وثائق سوريا
بيان الخارجية السورية حول التدخل العراقي في الشأن الداخلي عام 1956م
بيان الناطق باسم الخارجية السورية في الثامن والعشرين من تشرين الثاني عام 1956م حول تدخلات الحكومة العراقية في الشأن السوري.
نص البيان:
(اتخذت سورية بالنسبة لأهدافها ومصالحها وأوضاعها ومراحل تطور سياستها واقتصادياتها سياسة قومية عربية قائمة على الحياد الايجابي والاستقلال عن الكتل الدولية والابتعاد عن الحرب الباردة، وكانت ترى دوماً أن سياسة الصداقة مع جميع الأمم بصرف النظر عن نظامها الاقتصادي والاجتماعي إنما هي السياسة المثلى التي تخدم مصلحة الأمة العربية، وتدعم السلم وتعضد الأمم المتحدة، وقد أضحت هذه السياسة الاستقلالية قومية وطنية بعد أن شجلها الميثاق القومي الذي شكلت على أساسه الوزارات المتعاقبة في البلاد.
ومن طبيعة هذه السياسة جعل الأمم المتحدة مرجعاً وحكماً فيما يجد من قضايا ومشاكل وقد أثبتت سورية والدول العربية في قضية العدوان على مصر حرصها على أن تمارس الأمم المتحدة مهمتها بعد أن اتخذت قرارات جماعية بشجب العدوان البريطاني الفرنسي الإسرائيلي وسحب القوات المعتدية من الأراضي التي احتلتها على أن قرارات الأمم المتحدة لم تجد التأثير الكافي لدى الدول المعتدية فأخذت هذه تماطل في الانسحاب، وتعمد في الوقت نفسها إلى إثارة القلاقل في سورية مباشرة أو عن طريق حلف بغداد.
وقد بدأت الإذاعات والدعايات الاستعمارية وصنيعاتها تركز جهودها على محاولة إظهار سورية بمظهر الدولة التي غيرت سياستها ومحاولة قلب التهديد الإسرائيلي إلى تهديد سوري وإخفاء الحشد الإسرائيلي بأنباء مختلفة عن حشد سوري وتحرشات سورية لا أساس لها.
ثم تعمد إلى القيام بحملة تشويش واسعة النطاق إثر اكتشاف السلطات السورية مؤامرة رهيبة لخلف الفتنة في البلاد، وتوجيه ضربة قاسية إلى سلامة البلاد ونظامها الديمقراطي وجيشها الباسل.
إن حمل الكذب هي جزء من الحملة التي يحاول الاستعمار من جديد أن يعيد نفوذه إلى البلاد العربية وهي تأتي بعد إخفاقه في العدوان على مصر، وغايتها الواضحة تهيئة الجو لعدوان جديد، ولكن ذلك لا يمكن أن يخدع الرأي العام العالمي ولا يمكن أن يخدع الدول الصديقة التي وقفت وقفة قوية تجاه العدوان على مصر.
وإن سورية المستقلة الحرة مستمرة بكل قواها على استقلالها وحريتها للنيل من كرامتها وستقاوم كل تدخل في شؤونها من أية جهة يجيئ منها التدخل وهي واثقة من أن الأمة العربية في كل قطر عربي وجميع الأمم تقاوم الاستعمار وتقف إلى جانب “سورية” على كل عدوان أو ضغط او تدخل).






المراجع والهوامش:
(1). صحيفة بردى - العدد 2217 الصادر يوم الخميس 29 تشرين الثاني عام 1956
برقية الدمشقيين إلى عبد العزيز آل سعود حول احتكار سفر الحجاج
الأزمة الوزارية في سورية عام 1951م