مقابلة شكري القوتلي مع صحيفة المصري عام 1950م

مقابلة شكري القوتلي مع صحيفة المصري عام 1950م

نشرت صحيفة “المصري” مقابلة أجراها زهير الكزبري مع الرئيس شكري القوتلي المقيم في مصر.

صحيفة البلد الصادرة في دمشق أعادت نشر مقتطفات من المقابلة في العدد الصادر في التاسع من آب عام 1950م.

جاء في المقابلة:

(إنني من الذين يؤمنون بوجوب التمسك بأساليب الديمقراطية لكي يعلن كل مواطن عن رأيه، وقد كافحت في سبيل هذه النظم، لأني اعتقد أن قضية الحق لا يمكن أن تهزم.

ان مستقبل سوريا في أعناق جميع السوريين على اختلاف هيئاتهم ونزعاتهم ولا يجوز مطلقاً أن يتخلى أحد عن هذه المسؤوليات فقضيه الجيل الجديد في سوريا هي قضية الأمة السورية نفسها، ولابد لنا أن نؤمن بمستقبل هذا الجيل لكي نستطيع المحافظة على مستقبل أمتنا).

ضرورة المحافظة على الاستقلال:

وأضاف:

(إن المحافظة على الاستقلال في رأيي أصعب بكثير من الحصول عليه، وقد حصلنا على استقلال لم تتمتع به أية دولة عربية أخرى، وحان الوقت الآن لكي يشعر الجميع بأن هذا الاستقلال يد يتعرض للخطر بين لحظة  وأخرى إذا لم نحسن المحافظة عليه، وإن كل ما أتمناه هو أن تتحد جهود جميع السوريين بقاء على هذه الوديعة المقدسة التي وضعها التاريخ في أيدينا جميعاً).

سأبقى من جنود الاستقلال:

وقال: (إن الشعب السوري سيدرك يوماً الأحداث التي مرت عليه، ويجب أن يعلم قادته الشجاعة، وقد كنت جندياً مع أولئك الذين حاربوا في سبيل حرية هذا الشعب واستقلاله وسأبقى كذلك حتى الرمق الأخير).

وراء الخطر اليهودي

وأضاف: (إن من الواجب تغيير أساليب العمل لكي ندرأ عن أنفسنا الخطر الصهيوني الذي يطل على حدود البلاد العربية ولن يتسنى لنا ذلك، إلا إذا اتحدت البلاد العربية ووقفت جبهة واحدة للدفاع عن كيانها).

الجامعة العربية:

ثم تكلم عن الجامعة العربية فقال: (إن الجامعة العربية ستقوى وتعيش إذا أراد أبناء الشعوب العربية ذلك، وإن المرحلة الشاقة الصعبة التي مرت بها ستزيدها قوة في مستقبلها، وأرجو أن لا يكون اليوم الذي تتحد فيه كلمة العرب بعيداً بعد أن وحدت بينهم قوة السلاح والدم في فلسطين).

ضرورة اتحاد الأحزاب السياسية:

واختتم حديثه داعياً جميع الأحزاب السورية للاتحاد والتفاهم، وترك الخلافات الحزبية جانباً ووضع مصلحة سوريا القومية فوق أي اعتبار آخر.

كما عبر عن أمله في أن تأتي قرارات اللجنة السياسية للجامعة العربية مؤتلفة مع مصلحة الدول العربية بالنسبة للتوتر الدولي الحاضر).