نصوح بابيل
ولد نصوح بابيل في دمشق عام 1905م، وتم تكبير عمره بقرار قضائي وصار في السجلات الرسمية من مواليد عام 1898.
تلقى تعليمه الأولي في دمشق وحصل على الشهادة الابتدائية في عام 1918م.
مارس مهنة الطباعة في إحدى المطابع، وعين بعد ذلك رئيساً لقسم الحروف في مطبعة الحكومة الرسمية.
بعد ذلك أسس مع شقيقيه (جودت وحمدي) مطبعة باسم “مطبعة بابيل اخوان”.
عمل في الصحافة في سن مبكرة فكتب عدة مقالات في بعض الصحف، ثم أصبح مراسلاً لصحيفة “الرأي العام” البيروتية التي كان صاحبها طه مدور، وبدأ بنشر مقالات هاجم فيها سلطات الانتداب الفرنسي والحكومات المتعاونة، وهاجم ايضاً حقي العظم حاكم دولة دمشق، وكانت تلك المقالات تحمل توقيع (ن.ب).
خلال الثورة السورية ضد سلطات الانتداب كان يرسل رسائل سرية تحمل أخبار الثورة وانتصاراتها إلى صحيفة المقطم في مصر.
محرراً في صحيفة “الرأي العام”
وفي عام 1926 عندما نقلت صحيفة “الرأي العام” إلى دمشق عمل نصوح بابيل محرراً.
وحول ظروف عمله محرراً في صحيفة “الرأي العام” يوضح نصوح بابيل ذلك في مذكراته: (في عام 1926 عين الفرنسيون الداماد أحمد نامي بك رئيس للدولة السورية، فطلب الداماد من صديقه طه المدور أن ينقل جريدته من بيروت إلى دمشق، لتساعده في تحقيق مهمته الرامية إلى إيجاد مصالحة بين زعماء الثورة والفرنسيين، ودعاني إلى الإشتراك معه في تحرير الجريدة، فوافقت وباشرت العمل معه، ولم يمضي بعض الوقت حتى انصرف إلى العمل السياسي ملقياً على عاتقي عبء التحرير كله، فاستعنت باثنين من مخبري الصحف هما المرحومان مفيد الحسيني وبسيم مراد الذي أصبح فيما بعد صاحب جريدة “الأخبار” وشقت الجريدة طريقها كواحدة من صحف الطليعة).
رئيساً لتحرير المقتبس:
في عام 1928 اختير نصوح بابيل رئيساً لتحرير صحيفة “المقتبس” التي كان صاحبها محمد كردعلي وزيراً للمعارف في تلك الأثناء في حكومة تاج الدين الحسني الأولى والتي تشكلت في الخامس عشر من شباط 1928 واستمرت حتى التاسع عشر من تشرين الثاني 1931م.
حاء اختيار نصوح بابيل رئيساً لتحرير المقتبس بعد انسحاب نجيب الريس من رئاسة الصحيفة التي كان قد تولاها بعيد وفاة رئيسها أحمد كردعلي.
وحول ظروف و أسباب انسحاب نجيب الريس من رئاسة التحرير، كتب نصوح بابيل في مذكراته ما يلي:
(في سنة 1928 شغرت رئاسة التحرير في “المقتبس” بسبب وفاة رئيس تحريرها المرحوم الأستاذ أحمد كردعلي شقيق الأستاذ محمد كردعلي، الذي كان يشغل حينئذ منصب وزير المعارف في حكومة الشيخ تاج الدين الحسني، وقد عهد إلى المرحوم نجيب الرئيس برئاسة تحريرها في وقت كان الخلاف قد اشتد بين الكتلة الوطنية والشيخ تاج الذي اعتبره زعماء الكتلة خارجاً على الصف الوطني المناهض للفرنسيين، وراح الأستاذ الريس يشن حملاته العنيفة على حكومة الشيخ تاج، التي ضاقت ذرعاً بها، فأحرج بسبب ذلك موقف محمد كردعلي بوصفه صاحب امتياز “المقتبس” التي تهاجم الحكومة، وهو من أعضائها، فطلب من شقيقه الثاني المرحوم عادل كردعلي مدير الجريدة أن يحاول إقناع الأستاذ الريس بضرورة الاعتدال في كل ما يكتبه ضد الحكومة، فلم تنجح المحاولات، وتفاقم الخلاف، وانتهى إلى انسحاب الأستاذ الريس من رئاسة التحرير مؤثراً ذلك على أن يكون في عمله مقيداً).
