من الصحافة
من صحف 1955- صاحب الفخامة شكري القوتلي رئيس الجمهورية يتسلم سلطاته الدستورية
من صحف 1955- صاحب الفخامة شكري القوتلي رئيس الجمهورية يتسلم سلطاته الدستورية
في السادس من أيلول عام 1955 أدى الرئيس شكري القوتلي اليمين القانونية واستلم سلطاته الدستورية.
وفي ذلك اليوم غادر الرئيس هاشم الأتاسي القصر الجمهورية إلى حمص.
صحيفة بردى نشرت خبراً مطولاً عن حفل استلام السلطات ووداع الرئيس هاشم الأتاسي.
عنوان الخبر:
صاحب الفخامة السيد شكري القوتلي رئيس الجمهورية السوري يتسلم أمس بعد حفلة القسم في مجلس النواب
القوتلي يعلن أن برنامجه مستمد من نصوص القسم الدستوري، ويأسف لمرض خالد العظم، ويعرض لحوادث العدوان اليهودي على قطاع غزة، ويؤيد كفاح المغرب العربي
نص الخبر:
قال مندوب “بردى” في البرلمان
بدأ المدعوون يتقاطرون إلى مجلس النواب من الساعة التاسعة، ولم تأزف العاشرة إلا وكانت شرفات المجلس غاصة بالمدعويين.
وقد كان يشغل سمو الأمير محمد نجل صاحب الجلالة الملك سعود وأعضاء الوفد الملكي السعودي الشرفة التي على يسار الرئاسة، ثم انضم إليهم الوفد العراقي المؤلف من عبد الوهاب مرجان رئيس مجلس النواب، وجميل المدفعي من رؤساء الوزارات السابقين، وعضو مجلس الأعيان، وجميل عبد الوهاب سفير العراق في لبنان، فجلس الأول على يمين سمو الأمير محمد، وجلس المدفعي على يساره، وجلس السفير في صف بقية أعضاء الوفد السعودي.
وكانت شرفة السلك السياسي غاصة بممثلي الدول العربية والأجنبية كلها، كما أن الشرفات الأخرى كانت آهله برؤساء الوزارات والوزراء السابقين والمديرين العامين والمديرين أعضاء المجلس البلدي ورجال الصحافة وموظفي الخارجية وبعض الشخصيات العراقية المصطافة في لبنان عرفنا منهم السيد مصطفى العمري وتحسين علي، وحضر الحفلة السيد أحمد الشقيري أمين الجامعة العربية المساعد.
افتتاح الجلسة
وسمع في الخارج عزف النشيد السوري إيذاناً بوصول صاحبي الفخامة الرئيس السيد هاشم الأتاسي والرئيس شكري القوتلي بموكبهما من قصر المهاجرين، فاستقبلا وحلا في إحدى غرف المجلس.
وفي الساعة العاشرة وبضع دقائق قرع الجرس، فتوافد النواب، وأخذوا مقاعدهم متكتلين كعادتهم، وجلس الدكتور ناظم القدسي في كرسي الرئاسة وإلى يمينه ويساره أمينا السر، وأعلن افتتاح الجلسة لاكتمال النصاب القانوني بتلاوة أسماء الغائبين والمعتذرين عن الحضور من النواب، ثم أعلن أن الجلسة محدودة لأداء فخامة السيد شكري القوتلي رئيس الجمهورية القسم الدستوري، وطلب من النواب البقاء في مقاعدهم حتى يقود الرئيسين إلى قاعة المجلس.
دخول الرئيسين:
وبعد لحظات وصل الدكتور القدسي إلى باب القاعة الجانبي، ودخل فخامة الرئيس هاشم الأتاسي وتبعه فخامة الرئيس شكري القوتلي، فوقف النواب والمدعوون احتراماً لهما، وجلس الرئيسان على مقعدين كانا أعدا في صدر القاعة أمام منبر الخطابة.
تلاوة القسم:
وبعد أن استقر المكان بالرئيسين الجليلين دعا رئيس المجلس فخامة السيد شكري القوتلي إلى أداء القسم الدستوري ثم تلا نصه، فصعد فخامته إلى منبر الخطابة وتلا بنفسه القسم والجميع وقوفاً كما يلي:
(أقسم بالله العظيم أن احترم دستور البلاد وقوانينها، وأن أكون أميناً على حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأن أكون مخلصاً للنظام الجمهوري، وأن أبذل جهدي وكل ما لدي من قوة للمحافظة على استقلال الوطن والدفاع عن سلامة أرضه، وأن أعمل على تحقيق وحدة الأمة العربية).
وقوبلت تلاوة القسم بالتصفيق.
خطاب القوتلي:
وبعد تلاوة القسم ألقى الرئيس القوتلي الخطاب الآتي:
نص الخطاب:
زززززز
تأجيل الجلسة
وقد قوبل خطاب فخامة الرئيس القوتلي بالتصفيق والاستحسان، وأعلن الدكتور القدسي تأجيل جلسة النواب على موعد يحدد بعد تأليف الوزارة الجديدة، ثم دعا الجميع للانتقال إلى قاعة المجلس القديمة للقيام بمراسم تسلم فخامة الرئيس القوتلي سلطاته الدستورية، فانتقل الجميع إليها.
