اليوميات السورية – 13 تموز 1957

اليوميات السورية – 13 تموز 1957م

• أفرغت احدى بواخر الشحن القادمة من ألمانيا ما زنته 1700 طن من الآلات ومعدات الحفر التي استوردتها شركة كونكورديا الألمانية للتنقيب عن البترول في سورية. وذكرت وكالة الأنباء سانا أن شحنتين آخريين ستصلان تباعاً من ألمانية في غضون الأيام المتبقية من شهر تموز وشهر آب.
• صرح رياض الميداني عضو المحكمة العليا والمكلف بمهمة المقرر في دعوى الطعن في الانتخابات النيابية الأخيرة في حمص أنه قد أنهى وضع تقريره في هذه الدعوة وستبلغ نسخ عن هذا التقرير اليوم – الأحد- إلى السيد كمال كلاليب نائب حمص وإلى خصمه لإبداء ملاحظاتهما عليه في غضون أسبوع واحد. وقال الأستاذ الميداني أن هيئة المحكمة العليا ستعقد اجتماعاتها عقب تسلمها رد الطرفين لتبت بهذه الدعوى.
• رفع وكيل الشيخ مصطفى السباعي في قضية الطعن إلى المحكمة العليا ملاحظاته على تقرير المقرر، وستشرع المحكمة بعقد سليلة من الجلسات لإصدار قراراها بهذه الدعوى.
• قابل سليمان المدرس مدير شركة نفط العراق وزير الاقتصاد الوطني، ثم اجتمع إلى الأمين العام للوزارة، وصرح المدرس بأن نسبة ضخ النفط العراقي عبر الأنابيب البترولية في سورية ستزداد إلى درجتها السابقة أي بمعدل 25 مليون طن في العام في موعد قريب جداً، وأضاف أن المساعي التي قامت بها الشركة مع السلطات المسؤولة في هذا الشأن قد كللت بالنجاح.
• سافر إلى القاهرة حسني الصواف الأمين العام لوزارة الاقتصاد الوطني نيابة عن وزير الاقتصاد الوطني بسبب الوعكة التي ألمت بصحة الوزير لتمثيل سورية في افتتاح سوق الإنتاج المصري، كما سافر أيضاً السادة محمد سعيد الزعيم رئيس غرفة تجارة حلب، وعادل الخجا رئيس غرفة تجارة دمشق، وزهير الشطي مدير مكتب صندوق تنشيط صناعة الخيوط والمنسوجات القطنية تلبية لدعوة  وزير التجارة المصري لحضور هذه الحفلة.
• أطلق سراح كلاً من السجناء: حسين توفيق، عبد القادر عامر، زهير اليوسف المحكومين بالسجن مدى الحياة لقيامهم بمحاولة اغتيال أديب الشيشكلي بعد أن صدر مرسوم بالعفو  عنهم. وذكرت مصادر إعلامية أنه سيغادر السيدان حسين توفيق وعبد القادر عامر دمشق على الفور إلى القاهرة، وذكرت وكالة سانا للأنباء أن هؤلاء أمضوا مدى محكوميتهم في السجن 81 شهراً (أي 6 سنوات و9 أشهر).
• أقام الدكتور ناظم القدسي رئيس مجلس النواب مساء حفلة شاي في حديقة مجلس النواب تكريماً لوفد المجلس التأسيس التونسي حضرها كبار رجالات الدولة والنواب وبعض رجال السلك السياسي ورجال الصحافة.
• احتفل الحزب الوطني في حلب بمقره مساء بتأبين سعد الله الجابري زعيم الحزب، وقد شهد الحفلة جمهور غفير من أعضاء وأنصار الحزب وأنصاره.  وألقى الدكتور عبد الرحمن الكيالي الرئيس العام للحزب الوطني خطاباً تحدث فيه عن الزعيم.
• أعلن في دمشق أنه سوف يغادر الدكتور أسعد محاسن سفير سورية الجديد في مراكش دمشق في العشرين من تموز يرافقه مستشار السفارة مظهر قبرصلي قاصدين روما ومنها يتوجه السيد القبرصلي إلى مدريد ثم الرباط ليكون في استقبال السفير بعد أن يكون قد أعد العدة لإقامة المفوضية السورية في العاصمة المراكشية.
• نفى مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم ما نشرته احدى الصحف من أن الوزارة أوفدت بعض موظفيها إلى موسكو لتمثيلها في مهرجان الشباب العالمي، وقال أن الوزارة لم توفد احداً إلى هذا المهرجان، وأن موظفي وزارة التربية والتعليم الذين سيشتركون فيه قد انتقتهم اللجنة الشعبية للمهرجان وسيستعملون إجازاتهم الإدارية القانونية أثناء غيابهم عن وظائفهم.
• عقدت الطائفة الإسماعيلية اجتماعاً طارئاً برئاسة هيثة المجلس الديني الأعلى للطائفة حضره أكثر من 20 ألف شخص من مختلف المناطق السورية، تليت فيه البرقية الواردة من جنيف، والتي تشعر بوفاة زعيم الطائفة الروحي الأكبر محمد شاه “أغا خان”. وقد تقرر في هذا الاجتماع إعلان الحداد العام مدة ثلاثة أيام، وإقامة حفل تأبين، وأعلن بالاجماع مبايعة الأمير كريم شاه النجل الأكبر لأغا خان .
• عاد الدكتور شفيق زكريا مدير الصحة من المجر بعد أن زارها في عداد أعضاء الوفد الصحي الذي سافر للاطلاع على الشؤون الصحية والعلاجيات الحديثة، وبصورة خاصة ما يتعلق بشلل الأطفال لشراء بعض الأجهزة والأوائل الصحية.
• تلقت وزارة الخارجية السورية برقية من القاهرة تفيد بأن صلاح الدين البيطار وزير الخارجية الذي زار القاهرة سوف يعود إلى دمشق.
• استدعى صباحاً صلاح الدين الطرزي الأمين العام لوزارة الخارجية كلاً من سفير الاتحاد السوفيتي في دمشق والقائم بأعمال السفارة الأميركية، وقابل كلاً منهما على انفراد. وصرح الطرزي بعد هاتين المقابلتين، فقال: (بالنظر لأن بلدي هذين الدبلوماسيين من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن فقد بسطت لهما تفصيلات حادث الاعتداء الإسرائيلي على الحدود السوري في التاسع من الشهر الجاري، وأوضحت لكل منهما كيف وقع هذا العدوان.