وعن كيفية اختياره رئيساً للتحرير كتب ما يلي: : (في أعقاب ذلك راح عادل كردعلي يبحث عن رئيس تحرير جديد، فكان هناك اسمان لابد من اختيار واحد منهما للإتفاق معه، أما صاحب الأسم الأول فهو عبد الهادي اليازجي، وأما الثاني فهو نصوح بابيل، وبعد البحث رجحت كفة الثاني).
في عام 1932 اشترى امتياز صحيفة الأيام التي كانت تطبع في مطبعة بابيل اخوان، وكان أصحاب امتيازها ستة من أبرز أعضاء الكتلة الوطنية.
أصدر نصوح بابيل صحيفة الأيام في ثماني صفحات في الخامس عشر من آب عام 1932م وكان يحررها عارف النكدي ومديرها المسؤول نجيب الأرمنازي.
اختير في عام 1942 نقيباً للصحفيين، وانتخب لهذا المركز عدة مرات واستمر نقيباً طوال عشرين عاماً، ومثل الصحافة السورية في مؤتمرات الصحافة العربية والأجنية.
استمر في إصدار صحيفة الأيام حتى عام 1963م.
مؤلفاته:
1- الوثائق والمعاهدت في بلاد العرب- دمشق، مطبعة الأيام عام 1936م.
2- صحافة وسياسة، لندن، دار رياض الريس.
وفاته:
توفي في السادس والعشرين من تشرين الأول عام 1986م.
كتب عنه:
بشير العوف:
(كان نصوح بابيل من بين أكبر الأقلام العربية التي ساهمت بإنشاء الجامعة العربية، وعمل بدون كلل أو ملل، مدة تزيد عن نصف قرن من الزمن كان خلالها الصوت المدوي المدافع عن حقوق الأمة العربية عامة، وعن حقوق سورية ولبنان خاصة، وكانت صحيفته “الأيام” منبر الحق والحرية والديمقراطية، وخصوصاً في أيام الانتداب الفرنسي على سورية ولبنان).
انظر:
برقية رئيس محفل نجمة سوريا إلى نقيب الصحفيين حول الدستور الجديد عام 1950
المراجع والهوامش:
(1). رفع نصوح بابيل دعوى لتصحيح تاريخ ميلاده وتكبير سنه بسبب رغبته في التقدم للحصول على رخصة صحيفة من الحكومة، وحول هذا كتب في مذكراته ما يلي: (دفعني طموحي الصحفي إلى التفكير في إصدار جريدة تبدأ أسبوعية ثم تتحول إلى يومية حالما تساعدني ظروفي المادية على تحقيق ذلك، غير أن قانون المطبوعات حال دون ما أريد، لأنه ينص على أن لا تمنح رخصة بإصدار جريدة مالم يكن طالب الرخصة قد بلغ من العمر الخامسة والعشرين عاماً، ولما كنت دون هذه السن، فقد لجأت إلى عملية تصحيح السن، فزعمت أنني من مواليد 1898، ولست من مواليد 1905، ونظر في الأمر رئيس المحكمة المختصة، وكان في حينه القاضي الأستاذ محمد الخجا، وكانت المحكمة في بناية العابد في دمشق، واصدر حكماً باعتباري من مواليد 1898 أي أن عمري قد كبر سبع سنين، واصبحت منذ ذلك التاريخ من عداد المواليد المذكورة في هويتي وليس في حقيقتي)انظر:بابيل (نصوح)، صحافة وسياسية، دار رياض الريس، الطبعة الثانية، لندن عام 2001م، صـ 43
(2). بابيل (نصوح)، صحافة وسياسية، دار رياض الريس، الطبعة الثانية، لندن عام 2001م، صـ 30
(3). بابيل (نصوح)، صحافة وسياسية، دار رياض الريس، الطبعة الثانية، لندن عام 2001م، صـ 32
(4). بابيل (نصوح)، صحافة وسياسية، دار رياض الريس، الطبعة الثانية، لندن عام 2001م، صـ 33
(5). بابيل (نصوح)، صحافة وسياسية، دار رياض الريس، الطبعة الثانية، لندن عام 2001م، صـ 34
(6). حكومة تاج الدين الحسني الأولى 1928 - 1931
(7). بابيل (نصوح)، صحافة وسياسية، دار رياض الريس، الطبعة الثانية، لندن عام 2001م، صـ 44
(8). مرسوم إلغاء امتياز الصحف والمطبوعات في عام 1963
(9). الملوحي (مهيار عدنان)،معجم الجرائد السورية 1865- 1965، دار الأولى، الطبعة الأولى دمشق عام 2002م، صـ 350 .
