(إلى الدروز.. لماذا تحاربون؟!….. قد أتيتكم حاملاً لكم الحق في أن تسنوا دستوركم بنفسكم، وأن تختاروا بذاتكم حكومتكم ورؤسائكم. فإذا بقيتم على متابعة القتال فإنما تحاربون آمالكم وحريتكم.
لماذا تحاربون، وفي سبيل من تحاربون!….ذهب إلى رؤساؤكم منذ أيام، بعض وجهاء الدروز المتألمين لما يرون ما أنتم فيه من العذاب ليقابلوهم ويبرهنوا لهم أنه لم يبق من داع للقتال،وأن القتال إنما يسير بالدروز إلى الانكسار والموت والمجاعة، وأن نساءكم وأولادكم يكونون أول الضحايا.. قد أذن الجيش الفرنسي لهؤلاء الأعيان بالمرور، لأني لا أريد أن تحمل فرنسا على عاتقها مسؤولية الويلات التي تهددكم..هذه المسؤولية قد أخذها سلطان الأطرش على نفسه لأنه هو الذي رفض مساعي إخوانكم، فلتكن المسؤولية عليه..
إن فرنسا وحدها قديرة على أن تقدم لكم ما ينقصكم من قمح وماء وطرقات ومدارس، وتلك الحرية الوطنية التي بدأت تمتد حسناتها اليوم إلى جميع الأنحاء السورية المتمتعة بالسلام..قبل أن تدق الساعة القاضية التي تجري فيها مواقعكم الأخيرة، أردت أن أقوم بواجبي فأنبهكم قائلاً: إذا سالت دماؤكم بعد الآن، وجاعت نساؤكم وأولادكم، أصبح الخراب والانكسار بدون دواء، فما يكون ذلك ذنبي، بل ذنب سلطان الأطرش، وذنب الأجانب الذين استؤجروا بالمال، وقد باتوا منذ الآن يعتبرونكم من أتباعهم فيجبرونكم على مواصلة القتال حيث تخسرون كل شيء، وأما هم فلا يخاطرون بشعرة واحدة من رؤوسهم..سوف يحكم أبناؤكم، فيما بعد، بينهم وبيني..
أيها الدروز: إن الواسطة الوحيدة للانتصار هي أن تتركوا سلاحكم.. إن ما جئتكم به من السلام والحرية والقوت لهو أفضل من بنادقكم، اذكروا أنكم لا تقدرون على شيء ضد فرنسا، وأن فرنسا قادرة على كل شيء في سبي مصالحكم..))
المفوض السامي للجمهورية الفرنساوية
هـ. دي جوفنيل
المصدر: أحداث الثورة السورية الكبرى، مصطفى طلاس،صـ236
