وثائق سوريا
بيان الكتلة الوطنية في نهاية أعمال مؤتمرها بحمص – تموز 1935م
بيان الكتلة الوطنية في نهاية أعمال مؤتمرها بحمص – تموز 1935م
أصدر المجتمعون في نهاية مؤتمر الكتلة الوطنية الذي عقد في حمص البيان التالي:
(أعرب رجال الكتلة الوطنية مراراً عن استيائهم الشديد وتألمهم القاسي من أعراض الأنقسام الذي نشب بين رفاقهم في مدينة طرابلس الشام، وقام بعضهم في السابق لإصلاح ذات البين بمساع منفردة كانت على وشك النجاح لولا المفاجأة المشؤومة التي وقعت يوم الجمعة 13 ربيع الأول، وافضت إلى مصرع الشاب المأسوف عليه المرحوم عبد المجيد المقدم وإلقاء الأخ عبد الكريم أفندي كرامي في السجن، فكان من ذلك طعنة أليمة في صميم الوطنية اهتزت لها البلاد السورية في جميع جوانبها وأقضت مضاجع المخلصين من العرب في كل مكان فساد الجزع والحذر من اجتياح هذه المدينة العزيزة، التي كانت الأنظار متجهة إليها من أقطار الشرق الأدنى، والآمال تحوم حول تضامن من ابنائها في سبيل الوحدة السورية، وتحقيق الغايات النبيلة التي يسعى إليها المجاهدون وكان من ذلك غبطة لخصوم القضية الوطنية بمشاهدتهم تصدع هذه الجبهة القوية، ولأجل تلافي المحذور المخيف، وإزالة الخطب قبل تفاقمه، عقد رجال الكتلة الوطنية في دار رئيسهم بمدينة حمص اجتماعاً، دعوا إليه فريقاً من رفاقهم البارزين في طرابلس الشام الذين أظهروا في هذا الاجتماع ما يسجل لهم ، واتفقوا على ما يأتي:
1- إعلان الأسف على الأنقسام الذي وقع في صفوف الوطنيين في طرابلس الشام، وكان سبباً لتزلزل هذا الصرح الوطني الحصين.
2- دعوة أعضاء الكتلة الوطنية في طرابلس وجميع المؤيدين لمبادئها والموازرين لها وجميع الغيورين على قضية البلاد والحريصين على حقوقها المقدسة إلى التضامن الصريح والعمل الجرئ، في سبيل الحيلولة دون كل بادرة تفضي إلى إيغار الصدور أو إلى احداث ذيول جديدة للفاجعة السابقة.
3- دعوة أصحاب الحق الشخصي في الواقعة المشؤومة وهم المعروفون بنجدتهم وغيرتهم الوطنية إلى الإقدام على التضحية الكبرى في سبيل المصلحة العامة مع التأكيد بأن قضية البلاد هي فوق كل اعتبار.
4- تبذل المساعي منذ الآن لتهيئة الأسباب الخادمة لإعادة الصف الوطني في طرابلس ووضعه في المرتبة التي تليق بسمعة هذه المدينة الطيبة، وتأتلف ومكانة أبنائها الأماثل في البلاد العربية حتى إذا كان الوقت المناسب في القريب العاجل لإعادة السلام بين المتنافرين كان الطريق ممهداً له.
ولما كانت الكتلة الوطنية تثق بنبل الطرابلسيين وتعتمد على تضحايتهم، واهتمامهم بالمصلحة العامة فهي واثقة من دعوتها اياهم إلى هذه المأثرة الخالدة تقترن بالنتائج المحمودة وتضع حداً لكل نزاع).



المراجع والهوامش:
(1). صحيفة الجامعة العربية - القدس، العدد الصادر في 2 تموز 1935
زيارة تاج الدين الحسني إلى باريس عام 1935م
النوري بن مجحم