مقالات
خالد محمد جزماتي : حماة وثورة استقلال سورية في أيار عام 1945 (4)
خالد محمد جزماتي – التاريخ السوري المعاصر
أخبار من ثورة استقلال سورية في حماة خلال شهر أيار 1945، الحلقة (4)
بعد القضاء على المملكة العربية السورية الوليدة من قبل الفرنسيين، قاموا بأعمال واتخذوا قرارات مختلفة لتسهيل حكمهم للبلاد، منها ترغيب بعض مكونات أهل بلاد الشام أو ما يسميه المستعمرون الأوربيون بالأقليات، القومية منها والمذهبية والدينية، للتطوع في جيش الشرق.
وأيضا قام الفرنسيون بتأسيس ما سموه ” ادارة العشائر” ليسهل عليهم السيطرة على البادبة السورية ومن يسكنها من العشائر العربية، ولكنه فشل في أكثر الأحيان وخاصة أثناء الثورات والتظاهرات عليه، وأيضا ما عبر عنه المتطوعون في الجيش والشرطة والدرك من خلال تصرفاتهم الوطنية في كثير من حوادث السجون والملاحقات الأمنية …
وهذا ما غبر عنه الشراكسة في محافظتي حماة وحمص مثل وفد “قرية عسيلة” برئاسة شريف بيك بسموق، ووفد دير العجل عرفنا منه زكي اّغا وفؤاد اّغا، ومن تل سنان عيسى رجب اّغا ورفاقه، وكل أولئك نزلوا الى حماة واشتركوا مع اخوانهم الثوار ونفذوا المهمات التي اوكلت اليهم.
وألخص القول أن قضاء السلمية لبى نداء الثورة، ومعه ملحقات القضاء …فمن السلمية سجلت سجلات الشرطة، أن من بين المجاهدين السلامنة الذين اشتركوا بالقتال السادة : الحجي القطلبي، علي شعراني، أحمد حسن دلة، يوسف خلف، جميل حلومة، محمد الشيخ أحمد، علي الديوب، محمد خالد الجرف، الحاج حسن جحا، عبد الحميد القصاب، علي الأورفلي، محمد شحود، إبراهيم زعير.
ومن ملحقات سلمية نذكر نقلا عن كتاب ” ثورة حماة على الطغيان الفرنسي ” : السادة
– من تل جديد : فياض الحموي واخوانه، تميم أحمد يجي
– مفقر الغربي : محمد علي جبر، محمد خضر ورفاقه ..
– بري الشرقي : صادق حديد، محمد عيسى ورفاقه
– تل الدرة : مصطفى ورده، علي عباس حويجة، جمال الشيخ اليوسف ..
– عقارب : تميم زيدان، علي الصطوف، حسن الخدام ورفاقه، محمد ياغي، مصطفى دعبول …
– صبورة وتل عبد العزيز : عبد الله عبد الحكيم، عبد الكريم الديوب، الشيخ عبد الحميد المحمد، المختار سليمان الديوب، حمدو السلامة، سلمو القاري، تاجو القاري ..
وقد لبت النداء مختلف العشائر مثل عشائر بني عز ورئيسهم ” معاط الاسماعيل ” والعكيدات الدهامشة ورئيسهم متعب الريان والعكيدات أبو سيف ورئيسهم علي العموري، وعشيرة المشارفة ورئيسهم أحمد فارس العطور، وعشيرة الخراشية ورئيسهم الشيخ شبلي المرعي، وعشيرة التركي منهم أكثر من مائة مسلح بقيادة أبو الطوس علوش، وعشيرة الحديديين ورئيسهم الشيخ خليف الابراهيم …..
