دار الشوخ- بصرى الشام.
هي دار الشيخ محمد الخليل المقداد، وأبنائه التسعة: (قاسم، منصور، احمد، حسن، سعدالدين، باير، عبدو، مصطفى، ابراهيم).
بنى الشيخ محمد الخليل قبل اكثر من قرن ونصف قبل 180 عام تقريباً، وسكنها الشيخ محمد الخليل المقداد وعائلته، وفي تسعينيات القرن الماضي بدأت دائرة الآثار في المحافظة باستملاك أجزاء منها.
موقع الدار:
تقع الدار في بصرى الشام، في الحي الشرقي، وأما حدودها فهي من الجهة الشرق من دار ابو فاروق، لغربي سرير بنت الملك إلى مسجد العشرة، ومن الشمال دار ابراهيم الشوخ ومن الجنوب الشارع الرئيسي الذي يصل بين باب الهوى وقوس الطيران.
أقسام الدار:
تضم الدار ثلاثة طوابق، بنيت على أعمدة وتيجان، وهي مصممة معمارية بشكل رائع، ذات مساحة واسعة وتحوي الكثير من الغرف والدور بداخلها.
كما تضم مضافة قديمة ومضافة حديثة أنشأت عام 1939 م، مع بوابة من جهة دار مصطفى ولوحة كتب عليها من أنشأها وتاريخ الإنشاء، وقد تعرضت المضافة الحديثة للتفجير في عام 2012م.
كما وتضم بوابة من جهة دار منصور، و ادراج وطرق بين الغرف، مصممة وموضوعة بشكل يبهر الناظر
الدار وزعامة المقداد
هي دار الشيخ منصور المقداد، مدير ناحية بصرى الشام سنة 1887 م، ومن ثم سكنها أشهر زعماء العائلة، ومنهم:
سعد الدين المقداد – نائب في العهد العثماني
مصطفى المقداد – نائب في العهد الفرنسي
عبد اللطيف المقداد – نائب في مجلس الشعب
بالإضافة إلى عدد من رجال الشوخ.
الدور الإجتماعي لدار الشوخ:
كان لدار الشوخ أدوار إجتماعية وسياسية وإقتصادية، فقد كانت الدار الأولى والأهم في بصرى الشام كمدينة ومنطقة بصرى كاملة، وقد أكتسبت الدار أهميتها الإجتماعية ومكانتها.
ساهمت الدار في حل المشاكل الإجتماعية وحفظ أمن المنطقة من خلال مجلس زعامة العائلة الذين كان يقام فيها بزعامة محمد الخليل ومن بعده أبنه منصور مدير الناحية وأخويه النائبين مصطفى وسعدالدين المقداد..
وقد خصص في الدار قسم كامل لإستقبال الزوار والمسافرين، منذ أواخر الحكم العثماني، كما تقرر في الدار حماية الأقليات والمسيحيين في منطقة بصرى من قبل المدير منصور المقداد والذي حاز على وسام من ملك بلاروسيا سنة 1903م لتوفير هذه الحماية.
وكان في الدار سجن للشوخ في عهد العثمانيين، فالقضاء عندهم والحكم في هذه الدار، وعلى الحق لا على الظلم، حتى بلغت من الشأن أن كانت مظاهر الأعياد تبدأ من هذه الدار والقهوة العربية أول ما تفوح من باب مضافتهم العامرة، ويستشار رجالها في الزرعة والحصاد والمشاكل الداخلية للبلدة والخارجية، حتى أصبحت الناس وهي تتوارث القول:
“أسألوا دار الشوخ متى رمضان، أسألوا دار الشوخ متى العيد”
كما جرت الإجتماعات في الدار لقعد ألوية الحرب والتي كان إحداها عند زيارة سلطان الأطرش ورستم حيدر ونسيب البكري للدار سنة1918 م، ثم التوجه نحو دمشق للحرب ضد العثمانيين، وكما ذكر محمد كرد علي، بأن أكثر السائرين لدمشق في طريق الكسوة هم آل مقداد.
وعقد فيها الصلح بين الحوارنة والدروز كما ذكر سلطان باشا في مذكراته، كما لعبت الدار دورا في حل النزاعات، وغيرها من المصالحات والإجتماعات لفك النزاع وبين المتخاصمين من العائلات والعشائر المحيطة في البلدة، حتى أن الأمر تعى حوران إلى الجزيرة، حيث جاءت إحدا الرسائل للشيخ سعدالدين المقداد للمساهمة في حل الخلاف بين ابن الرشيد وابن سعود وابن الصباح سنة 1914 م.
دار الشوخ، مدرسة تربى وتخرج منها الرجالات الكُثر الذين عاشوا فيها وكانوا تحت كنف رجال هيأوهم لقيادة المنطقة من بعدهم، فإلى جانب النواب الأخوة “مصطفى، سعد الدين” والمدير وقائم المقام أخيهم منصور..
خرج من هذه الدار أبنائهم إلى جميع نواحي الحياة، نذكر منهم، من من عاش في هذه الدار:
النائب: عبداللطيف ابن النائب مصطفى المقداد.
الوجيه: عبدالحميد ابن المدير منصور المقداد، والذي نعته الصحف في وفاته.
الوجيه: فاروق ابن النائب عبداللطيف المقداد.
الشيخ: احمد حفيد النائب مصطفى والذي هو اليوم عميد عشيرة المقداد.
العميد: محمد فائز حفيد المدير منصور المقداد.
المهندس: معن حفيد المدير منصور المقداد/مدير اتصالات درعا سابقا.
الشهيد: عبدالفتاح حفيد المدير منصور المقداد/استشهد سنة 1973 م
الصحفي: سعيد حفيد المدير منصور المقداد
العقيد الركن: عبد الوحيد حفيد المدير منصور المقداد
العميد: عبدالجليل حفيد المدير منصور المقداد
الوجيه والمحامي: احمد حفيد المدير منصور المقداد.
مدير المعارف: حسين ابن النائب سعدالدين المقداد.
النائب: نبيل حفيد المدير منصور المقداد.
المحامي إبراهيم حفيد المدير منصور
وغيرهم الكثير، وكلهم عاشوا أو ولدوا في هذه الدار التي اكتسبت عظمتها من عظمت رجاله
البوابة الخارجية للدار والمضافة عام 1967م
بوابة في الدار ونقشت عليها عبارة : (تم تشييد هذا البناء سنة 1939 م، من قبل مصطفى المقداد وإخوته)
بوابة، جهة منصور
دار الشوخ ببصرى عام 1920
انظر:
مضافة النائب مصطفى المقداد في بصرى الشام عام 1967م