(10). العوف (بشير)، هكذا وزعت الصحافة العربية والإسلامية نصوح بابيل نقيب الصحافة السورية السابق،مجلة الثقافة- دمشق، العدد 11-12 الصادر في كانون الأول عام 1986م.
المراجع والهوامش:
(1). رفع نصوح بابيل دعوى لتصحيح تاريخ ميلاده وتكبير سنه بسبب رغبته في التقدم للحصول على رخصة صحيفة من الحكومة، وحول هذا كتب في مذكراته ما يلي: (دفعني طموحي الصحفي إلى التفكير في إصدار جريدة تبدأ أسبوعية ثم تتحول إلى يومية حالما تساعدني ظروفي المادية على تحقيق ذلك، غير أن قانون المطبوعات حال دون ما أريد، لأنه ينص على أن لا تمنح رخصة بإصدار جريدة مالم يكن طالب الرخصة قد بلغ من العمر الخامسة والعشرين عاماً، ولما كنت دون هذه السن، فقد لجأت إلى عملية تصحيح السن، فزعمت أنني من مواليد 1898، ولست من مواليد 1905، ونظر في الأمر رئيس المحكمة المختصة، وكان في حينه القاضي الأستاذ محمد الخجا، وكانت المحكمة في بناية العابد في دمشق، واصدر حكماً باعتباري من مواليد 1898 أي أن عمري قد كبر سبع سنين، واصبحت منذ ذلك التاريخ من عداد المواليد المذكورة في هويتي وليس في حقيقتي)انظر:بابيل (نصوح)، صحافة وسياسية، دار رياض الريس، الطبعة الثانية، لندن عام 2001م، صـ 43
(2). بابيل (نصوح)، صحافة وسياسية، دار رياض الريس، الطبعة الثانية، لندن عام 2001م، صـ 30
(3). بابيل (نصوح)، صحافة وسياسية، دار رياض الريس، الطبعة الثانية، لندن عام 2001م، صـ 32
(4). بابيل (نصوح)، صحافة وسياسية، دار رياض الريس، الطبعة الثانية، لندن عام 2001م، صـ 33
(5). بابيل (نصوح)، صحافة وسياسية، دار رياض الريس، الطبعة الثانية، لندن عام 2001م، صـ 34
(6). حكومة تاج الدين الحسني الأولى 1928 - 1931
(7). بابيل (نصوح)، صحافة وسياسية، دار رياض الريس، الطبعة الثانية، لندن عام 2001م، صـ 44
(8). مرسوم إلغاء امتياز الصحف والمطبوعات في عام 1963
(9). الملوحي (مهيار عدنان)،معجم الجرائد السورية 1865- 1965، دار الأولى، الطبعة الأولى دمشق عام 2002م، صـ 350 .
(10). العوف (بشير)، هكذا وزعت الصحافة العربية والإسلامية نصوح بابيل نقيب الصحافة السورية السابق،مجلة الثقافة- دمشق، العدد 11-12 الصادر في كانون الأول عام 1986م.