من الصحف 1935 : تخوف صحيفة افرنسية من حركات الحزب السوري القومي

نشرت جريدة “الأوفر” الباريسية مقالاً عن اكتشاف الحزب القومي السوري في بيروت، وتحت عنوان: (الشرق يستيقظ- مؤامرة على السلطة الفرنسوية في سورية).

صحيفة الجامعة العربية الصادرة في القدس نشرت خبراً عن المقال وعربته.

العنوان: تخوف صحيفة افرنسية من حركات الحزب السوري القومي ومن علاقته الوثقى بالأقطار العربية الأخرى

النص:

لقد وقعت في الشرق الأدنى مؤخراً حوادث خطيرة تستدعي الاهتمام الجدي فقد اكتشف رجال الأمن مؤامرة خطيرة جداً في بيروت تعمل للقضاء على السلطة الفرنسوية والقيام بثورة واسعة في البلاد، وأظهر التحقيق حتى الآن أن الشباب السوري المثقف قد ألف حزباً نازياً هتلرياً يحيك في الخفاء خيوط الثورة في البلاد.

وقد قبض حتى الآن على ثلاثين شخصاً من الذين يشايعون الوطنيين السوريين وعرف ان هنالك أكثر من ألف شاب منضمين إلى هذا الحزب الخطير.

وقد ظهر للسلطة الفرنسية بعد التحقيقات التي قامت بها أن الوطنيين الاشتراكيين من أعضاء هذا الحزب السوري يتصلون بصورة مباشرة مع الاشتراكية الوطنية الألمانية والفاشيستية الإيطالية وأن في مقدمة الجميع حزب الوطنيين السوريين.

أما رئيس هذه الجمعية فهو المسيو أنطون سعادة مدرس اللغة الألمانية في الكلية الأميركية في بيروت، وبين أعضاء هذه الجمعية التي ظهر أنها تتجاوز ألف عضو  عدد لا يستهان به من طلاب وأساتذة الكلية المذكورة، فهل تستطيع أن تزيد على المرجعين اللذين قلنا بأن الجمعية السرية تتصل بهما مرجعاً ثالثاً؟؟

ثم ظهر بأن الجمعية المذكورة قد صرفت في سبيل الغاية التي تتآمر لأجلها ما يزيد على الثلاثين ألف ليرة فمن أين استطاعت الأتيان بهذه المبالغ وليس بين أعضائها صاحب ثروة!؟

إن هناك سؤالات كثيرة يجب أن تطرح حول هذه الجمعية الخطيرة، ولكن الأسرار تكتنفها حتى أن المحققين من رجال القضاء الفرنسي في سورية الآن لم يستطيعوا حتى الآن انتزاع كلمة واحدة من المقبوض عليهم تشير إلى المراجع التي يتصلون بها فهم يتكتمون إلى آخر حدود التكتم.

أخيراً إن ما يجري في سورية الآن يجب ان يهتم به كثيراً فهناك أفكار بعيدة ترمي لتأليف امبراطورية عربية تشمل سورية وفلسطين ولبنان وبقية البلدان العربية في الشرق الأدنى.

وقد وقع في فلسطين مالا يقل خطورة عما وقع في بيروت، فقد تألفت عصبة مسلحة لمقاومة السلطة البريطانية بإدارة الفدائي عبد القادر يوسف، وقد وقعت المعركة الأولى التي قضي فيها على الذين عرفوا من هذه العصابة ولايقل قلق بريطانيا في فلسطين عن قلق فرنسا في سوريا.