أعلام وشخصيات
أحمد شهاب حيدر
أحمد شهاب حيدر
ولد أحمد شهاب حيدر في مدينة سلمية في الخامس من نيسان عام 1944م.
من أشهر المدرسين في مدينة سلمية.
اعتقل بعد إنقلاب حافظ الأسد عام 1970م، بسبب رفضه للإنقلاب، ولانتقاده سلوكيات الحزب.
سُجن الأستاذ أحمد في الأفرع الأمنية عام 1982 وتعرّض لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بتهمة العمل السياسي المُخالف للدولة وللأمّة وعدم الإنخراط في الحزب الجديد حزب البعث الاشتراكي بقيادته الجديدة التي يمثلها حافظ الأسد.
استمرت فترة اعتقالة عشرة سنوات
بداية الإعتقال كان استقبال تعذيب بفرع تحقيق مخابرات حماه.. سنة بفرع التحقيق بدمشق.. سنتان سجن المزة.. ستة سنوات بسجن صيدنايا.. وكل هذه الفترة لم يُسمح لعائلته برؤيته إلا في الفترة الأخيرة من وجوده بسجن صيدنايا السيء السمعة مع تعرضه وتعرضهم خلال الزيارة لأسوأ أنواع المُعاملة. آثار التعذيب على جسده كانت باقية لحين وفاته.. بقيت ذكرى من السجّان على قدميه وساقيه وظهره كي لا يغفل عن عقوبة من يتطاول على القائد وحزب القائد. في عام 1991 زارت سورية وفود من الأمم المتحدة وحقوق الإنسان واجتموا مع حافظ أسد وكان لديه مطالب تتعلق برفع عقوبات ورفع حظر وتحرير أموال له ولأولاده موجودة ببنوك أوربية، فطلبوا منه لائحة من الشروط منها إخلاء سبيل أصحاب الرأي. وعلى ضوء هذه الزيارة الأممية والضغوطات الدولية وبطلب أميركي صدر عفو رئاسي عن مُعتقلي الرأي فأُفرج عن الأستاذ “أحمد شهاب حيدر” وغيره من الشُرفاء من أنحاء مدن وقُرى سورية. ولِدَ أبو شهاب عام 1944 في قرية فريتان الجميلة بطبيعتها وأهلها وناسها وعاش حياة ريفية جميلة بقلب صافي نقي ورأي صادق ووجود مميز بالمجتمع واحترام الناس له بطريقة قلَّ نظيرها.. لصفاته السمحة وطريقة كلامه الهادئة وكلماته الموزونة الصادقة التي تعبّر عن قلبه الطاهر. توفيَّ الأستاذ أحمد بعد خروجه من السجن بسنوات ولم يرى من الحياة سوى التعب والإرهاق وكل ذلك نتيجة المبدأ الذي اقتنع وتمسك فيه وآمن به وناضل من أجله لكن قبضة السلطة كانت الضربة القاضية فلم ترحمه لحظة واحدة فأبعدته عشر سنوات عن بيته وعائلته وتعرضوا للإهانات خلال السنوات الأخيرة من سجنه عندما بات يُسمح للسجناء السياسيين بإستقبال أفراد عائلاتهم من خلف الشبك والقضبان.. قهر ومذلة وحرمان. وهنا يجب أن أًعرّج قليلاً على نقطة مهمة: حُرمَ طيلة فترة إعتقاله من رؤية زوجته العظيمة “أم شهاب” أمدَ الله بعمرها وأولاده الرائعين الذين هم مثال الأبناء المُحترمين الصادقين درسوا وتعلموا وحصلو على الشهادات بفضل الله وفضل أمهم التي ناضلت وتعبت وتحمّلت القهر. عانت العظيمة “أم شهاب” الكثير من المتاعب والويلات.. عملت .. تعبت.. كانت تبيع الملابس في دكان البيت كي تعيش وتصرف على منزلها وأولادها كي تحقق أحلامهم في متابعة الدراسة.. فكم عانت الغصّة في قلبها مراراً وتكراراً فكانت تشكوا معاناتها لله ولا تستطيع أن تبوح بأية كلمة أمام الناس قد تتحور لمعاني اخرى فتشكل خطر عليها وعلى أولادها الذين تربيهم وهم صغار. توفي أبو شهاب عام 2012 إثر جلطة حادة نتيجة التفكير الشديد بأيام قضى فيها عشر سنوات من القهر والعذاب.. كتب الأستاذ أحمد شهاب حيدر بعض المؤلفات الأدبية والروايات وذكريات إعتقاله وتعذيب السجان له.. وأتمنى أن يتم تنضيد هذه المؤلفات وطباعتها ونشرها كي تبقى وثيقة تحكي للأجيال القادمة عن حقبة دكتاتورية سوداء عاشتها سورية في ظل الدكتاتورية العربية والحزب القائد الذي جعل الفرق الحزبية والشُعب الحزبية والأفرع الحزبية عبارة عن مفارز أمنية مدنية تتلهث لكتابة التقارير بالمدنيين وتقصي المثقفين والمُبدعين عن أخذ دورهم الحقيقي في مؤسسات الدولة للنهوض بها وإيقاف سرقاتها وإبعاد فاسدينها وووو أفرج عن الأستاذ “أحمد شهاب حيدر” ورأى الحياة وعاد لعائلته وأهله وهذا ما جعله يصمت قليلاً ويحاكي نفسه بهدوء فيقول: “لقد سامحتُ السجّان وسامحتُ الذين كتبوا التقارير بي وحرموني من عائلتي وأطفالي وقال لهم في قلبه أنتم أدوات بيد المستبد وليس بوسعكم الرفض وأنا أُقدر ذلك.. سامحكم الله”. الأستاذ أحمد شهاب حيدر صاحب قلب حنون جداً وكان إنسان هادئ صادق يحب الثقافة والفكر والنقاش والحرية في إبداء الرأي واحترام الآراء فكان يحب الجميع “معارضيه ومؤيديه بالفكرة”، وكان دائماً يقول أنا أحترم رأيك أياً يكن. لروحك السلام والطمأنينة والراحة الأبدية أستاذ الأجيال أبوشهاب. بري الشرقي تراث.. ضياء محمد موسى
