أحداث
تكريم بلدية حمص لمدير معارف حلب عبد الحميد الحراكي عام 1937
بتاريخ 3 أيلول 1937م أقيم للسيد عبد الحميد الحراكي تكريم كبير ترأسه نائب حمص سليمان المعصراني، فكان “يومًا مشهودًا في حمص، لبست المدينة حلة قشيبة ورفعت فيها معالم الزينات وكان أهلوها جذلين فرحين كأنهم في يوم العيد وكانت المدينة مزدحمة بوفود البلاد ورجالتها تكريمًا للمربي الكبير والأستاذ القدير في حفل الثقافة والتهذيب السيد عبد الحميد الحراكي رئيس معارف محافظة حلب حاليًا”.
ووقف السيد عبد الحميد الحراكي فارتجل خطابًا قال فيه:
“لقم أقام إليّ هذا البلد الطيّب الذي تنشقّت أول نسمات الحرية فيه حفلة تكريمية قبل ثماني سنوات بمناسبة تعييني مديرًا لمدرستي دار المعلمين والتجهيز بدمشق على زعم أني أستحقها، وأقاموا لي هذه الحفلة بمناسبة انقضاء ثلاثين عامًا على وجودي في المعارف وتأسيس مدرسة الاتحاد الوطني في سنة 1908 واعتقادهم الجازم بأن هذا العمل يستحق التكريم بالنظر لما أنتجته من النتاج الحسن وأنشأه من الرجال الأفاضل الذين تعتزّ بهم البلاد وتعدّهم من مفاخرها الوطنية أمثال الدكاترة في الطب والحقوق السادة: نجيب الأرمنازي، سيف الدين المأمون [صنوفي]، سليمان المعصراني، علي الشوّاف.
والأبطال والشهداء أمثال: سليم عبد الرحمن، عبد الرزاق رستم، رشيد الملّوحي، صبحي أبي خضرة، خالد الخطيب، فؤاد رسلان، محمد الدروبي، محمد السباعي، وعبد الباسط البني وعلاء الدين الكيّالي.
وأمثالهم مئات بل ألوف الشبّان الذين أبلوا البلاء الحسن في سبيل أوطانهم وجاهدوا في الله حق الجهاد فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وأرسل الكثير من البعثات العلمية إلى الآستانة (اسطنبول) وكنت أحد أفرادها، ولما عدت أُسّست المدرسة العلمية فيها عام 1906م ومدرسة الاتحاد الوطني عام 1908، ومن ثم توحّدت المدرستان 1915.
وفي 1918 حوّلتا إلى مدرسة تجهيزية، التي أعتقد أنها لا تزال مثابرة على عملها الجليل بتغذية عقول طلابها بلبان العلوم والمعارف وتلقينهم مبادئ الوطنية وسوقهم إلى ميادين الجهاد أسرابًا، وأنها تؤدّي رسالتها المقدّمة بكل صدق وأمانة.
لا بد لي أن أذكر بكل إجلال من ساعد وأعاد المدارس وهم كثيرون، وأخصّ بالذكر منهم الدكتور عزت الجندي وخالد بك الحكيم والمرحوم عبد الحميد الزهراوي وخلافهم.
ولا بد لي بهذه المناسبة من إعلان تقريري أيضًا لأولئك الشيوخ الأفاضل، شيوخ الكتاتيب الراقية الذين أسهموا في هذا الموضوع مساهمةً تذكر، فلهم مني مزيد الشكر. وعندما تخلو البلاد خلوًا من المدارس بتخفيفهم واقعة الأمّية آنئذٍ وتعليمهم القرآن الكريم ونشرهم مبادئ القراءة والكتابة وحسن الخط بيد أفراد الأمّة”.
وأرسل رئيس مجلس الوزراء جميل مردم بك كلمة إلى رئاسة لجنة تكريم الأستاذ عبد الحميد الحراكي تلاها السيد سليمان المعصراني نائب حمص وأمين سر لجنة التكريم.
وقدّم رئيس بلدية حمص السيد فيضي الأتاسي ميدالية ذهبية بقرار من رئاسة بلدية حمص رقم 1526، تاريخ 29 آب 1937م إلى الأستاذ عبد الحميد الحراكي، وهي قطعة ذهبية نقشت عليها الكلمات التالية:
“من بلدية حمص إلى الأستاذ عبد الحميد الحراكي تقديرًا لأثره المحمود في نهضة حمص الأدبية”.
وألقى وزير المعارف والعدلية الدكتور عبد الرحمن الكيالي كلمة أشاد بجهود الأستاذ عبد الحميد على الناشئة.
وألقى الأستاذ الحاج رشيد الملوحي كلمة حماسية عن التربية والروح الوطنية، وألقى الدكتور كمال رحيمة كلمة عن الشباب المثقّف والجيل الناشئ من تربية الأستاذ عبد الحميد الحراكي.
وكذلك ألقى السادة:
كلمة من الأستاذ بكري قدورة، قصيدة للأستاذ أحمد طرابلسي، خطاب للأستاذ بدر الدين الحامد، قصيدة للأستاذ رضا صافي، خطاب للأستاذ محمد الحكيم، خطاب للأستاذ سليمان المعصراني، خطاب الأستاذ المحامي نديم الموصلّي، وكلمة للأستاذ نجيب سامي.
وبعدها أقام السيد منيب رسلان مأدبة فخمة وقدّم فيها كلمة ترحيبية بوزير المعارف والعدلية(1).
(1) الزهراوي، (نعيم) المدارس والكتاتيب في حمص (9/176). عن مجلة الوقت- عدد خاص، السنة الثالثة عشر، 19 أيلول 1937م
– مجموعة السينمائي رضوان بشير الزهراوي.