وثائق سوريا
بيان أبو اليسر عابدين مفتي الجمهورية بمناسبة حلول شهر رمضان عام 1954
ثبت بالوجه الشرعي أن غرة شهر رمضان بدأت صباح الاثنين الثالث من شهر أيار عام 1954م، وبهذه المناسبة وجه الشيخ أبو اليسر عابدين مفتي الجمهورية بياناً نُشر في الصحف.
ملخص البيان:
استهل الشيخ عابدين باسم الله والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين، ضارعاً إلى الله تعالى أن يعيد شهر رمضان المبارك على المسلمين وأمة العروبة بخير ورفاهية وأن يجمع كلمتهم لرد أطماع الطامعين وعادية العادين.
وقد نوه الشيخ عابدين بما كان عليه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في شهر الصيام من حسن الخلق وكرم الطباع والجود والكرم وكان أجود ما يكون في رمضان لأن الصيام عبارة عن تزكية النفوس بترك المألوف وصحة للأجسام.
ثم توجه سماحته إلى العلماء والمدرسين والواعظين والخطباء أن يدأبوا على بث الفضيلة بين الناس وجمع شتات الأمة والنهوض بها إلى أوج الصلاح والفلاح.
كما توجه أيضاً في بيانه الجامع إلى جميع طبقات الشعب للاتحاد ونبذ الخصومات وناشد كذلك رؤساء الأحزاب صيانة الاستقلال والوطن للوقوف في وجه العدو الجاثم على الحدود.
كما توجه بالشكر للجيش السوري اليقظ الشجاع حاثاً إياه على محاربة الرذيلة والفتن والفجور كما يحارب العدو.
وقد ختم سماحته هذا البيان بقوله: (لقد جرب الأعداء بدسائسهم أن يلقوا التفرقة قديماً وحديثاً بين صفوف العرب فلم يجدوا إلا صدى ولم يروا إلا رداً.
أرسل ملك الروم إلى معاوية يعرض عليه المساعدة لحرب سيدنا علي رضي الله عنهما فقال له والله لئن حدثتك نفسك بشئ لأكونن أصغر قواده إليك فكف عما عزمت عليه. وكم جرب الأجنبي إلقاء الدس كل يوم بين صفوف العرب ولكن الدم العربي الذي يجمع بين المسلم والمسيحي يعد كل عادية أجنبية فنصارى الشام من نسل أولئك الغساسنة الذين نزحوا من بلاد العرب قبل الإسلام وإبانه ودم العروبة يجري في جسم بني معروف الذين اعتصموا ببقعتهم فلم يختلطوا بعجمي ولا أجنبي.
كل هذه العوامل والدوافع الداهية تبقي لي أمل الفوز والنصر على كل صعوبة خارجية أو داخلية.
وأن أرى اثراً لندائي الحار لكافة أبناء الوطني أن يتذرعوا بالإخلاص وينبذوا الإنانية ويكونوا صفاً واحداً على من سواهم أعاد الله هذا الشهر على المسلمين والعرب كافة بخير وسعادة وجمع كلمتهم على التقوى واسأله أن يسدد خطى الجامعة العربية للم الشعث وجمع شمل الأمة والله الموفق).