوم الجمعة يوم الثامن من آذار عام 1963 قامت قوات عسكرية بالدخول إلى العاصمة دمشق، وجرى اعتقال اللواء عبد الكريم زهر الدين قائد الجيش السوري، وأعلن عن خلع الدكتور ناظم القدسي من رئاسة الجمهورية، والتجأ رئيس مجلس الوزراء خالد العظم إلى السفارة التركية في دمشق.
كما صدرت قرارات أعادت إلى الخدمة في الجيش عشرات من الضباط الذين كانوا قد سرحوا منه قبل عهد الانفصال وفي الانفصال.
وراحت الأنباء أنها حركة إنقلابية قادها ثلاثة ضباط هم :
العقيد لؤي الأتاسي الذي أعلنت ترقيته إلى رتبة فريق، وعين قائداً عاماً للجيش السوري,
العميد راشد القطيني الذي أعلنت ترقيته إلى رتبة لواء، وعين نائباً للقائد العام.
العقيد زياد الحريري الذي أعلنت ترقيته إلى رتبة لواء،وعين رئيساً لقيادة أركان حرب الجيش.
وكان قادة الإنقلاب العسكري الجديد قد شكلوا مجلساً سمي بـ (لقيادة الثورة) ترأسه صلاح الدين البيطار القيادي البعثي.
وقد ظهر اتجاهان بين الضباط الذين شاركوا في الإنقلاب، الأول يمثَّله قوميون يطالبون بعودة الجمهورية العربية المتحدة فوراً، ثم تنضم إليها العراق،والثاني يمثله بعثيون عبر عن رأيهم صلاح الدين البيطار، بقوله إن هدفهم كان إسقاط الانفصال، وعودة العلاقات الطبيعية الأخوية بين الجمهورية العربية المتحدة، وسورية لإجراء مباحثات ومفاوضات لإقامة وحدة على أسس سليمة ومدروسة.
وكان (المجلس الوطني لقيادة الثورة في سورية) قد شكل وزارة برئاسة صلاح الدين البيطار، وكانت الوزارة تضم قوى تحالف، وهي حزب البعث وحركة القوميين العرب، وحركة الوحدويين الاشتراكيين، والجبهة العربية المتحدة.
الموقف العربي والدولي من إنقلاب 8 آذار 1963
اقرأ:
