وثائق سوريا
كلمة الأمير زيد الأطرش عبر إذاعة دمشق حول الأحداث في السويداء في شباط 1954
وصل وفد من السويداء إلى دمشق في السادس من شباط عام 1954م إثر الأحداث التي جرت في السويداء والتي أدت إلى مغادرة سلطان باشا الأطرش إلى الأردن.
أكد الوفد في الاجتماع الذي جرى مع الرئيس الشيشكلي على إخلاصهم وتأييدهم للعهد.
وألقى الأمير زيد بن حسن الأطرش كلمة عبر إذاعة دمشق، بعد اللقاء مع الرئيس الشيشكلي هذا نصها:
في هذه الفترة العصيبة من حياة الأمة العربية، وفي هذه الآونة التي تستعد فيها سوريا لمكافحة العدو المتربص بنا على الحدود، تقوم بها فئة مشاغبة في جبلنا العربي الذي طالما كافح الاستعمار وناضل في سبيل القضية الوطنية، تقوم هذه الفئة لأغراض خاصة كي تشوه ماضينا المجيد، وتعمل فيما بنيناه معول التهديم والتخريب.
وإنني إذ أعلن للملأ من أبناء أمتي استنكاري للحوادث الأخيرة لابد لي من شكر الحكومة على مساعدتها إياي في إذاعة هذا البيان الذي سيكون القاضي على اقتراءات المغرضين.
إن الجبل الذي كافح أعداء الأمة لا يزال كما هو من قبل، ولن يسمح لأي كان بتشويه صفحته التي عرفها التاريخ، وهو إذ يستنكر ما قام به أولو الشغب والفتنة ينفض يده منهم ويتبرأ من أعمالهم هؤلاء القوم الذين تركوا المجال لإسرائيل ذلك المسخ الذي كونته مجموعة النفايات فخرج إلى الحياة مشوهاً قذراً تلعنه الحياة والإنسانية.
وتركوا المجال للمسخ اليهودي أن يحاول خلق الفتن ما بيننا وبين أمتنا بشتى وسائل الكذب والتدجيل مستغلاً هناك بعض الخائنين من الدروز الذين قبلوا أن يبيعوا أنفسهم لهذا العدو الحقير وأن يذلو لديه على خسته كما بذل العبد أمام مولاه.
ولكن خسئت إسرائيل إذ أننا بحق الدروز في جبل العرب لا نستنكر هذه الآلاعيب التي تقوم بها تلك الفئة الضالة منا في فلسطين، كما يشاء لها أسيادها فحسب بل تتبرأ إلى الله منها ومن أعمالها معلنين لكل سوري وعربي أننا لا نرى فيها غير فئة صهيونية حقيرة جمعتها إلى المسخ اليهودي روح الفساد المتآصلة بها، وحقارة المادة التي تقدسها فئة ضالة تعمل للقضاء علينا كلا تعمل الجرائيم للفتك بالجسم الصحيح.
وإننا نؤيد الحكومة وعلى رأسها فخامة الزعيم أديب الشيشكلي في كل ما قامت به من أعمال للقضاء على الفتنة، ونشكر لها انقاذنا من لطخة كان لابد لها من أن تشوه صفحتنا الناصعة النقية، مؤكدين أننا سنكون الجند الذي سيضرب بيد لا ترجم على كل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الأعمال البغيضة في هذا العهد القومي الذي يسعى إلى مجد الأمة وعظمتها.
ولتعلم الصهيونية المجرمة أنه ليس أشهى لدينا من المساهمة في القضاء عليها، وإننا سنحمل السلاح متى دعى الداعي وحان الموعد، لتظهر الديار المقدسة وعسى الموعد أن يكون قريباً.
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة بردى- دمشق، العدد 1439 الصادر يوم الأحد السابع من شباط عام 1954م
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة بردى- دمشق، العدد 1439 الصادر يوم الأحد السابع من شباط عام 1954م