من صحف 1890 – مرض الكوليرا في ولاية حلب

مرض الكوليرا في ولاية حلب

تفشى مرض الكوليرا في سورية ولاسيما ولاية حلب في عام 1890م.

صحيفة الفرات التي كانت تنشر باللغة العثمانية اواخر القرن التاسع عشر، تابعت تطورات تفشي مرض الكوليرا في ولاية حلب ونشرت أخباراً عن المرض في العدد 1078 الصادر في الحادي عشر من شهر صفر 1308 هـ الموافق لـيوم الخامس والعشرين من ايلول عام 1890م، ونشرت ثلاثة أخبار في قسم الحوادث عن تفشي مرض الكوليرا في مدينة حلب.

تضمن القسم الأول خبر تفشي المرض بينما تناول الخبر الثاني رسالة تلغراف من ولاية سوريا تتحدث عن علاج فعال تم استخدامه عند تفشي المرض في بغداد والموصل، وأما الخبر الاخير كان اخطارا من اللجنة الصحية للناس.

الخبر الأول: الكوليرا

كتبت صحيفتنا عن تفشي خفيف لمرض الكوليرا في محلة الجديدة. وكان المرض قد بدأ بالانتشار في الثلاثين من آب في بضعة احياء مختلفة. والحصيلة الحالية للمرض هي 35 اصابة وحالة وفاة واحدة.

والحمد لله فإن انتشار المرض كان خفيفا وذلك بسبب الاجراءات الوقائية الاسثنائية والسريعة التي تم اتخاذها من قبل الادارة السنية. وتقسم حلب الى ثمانية اقسام وينتشر في كل قسم طبيب وضابط من الدرك ومجموعة من العساكر. حيث يتم اخضاع احي باكمله للتفتيش اليومي وتقديم الرعاية الفورية لاي حالة يتم اكتشافها.

ان التراجع الملحوظ لانتشار هذه الوباء يعود إلى الألطاف الإلهية والتدابير المتخذة من قبل الحكومة للحد من المرض. والاخبار الحالية للحالات التي تم اخذها من المنازل للعلاج مبشرة بالشفاء التام.

الخبر الثاني: تلغراف من ولاية سوريا الجليلة

في الثامن من أيلول لعام 306 (عام 1306)

 عندما انتشر مرض الكوليرا في بغداد في العام الماضي, تم القضاء على المرض بفضل العناية الإلهية. فقد تم اعطاء المصابين من خمس الى عشر حبات من كبريتات الدوقانين بشكل يومي بحسب التحمل الجسدي للمريض. وهذا ما ادى الى شفاء المرضى التام. وتم اخطر ولاية الموصل باتباع هذه الوصفة في الامراض المنتشرة. وكانت النتيجة ايجابية هناك ايضا. وعليه فينصح الأطباء في حلب بتطبيق هذا العلاج والذي من شأنه ان يؤدي إلى الشفاء وعليه تم الاعلان في 9 ايلول لسنة 306 (1306)

الخبر الثالث:

اكدت اللجنة الصحية لمركز ولاية حلب بأن استخدام خمس إلى عشر حبات من الكبريت بشكل يومي يعتبر علاجا فعالا للقضاء على مرض الكوليرا وعليه يجب استخدامه من قبل العموم.