بيان هاشم الأتاسي حول انسحاب الكتلة الوطنية من المجلس النيابي عام 1932

في الثاني من تشرين الثاني أصدر هاشم الأتاسي بياناً بأسم الكتلة الوطنية، هذا نصه:

“أقدم الوطنيون على دخول غمرة الانتخابات، وهدفهم في ذلك العمل على عقد معاهدة مع الحكومة الفرنسية، تضمن استقلال البلاد ووحدتها، وتنتهي بها الأوضاع الشاذة، التي كادت تقضي على حياة البلاد السياسية والاقتصادية، وقد مضى على ذلك خمسة أشهر لم نر خلالها من الجانب الفرنسي أي مظهر من مظاهر التسهيل لمهمة الحكومة، وتطمين الشعب على مصيره، فرأينا أن الواجب يقضي بانسحابنا من المجلس النيابي، ريثما نتبين أسس المعاهدة التي يجب أن لا تقل عن المعاهدة العراقية الإنكليزية الأخيرة.

إلا أن المساعي المبذولة أخيراً، جعلت الوزيرين الوطنيين، وفريقاً من اخواننا يعتقدون أن الاستمرار مرة أخرى على السياسة التي انتهجت، ستساعد على تحقيق الأماني القومية، فاستناداً إلى ذلك رأينا لزوم التريث، لنقيم دليلاً جديداً على حسن النبية، التي لم يحجم الوطنيون عن إظهارها، رغبة منهم في الوصول إلى حل يرتفع بالبلاد عن هذه الحالة المرهقة إلى حالة الاستقلال.

وإننا نأمل، ان يلاقي عملنا هذا ما يستحقه من التقدير والاعتبار، من الجانب الفرنسي، وأن يقابل بمثله من التساهل وحسن النية، ونرجو من الشعب الكريم ان يؤازرنا بثقته واعتماده والله ولي التوفيق”.

هاشم الأتاسي