جمانة سليمان الأحمد

الدكتورة جُمانة سليمان الأحمد (1924 – 2015)

أول طبيبة في الساحل السوري، وأول امرأة علوية تمتهن الطب الحديث في سورية.

وُلدت الدكتورة جُمانة سليمان الأحمد في قرية السلاطة قرب جبلة عام 1924م.

وكان جده الأكبر حسن بن مكزون السنجاري شاعراً متصوفاً، وترجع أسرته في أصل نسبها إلى قبيلة غسان التي كان لها سلطانها في بلاد الشام قبل الإسلام، وفي شعر بدوي الجبل اعتزاز بانتمائه إلى جده ابن مكزون وبأصله الغساني.

والدها الشيخ سليمان الأحمد (1869–1946)، أحد كبار علماء الساحل وعضو المجمع العلمي العربي في دمشق.

أخوتها: الشاعر الكبير محمد سليمان الأحمد (بدوي الجبل)، والأديبة فاطمة الأحمد (فتاة غسان)، والطبيب علي سليمان الأحمد، والمربية سلمى الأحمد.

بدأت جُمانة دراستها في كُتّاب القرية، ثم تابعت تعليمها في مدارس اللاذقية، حيث شجعتها مديرة فرنسية على تعلّم اللغة الفرنسية.

درست بعد ذلك في مدرسة اللاييك في طرطوس، وكانت من أوائل الفتيات اللواتي غادرن قراهن للدراسة في المدن.

نجحت في امتحان الثانوية رغم صعوبة السفر إلى دمشق لأداء الامتحان الشفهي.

التحقت بمعهد الطب في جامعة دمشق .

تخرّجت عام 1950، ثم سافرت إلى فرنسا وتخصصت في طب الأطفال لمدة عامين، وبعدها عادت إلى سورية.

وفي 13 حزيران 1952، سُجّل اسمها رسميًا في نقابة أطباء سوريا برقم 48 لتكون أول طبيبة في الساحل السوري تمتهن الطب الحديث في سورية.

بعد تخرجها، بدأت جُمانة عملها في مشفى اللاذقية، ثم تولّت إدارة رعاية الأمومة والطفولة في المحافظة.

لم تكتفِ بالعمل في المكاتب، بل خرجت بنفسها إلى القرى الجبلية والريفية، تنقل اللقاحات والأدوية إلى المناطق النائية من كسب حتى حدود حمص.

وفي أواخر الخمسينيات، تسلّمت إدارة مدرسة التمريض في اللاذقية.

عملت مع الهلال الأحمر السوري، وشاركت في بعثاته ومؤتمراته.

كما ساهمت في تأسيس جمعية تنظيم الأسرة السورية عام 1975، وانتُخبت رئيسة لفرعها في اللاذقية، حيث ركّزت على التوعية الصحية والإنجابية ورعاية الأم والطفل.

بقيت تمارس نشاطها الإنساني حتى بعد تقاعدها عام 1984م.

الجوائز والتكريم:

كرّمتها نقابة الأطباء ومديرية الصحة وعدة منظمات نسائية وإنسانية، واعتُبرت إحدى الشخصيات التي ساهمت في رفع مستوى الوعي الصحي في الساحل السوري.

وفاتها:

توفيت في شباط 2015، خسر الساحل السوري قامة علمية نادرة وامرأةً مثّلت جيلاً كاملًا من الرائدات اللواتي فتحن الطريق أمام النساء في مهن الطب والتعليم والعمل العام.