دراسات وترجمات
الشركس في سلمية
هجرة الشركس إلى سلمية
هجرة الشركس إلى سورية:
بدأت هجرات الشركس إلى سورية منذ عام 1878 عندما تدفقت فيها عشرات آلاف المهجَّرين الشركس على سورية الطبيعية، قادمين من كل من البلقان (بحراً وبراً)، ومن شبه جزيرة الأناضول براً أو بحراً.
لم يتوقف وصول أفواجهم، بل استمر حتى مطلع القرن العشرين، ولكن بأعداد كانت تتراجع تدريجياً. وكانت آخر موجة شركسية دخلت سورية هي مجموعة الهاربين من الحكم الشيوعي.
توطين الشركس في سورية:
تم توطين الشركس بالدرجة الأولى في تجمعات تقع على جانبي امتداد الشريط البيو- مناخي الفاصل بين المعمورة والبادية، الخالي من الأنهار والفقير بالينابيع و الأراضي الخصبة، وهو الشريط الذي تقل فيه الأمطار عن 250 ملم سنوياً، وهو الحد الأدنى الذي تستحيل عند حدوده الشرقية الزراعات البعلية.
ويمكن تشبيه هذا التوضع الديموغرافي للقرى الشركسية بانتشار الحصون الرومانية قبل ألفي عام على امتداد الخط المعروف بخط (الليمس الروماني) الذي يكاد يتفق في خطوطه العامة بشريط (ليمس القرى الشركسية). التي يدعوها الألمان بـ ( قرى الحماية أو الدفاع الشركسية).
بموجب هذه السياسة تم نقل الشركس إلى هوامش المعمورة في سورية، ومُنحوا أرضاً ومساعدات بسيطة. وحرصت السلطات العثمانية على توطين الشركس في الأراضي غير المملوكة لأحد، وتدخل في زمرة الأراضي (الأميرية) التابعة للدولة والسلطان وأغلبها غير صالح للزراعة. (تعود ملكية بعضها لورثة بعض سلاطين مصر والشام الشركس ). لتجنبهم اية إشكالات حقوق ملكية قانونية في المستقبل.
هجرة إلى سلمية:
توافد الشركس إلى سلمية على دفعتين:
الأولى- كانت قبل الحرب العالمية الأولى بحوالي عشر سنوات أو أكثر بقليل.
الثانية- أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، وعلى هذا الأساس، لعبت “تل سنان” و”تل عدا” دور التجمع الخاص بالشراكسة ثم الإنطلاق إلى قرى أخرى.
ففي “تلسنان” وصل الشركس إليها على دفعتين الأولى كانت من قبيلة البجدوغ الشركسية، والثانية كانت من الأبزاخ وقد جاؤوا جميعاً من الأناضول.
وفد تكلم سكان قرية تلسنان اللغة العربية والشركسية بلهجتي الأبزاخ و البجدوغ.
أما سبب التسمية فهي تسمية شركسية نسبةً إلى القرية الأم “نشرزي НЭЧЭРЭЗЙ ” التي هاجر منها أهل القرية من القفقاس.
تجمعات الشركس في سلمية
تحولت قريتي “تل عدا” و “تل سنان” إلى نقطتي ارتكاز لانتشار الشراكسة في أعداد وقرى أكثر.
بعد الحرب العالمية الأولى وازداد تدفق الشركس، ورافق ذلك ظهور عدد من القرى يتجمع فيها القادمون من أمثال “ديل العجل” و”جصين”، كما استوطنوا شرقي سلمية في قريتي “مالطه” و”الخفيه”، ولكن سكناهم في القريتين الأخيرتين لم يطل أمده، إذ رحلوا عنهما لأنهم لم يستطيعوا مقاومة مطامع البدو المتواجدين بكثرة في تلك المنطقة.
ومن هذه الدفعة جماعات استوطنت قرى مجاورة لحوضة سلمية كقرية “عز الدين”، و”أبي همامة” و”عسلية”، وعندما جاء بدو النعيم إلى نفس المنطقة ، تم التبادل بينهم وبين الشراكسة، فأخذ البدو “عز الدين” وأخذ الشراكسة قرية “ديرفور”.
بقي الشركس في مواطنهم وقراهم يعيشون منسجمين مع المحيط الذي يجاورهم رغم محافظتهم على عاداتهم الخاصة التي حملوها معهم من القوقاز، فهم يعايشون جوارهم بالمرونة والصدق والأستقامة، متحملين صعوبات الحياة الزراعية، وبالأخص في السنوات التي توالى فيها القحط والجفاف على منطقة سلمية واطراف بادية الشام.
انظر:
د. عادل عبد السلام (لاش) : تهجير الشركس إلى سورية وتوطينهم في شريط الليمس الشركسي
المراجع والهوامش:
(1). د. عادل عبد السلام (لاش) : تهجير الشركس إلى سورية وتوطينهم في شريط الليمس الشركسي
(2). أمين (محمود)، سلمية في خمسين قرناً، عام 1983م، صـ 198-199، استند الكاتب على معلومات من السادة: (محمد طنجور، شريف شاهين، خضر أمين، محمد خضر قاسم، عباس صفون، حسين حماد سيفو
المراجع والهوامش:
(1). د. عادل عبد السلام (لاش) : تهجير الشركس إلى سورية وتوطينهم في شريط الليمس الشركسي
(2). أمين (محمود)، سلمية في خمسين قرناً، عام 1983م، صـ 198-199، استند الكاتب على معلومات من السادة: (محمد طنجور، شريف شاهين، خضر أمين، محمد خضر قاسم، عباس صفون، حسين حماد سيفو