أحداث
استقالة اللواء توفيق نظام الدين رئيس الأركان العامة عام 1957
– استقالات اللواء توفيق نظام الدين واسبابها .
استقال توفيق نظام الدين من الجيش مرتين الاولى عام 1953 وهو برتبة عقيد وعاد الى الجيش في شباط 1954 ليستقيل مرة ثانية وأخيرة وهو برتبة لواء وبمنصب رئيس أركان الجيش ، وفي الحالتين ليحافظ على مبادئه وقناعاته في ابقاء الجيش بعيدا” عن السياسة وعدم التدخل في شؤون الحكم ليحمي بذلك الشرعية والديموقراطية ويفي بالقسم الذي أداه في حماية الحدود وارض الوطن وتوفير الأمن والطمأنينة للمواطنين .
الاستقالة الأولى عندما سعى صديقه ورفيق سلاحة العقيد أديب الشيشكلي لاستلام الحكم مخالفا” بذلك ما تعاهدوا عليه وهو عدم تدخل الجيش بالسياسة ، اما الإستقالة الثانية فكانت بسبب تدخلات السياسيين والأحزاب بالجيش واستمالة الضباط كل الى طرفه فأدى ذلك الى تشكل تكتلات عسكرية بيدها السلاح تتناحر وتتصارع فيما بينها لمصلحة الجهات التي اصبحوا ينتمون اليها . فكانت النتيجة بالنسبة للواء توفيق نظام الدين خيبة أمل كبيرة ، فهو العسكري الذي يسعى ليؤمن البيئة المناسبة للسياسيين لينعموا بحياة ديموقراطية ، بينما يسعى كل منهم للأستئثار بالحكم والابتعاد عن كل ما يمت للحكم الديموقراطي بصلة .
اللواء توفيق نظام الدين ومنذ وصوله الى مراكز القرار في الجيش في عام 1949 وهو يعمل على تحقيق مبدأ ابعاد الجيش عن السياسة وتوجيهه الى مهامه العسكرية وخاصة عندما عاد الى الجيش في أواخر شباط/آذار 1954 وشغل منصب معاون رئيس الأركان مما هيأ مناخا” ديموقراطيا” للسياسيين وللحكومات من عام 1954 الى عام 1957 .
ولكن . . . هؤلاء السياسيين وتلك الحكومات ، بإعتقادي ، لم يكونوا جاهزين بعد ليمارسوا الحياة الديموقراطية الوليدة بين عام 1954 و1957 بل حاولوا استغلالها للوصول للحكم والإستفراد به ، ولتحقيق ذلك تسارعوا لاستمالة بعض الضباط فنشأت صراعات داخل الجيش مما أدى الى تخريب نظام الجيش وابتعاده عن مهامه الأساسية . لقد اثبتت تلك الأحزاب أنها كانت لا تزال بعيدة كل البعد عن ممارسة الحياة الديموقراطية ، وأن شعاراتها الجميلة والرنانة ليست سوى نظريات وأحلام .