وثائق سوريا
بيان وزير الصحة حول مرض الكوليرا في سورية عام 1947م
بيان وزير الصحة حول مرض الكوليرا في سورية عام 1947م
عقد المجلس النيابي جلسة في الثلاثين من كانون الأول 1947م، وفي الجلسة ألقى وزير الصحة بياناً حول وباء الكوليرا، هذا نصه:
في الخامس عشر من هذا الشهر وصل إلى وزارة الصحة خبر من حوران يفيد أن مرضاً وقع في المحجة ويشتبه بأن يكون كوليرا.
فأوفدت وزارة الصحة أطباء لمححة للتحقيق والبحث، ولا أخفي بأنه قبل وقوع هذه الحادثة ومنذ ظهور الوباء في مصر كان يتردد على وزارة الصحة من وقت إلى آخر بعض الناس يتوهمون بأنهم شاهدوا أعراض الكوليرا على آخرين.
فتقوم وزارة الصحة بالفحص اللازم ويتبين بعد ذلك بأنه مجرد وهم.
وبعد ذهاب الأطباء إلى قرية المحجة وفحصهم للمصابين والفحص لا يظهر بسرعة، ولذلك قال الأطباء أن المرض ليس بالكوليرا، ثم جرى فحص ثان، ومع الأسف ظهر بعد أربعة أيام أنه كوليرا.
وفي التاسع عشر من هذا الشهر اتخذت الوزارة جميع الاحتياجات الازمة بالإضافة إلى الاحتياطات التي اتخذتها منذ شهرين على جميع القادمين إلى سورية.
أما الأسباب فلا تزال مجهولة وقد أمرنا الموظفين في الدوائر ذات الاختصاص في البحث عنها، ومن الجدير بالذكر أنهم في مصر أيضاً لم يعلموا حتى الآن سبب دخول المرضى إلى بلادهم، والتدابير التي اتخذتها الحكومة الآن، وهي العزل واللقاح وغداً تصبح سورية الجنوبية بأجمعها ملقحة.
وأحب أن أوجه الشكر إلى مصر على نجدتها في تأمين الكميات الكبيرة من اللقاح والأدوات اللازمة، كما أشكر الأطباء وأساتذة وطلاب كلية الطب، وجميع المؤسسات الطبية التي كان لها أكثر نصيب في مكافحة الكوليرا، وأستطيع أن أقول بكل تأكيد أن دمشق سالمة ولم يقع فيها أي حادث.
أما القرى المجاورة فقد انتقل إليها الوباء عن طريق أشخاص من المحجة والقنية، وقد عزل هؤلاء الأشخاص ووضع النطاق الشديد عليهم وعلى بعض القرى المجاورة.
وبالرغم من ضعف الوسائل الموجودة لدينا فقد استطعنا أن نهيئ محجرين ومستشفيين في جسر تورا، وفي بناية في محطة الحجاز لهذا الغرض.
ويسرني أن أعلن أنه في الأربعة والعشرين ساعة الماضية لم يحدث ولا إصابة واحدة لا في دمشق ولا في حوران، ولا في أي منطقة أخرى.
أما عدد الإصابات التي وقعت منذ ظهور الوباء حتى الآن في جميع الأراضي السورية فهي 44 إصابة، و18 وفيات، ويجب أن ألا نعتمد على الإشاعات التي يروجها الكثيرون فوزارة الصحة تتلقى عشرات الأخبار كل يوم عن وجود إصابات في مختلف الأحياء، وبعد الفحص يتبين أنه مجرد وهم، وأن هناك عبارة عن قيئ أو إسهال بسيط.



المراجع والهوامش:
(1). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 7662 الصادر يوم الاربعاء 31 كانون الأول عام 1947م
اجتماع حافظ الأسد مع وفد منظمة التحرير الفلسطينية - كانون الثاني 1975