وقبل الانتهاء من تفاصيل هذه الحلقة ، لا بد من الحديث حول موضوع أخوتنا من المكون المسيحي في بلاد الشام والذي دأب الغربيون منذ عهد السلطان محمود الثاني ( 1785- 1839) الذي تسلم حكم الدولة العثمانية عام 1808، أن يتدخلوا في شؤون السلطنة العثمانية بحجة حماية الأقليات ، فالانكليز يريدون حماية الدروز العرب والفرنسيون يريدون حماية المسيحيين الموارنة ، والروس يتدخلون لحماية الروم الأرثوذكس ،ولكنهم لم ينجحوا في ذلك عندما فرضوا تقسيم بلاد الشام ، فثار عليهم الجميع طوال انتدابهم لفلسطين وسورية ولبنان ..
وأثناء ثورة الاستقلال في حماة فضح المسيحيون في حماة وقراها الأكذوبة الاستعمارية حول حمايتهم المزعومة ، وقاموا بدعم الثوار بل اشتركوا بالقتال بتوجيه من المطران الوطني الكبير أغناطيوس حريكة (1894- 1969) ، وتجلى ذلك عبر تشكيل فرقة الاتحاد الكشفية بقيادة السيد ” لطف الله حلبي ونائبه السيد سعيد سمعان وعضوية جودة عواد وخليل حوشي وفاضل كلاس وعبد المسيح جحجاح ومتري نوفل وأمين العبد الله وديب عواد …
وكان من أبرز الرجال الذين عملوا مع الثورة الأساتذة نخلة كلاس وأخوه خليل كلاس وأخيهما الضابط بهيج كلاس الذي انشق مع فصيلته العسكرية في حلب والتحق بالقوى الوطنية، وأيضا الوجيه الحموي المسيحي فريد مرهج والدكتور فوزي فرح.
وهنا لا ننسى موقف النقيب نبيه الصباغ في ثكنة حماة فقد كان مع عدنان المالكي يعدان العدة للسيطرة على الثكنة وذلك يتطلب منشور خاص .
ومن معرة النعمان وخان شيخون وصلت حماة كتيبة من المجاهدين ضمت أكثر من مائتي مقاتل بقيادة الشيخ بديع الجندي وطالب بيك الحراكي ، وقد ساعد في هذا التشكيل قائم مقام المعرة السيد صبحي الياسيني وقائد فصيل الدرك السيد فتحي الدواليبي، أما رجال خان شيخون الذين انضموا الى مجاهدي معرة النعمان ووصلوا معهم الى حماة فكانوا تحت قيادة الوجهاء عبد القادر القدور وحكمت اليوسف وعبد الله النجم ..،
وأيضا التحق بهم بعض المسنين من ثوار جبل الزاوية الذين جاهدوا مع القائد ابراهيم هنانو …
أما وفود قرى حماة الشمالية فكان وفد قرية صوران يترأسه الشيخ عوض الشيخ أحمد، ووفد مورك يقوده الشيخ سطام الفارس العثمان وعزو الحمادة الابراهيم وحافظ القدور وحافظ النعسان المحمد وحسن الحسين واّخرون …ووفد كفرزيتا بقيادة شيخها عبد الله العموري ومعه خالد الحسن وسطام الخليل ورفاقهم ..ووفد اللطامنة برئاسة شيخها محمد السطام القدور ، ووفد طيبة الامام يضم الشيخ محمد العيسى والشيخ خليل الحاج عمر وعدد من اّل الخطاب …
أما أنصار القرى الغربية الشمالية كحلفايا والشيحة ومحردة والسقيلبية وقرى الغاب فقد تم بذل الجهود مع أهالي تلك القرى ووجهائها من قبل رجال عائلة البارودي وطيفور ، حيث دعموهم بالسلاح والعتاد فتطوع الكثير منهم وخاصة عرب السماطية بزعامة الشيخ علي الابراهيم ..
انظر:
خالد محمد جزماتي : حماة وثورة استقلال سورية في أيار عام 1945 (1)
خالد محمد جزماتي : حماة وثورة استقلال سورية في أيار عام 1945 (2)
خالد محمد جزماتي : حماة وثورة استقلال سورية في أيار عام 1945 (3)