قضايا

انتخاب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية عام 1950م

بعد الإنقلاب على سامي الحناوي، انتخبت الجمعية تأسيسية هاشم الأتاسي رئيساً موقتاً للدولة في كانون الأول عام 1949م.

وفي يوم الاثنين الرابع من أيلول عام 1950 افتتحت الجمعية التأسيسية جلستها قبل الأخيرة في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء، وناقشت عدة موضوعات منها تحول الجمعية إلى مجلس نيابي، والتصويت على الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية.

تقرر انعقاد الجلسة الأخيرة للجمعية في يوم الثلاثاء الخامس من أيلول عام 1950م، وتم إقرار الدستور، وإعلان انتهاء مهمة الجمعية التأسيسية، وحلها، وأعلنت نفسها مجلساً جديداً للنواب لمدة أربع سنوات.

دعى المجلس الجديد إلى جلسة استثنائية عقدت مساء يوم الخامس من أيلول لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد.

افتتحت الجلسة الاستثنائية بتلاوة أسماء الغائبين ثم أعلن رئيس مجلس النواب أن الجلسة مخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية، وأن النواب مدعوون للاقتراع السري.

ثم طلب إلى السادة : عبد الباقي نظام الدين، محمد المبارك، ورئيف الملقي التعاون مع المراقبين في عملية الانتخاب.

قبل الشروع في عملية الاقتراع تليت بعض الكلمات، ثم بوشر بالانتخاب فطاف المراقبون بصناديق الاقتراع على النواب، وجمعوا الأوراق، ولدى فرزها ثبت أن عدد المقترعين مائة واحد، ونال منها هاشم الأتاسي 92 صوتاً، وفاز كل من السيدين رشدي الكيخيا، والشيخ مصطفى السباعي بصوت واحد، ووجدت سبع أوراق بيضاء.

إبلاغ النتيجة للرئيس

أعلن رئيس مجلس النواب نتيجة الاقتراع، وصفق النواب، وقال أنه سيتوجه مع أعضاء هيئة المجلس لإبلاغ الرئيس الأتاسي هذه النتيجة.

رفعت الجلسة نصف ساعة، وقصد رئيس مجلس النواب رشدي الكيخيا وأعضاء مكتب المجلس إلى القصر الجمهوري، وقالوا الرئيس هاشم الأتاسي وأبلغوه انتخاب المجلس له رئيساً للجمهورية.

رئيس الجمهورية في المجلس:

خرج موكب الرئيس من القصر إلى المجلس يتقدمه الحرس الجمهوري على دراجاتهم، وعند وصوله إلى مدخل المجلس أخذت له التحية الرسمية، وعزفت موسيقى الدرك النشيد السوري، وكان في استقباله على السلم الخارجي رئيس مجلس الوزراء والوزراء، وعدد من النواب، ودخل القاعة ثم صعد المنبر وألقى كلمة.

وعندما انتهى من إلقاء الكلمة غادر المجلس بموكبه الرسمي عائداً إلى القصر الجمهوري.

وقد أطلقت المدفعية 21 طلقة ابتهاجاً بانتخاب الرئيس الأتاسي وأضيئت دوائر الحكومة والمؤسسات الرسمية بالأنوار الكهربائية لهذه المناسبة.

وفي مساء ذلك اليوم توجه ناظم القدسي رئيس مجلس النواب إلى القصر، وقابل الرئيس هاشم الأتاسي وتقدم باستقالة حكومته.

استقالة هاشم الأتاسي من رئاسة الجمهورية:

في التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1951 أعلن أديب الشيشكلي رئيس الأركان العامة عن إنقلابه الثاني، وعن استلام الجيش زمام الأمور في سورية .

وإثر ذلك قدم هاشم الأتاسي استقالته في الثاني من كانون الأول عام 1951م الى سعيد إسحق نائب الرئيس الأول لمجلس النواب. وقد جاء في نص الإستقالة:

(حرصاً على صالح البلاد وخيرها أبعث إلى المجلس النيابي الكريم باستقالتي من رئاسة الجمهورية راجياً ان تعربوا لحضرات النواب عن وافر شكري وخالص تقديري للثقة الثمينة التي اولوني إياها والمعاضد الصادقة التي لقيتها خلال إطلاعي بأعباء الرئاسة الأولى ضارعاً الى الله سبحانه أن يصون للبلاد استقلالها وسيادتها وحريتها ويجنبها الأخطار والمهالك ويحفظ لها عزتها وكرامتها).

إجراءات الشيشكلي بعد إستقالة هاشم الأتاسي :

بعد استقالة الرئيس هاشم الأتاسي أصدر العقيد أديب الشيشكلي رئيس المجلس العسكري بياناً حول إستقالة الرئيس، حمّل فيه حزب الشعب أسباب استقالة الرئيس الأتاسي، وأعلن الشيشكلي في بيانه عن اسفه لحرمان البلاد “في هذا الظرف الدقيق من حنكة فخامة هاشم بك الأتاسي، ويسجل له نزاهته في تسيرر دفة الحكم عن كل هدى أو غرض”.

كما أصدر العقيد الشيشكلي أمراً باسم رئيس المجلس العسكري استلم فيه شخصياً مهام رئيس الدولة، ثم أصدر امراً ثانياً كلف بموجبه فوزي سلو بمهام رئيس الدولة.

انظر:

كلمات ومقابلات ورسائل هاشم الأتاسي

مراسيم وقرارات هاشم الأتاسي

كلمة هاشم الأتاسي في مجلس النواب عقب انتخابه رئيساً عام 1950

صحيفة 1949- الجمعية التأسيسية تنتخب هاشم الأتاسي رئيساً

كتاب استقالة هاشم الأتاسي من رئاسة الجمهورية

انتخاب هاشم الأتاسي رئيساً مؤقتاً للدولة عام 1949م

الحكومات التي شكلها هاشم الأتاسي:

حكومة هاشم الأتاسي الأولى عام 1920

حكومة هاشم الأتاسي الثانية عام 1949

الوسوم