وعلق إحسان الجابري رئيس الجبهة القومية البرلمانية رئيس لجنة الشؤون الخارجية على حادث الاعتداء بقوله: ( إن هذا الاعتداء ليس إلا سلسلة من حلقة السياسة الإسرائيلية العدوانية التي اتبعتها وستسمر فيها، وهذه السياسة ليست من بنات أفكار إسرائيل، بل هي مستوحاة من الخطة الاستعمارية اميركية، بريطانية، فرنسية، وهذا ما يوجب علينا أن نكون دائماً متأهبين ومستعدين لمقابلتها بالقوة إلى أن نزيل من رأسها ورأس دافعيها كل أمل في الحصول على المغانم من وراء أمثال هذه الاعتداءا.

وقال الدكتور معروف الدواليبي لقد أصبح من الواجب إزاء هذه الاعتداءات المتكررة، أن نكون صريحين أكثر من المعتاد، فليس  الموضوع موضوع عدوان إسرائيلي على سورية لأنه من البلاهة أن نظن أن هذه الاعتداءات بعيدة عن التشجيع أو إن ثمة استنكاراً لها ممن أوجدوا إسرائيل، ومن الواجب على العرب أن يقفوا من أميركا، موقفاً حاسماً فإما أن نضع حداً لاعتداءات إسرائيل وإما أن نقف منها موقف العداء نهائياً، لأن هذا الوضع الذي هو مسؤولة عنه قائم على الظلم والاخلال بالاخلاق والقواعد الدولية، وختم كلمته بقوله: إننا نحيي جنودنا ونقدر يقظتهم وسهرهم).

وسئل صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء عن رأيه بالحادث الإسرائيلي، فقال: (

إن الاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل على خطوطنا وخطوط البلاد العربية الأخرى تتوخى من ورائها استفزاز العرب، وجرهم للمعركة لأنها لا تريد أن يعمم الاستقرار في الشرق الأوسط لأن ذلك كفيل بازدهار المنطقة وانتعاشها ، وهذا يتعارض مع أهدافها العدوانية)، وأردف العسلي بقوله: إن إسرائيل كلما أرادات أت تبيت الشر لبلد عربي تسبق هذا العمل بسلسلة من الاعتداءات والمؤامرات، ولكن لتعلم إسرائيل والدول التي تدفعها أنها إذا ما حاولت ان تجعل من سورية أو من أي بلد عربي آخرهدفاً لاعتداؤاتها فإن الجيش السوري وبقية الجيوش لاعربية ستعرف كيف تؤدبها وترد لها الصاع صاعين.  وإننا أقوياء بفضل الله عز وجل، وقادرون على رد كيد المعتدين إلى نحورهم، وسوف لن يكون وحدنا في الميدان، لأن الشعوب في العالم الحر التي استنكرت العدوان الأثيم على مصر ووقفت في وجه المعتدين ستكون إلى جانبنا وستدعمنا في موقفنا الدفاعي المشروع).