ثم حضر الرئيسان وجلسا في الشرفة الأمامية أمام منبر الخطابة، وإلى يمينهما الدكتور ناظم القدسي وإلى يسارهما الأستاذ صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء وجلس وراءهما الأستاذ وجيه الأسطواني رئيس المحكمة العليا وتحلق النواب وقوفاً حولهم.
وثيقة تسلم السلطات:
ثم تلا الدكتور ناظم القدسي نص الصك التاريخي بانتقال سلطات رئاسة الجمهورية المنصوص بالدستور إلى شكري القوتلي بسبب انقضاء أجل رئاسة السيد الأتاسي، وكنتيجة للانتخاب الذي جرى قبل ظهر يوم الخميس في 18 آب 1955 في مجلس النواب، وأسفر عن فوز فخامة السيد شكري القوتلي برئاسة الجمهورية، وأن هذا الصك نظم على نسختين ستودع أحدهما خزانة مجلس النواب، والثانية خزانة القصر الجمهوري.
توقيع الصك:
وبعد تلاوة الصك قدمت نسختان إلى فخامة الرئيس هاشم الأتاسي ثم إلى فخامة السيد شكري القوتلي، ثم إلى الدكتور القدسي، فالأستاذ العسلي، فالأستاذ الأسطواني، فوقعوه بالتتابع، وسلمت النسخة الأولى إلى أمين القصر، والثانية إلى أمين سر مجلس النواب.
قبول التهاني:
وبعد توقيع الصك وقف الرئيسان فصافح فخامة الأتاسي فخامة القوتلي مهنئاً وتقدم الرئيسان يصافحان الوزراء والنواب وداعاً للرئيس الأتاسي، وتهنئة للرئيس القوتلي، ولحق بالنواب رجال السلك السياسي وكبار موظفي الدولة.
موكب الرئيسين
وقد ظل فخامة الرئيسين في مجلس النواب إلى الساعة الثانية عشرة والنصف ثم توجها بموكبهما الرسمي إلى قصر المهاجرين، حيث أقام فخامة الرئيس القوتلي مأدبة غذاء فخمة تكريماً لفخامة الرئيس الأتاسي حضرها رئيس مجلس الوزراء والوزراء وأعضاء مكتب المجلس.
استقالة الوزارة
ويقول مخبر الصحف أنه في هذه الأثناء تقدم الأستاذ صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء من فخامة الرئيس شكري القوتلي وسلمه كتاب استقالة حكومته فقبلها فخامته، وكانت الساعة الحادية عشرة والنصف وقد طلب فخامة القوتلي إلى دولة العسلي تسيير أمور الدولة ريثما تشكل الوزارة الجديدة، وأبدى فخامته أمام الحضور رغبته وتمنياته في أن تكون الوزارة الجديدة قومية.
مأدبة الرئيس القوتلي
وفي الساعة الواحدة أقام فخامة الرئيس القوتلي في قصر الرئاسة مأدبة غذاء تكريماً لصاحب الفخامة الرئيس هاشم الأتاسي، وفي الساعة الثانية والنصف توجه صاحبا الفخامة بموكب رسمي من القصر الجمهوري على السرداق المقام في مدخل دمشق (القابون) وفي الساعة الثالثة وصل الموكب وعزفت الموسيقى، وأخذت قوى الجيش التحية الرسمية وبعد أن استعرضا قوى الجيش برفقة رئيس الأركان العامة استراحا قليلاً في السرداق الذي ضم عدداً من كبار الشخصيات يتقدمهم أصحاب الدولة والمعالي والوزراء الحاليين والسابقين والنواب وكبار موظفي الدولة ورجال الصحافة وغيرهم.
وداع الرئيس الأتاسي
وفي الساعة الثالثة وعشر دقائق امتطى صاحب الفخامة الرئيس هاشم الأتاسي سيارته متجهاً إلى حمص بموكب رسمي بجانبه دولة الأستاذ صبري العسلي والمرافق العسكري لفخامته كما رافقه أيضاً القائد العام للدرك ومحافظ لواء دمشق والأمين العام لرئاسة الجمهورية، وجرى لفخامته وداع حافل جداً، وبعد أن غادر موكب الأتاسي القابون عاد فخامة القوتلي إلى داره وبجانبه رئيس مجلس النواب والمرافق العسكري.
استقبال الأتاسي في حمص
واستقبل موكب فخامة الأتاسي في قرية حسية بضاحية حمص استقبالاً رسمياً اشترك فيه محافظ حمص وقائد المنطقة الوسطى وقائد لواء الدرك ورئيس الشرطة والأمن العام وكبار موظفي محافظة حمص
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة بردى – دمشق، العدد 1857 الصادر في يوم السابع من أيلول عام 1955
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة بردى – دمشق، العدد 1857 الصادر في يوم السابع من أيلول عام 1955