المؤسسات التعليميةمحافظة حمص
المدرسة العلمية في حمص
المدرسة العلمية الإسلامية في حمص
المدرسة العلمية، أو المدرسة العلمية الإسلامية، أو مدرسة العلم والأدب، أو بحسب اسمها السابق: المدرسة الحميدية. هي أول مدرسة ثانوية أهلية في حمص.
التأسيس:
تأسست المدرسة العلمية في حمص عام 1906م بمساعي المفتي السابق لحمص خالد الأتاسي، الذي كان قد خصص في وقت سابق قسمًا من منزله في حي باب المسدود لتأسيس أول دار للمعلمين بحمص.
تكوّنت اللجنة التأسيسية للمدرسة من رئيسها نجم الدين الأتاسي، شفيق بك الحسيني، سعيد الجندي، حافظ الجندلي، شفيق رسلان، توفيق الأتاسي، حسن الجندلي الرفاعي. ومعهم السادة: توفيق النجيب الأتاسي، عبد الخالق الدروبي، علي الجندلي، توفيق بك الحسيني.
وهذه اللجنة لم تكتف بما تبرّع به أعضاؤها من أموالهم الشخصية عند افتتاح المدرسة، بل عملوا على القيام بسدّ عجز المدرسة المالي وتأمين موارد مالية مستقبلية لها، بالإضافة إلى تسخير أوقاتهم للتدارس والتشاور فيما يخصّ شؤون المدرسة.
ونهض بأعباء التأسيس بشكل عملي نجم الدين الأتاسي رئيس مجلس المعارف بحمص، بمساعدة القائمقام عبد الرحمن بك، حيث اكتتب الأخير إعانة 500 ليرة ذهبية عثمانية لهذا المشروع، فجمعت من التبرعات بسعي اللجنة، واستحصلوا على الرخصة الرسمية للمدرسة تحت اسم “المدرسة الحميدية” نسبةً للسلطان عبد الحميد الثاني، وكان افتتاحها في عيد جلوس السلطان على العرش، أي في 1 أيلول 1906م. واستقبلت في سنتها الأولى 65 تلميذًا ضمن مبناها في دار بيت الكاشف بحيّ الحميدية.
وأرّخ لتأسيس المدرسة الشاعر والأديب عبد الهادي الوفائي، عبر قصيدة ألقاها في الذكرى السنوية الأولى لتأسيس المدرسة، فقال:
بظلّ مليكنا عبد الحميدِ … علونا ذورةَ المجد الوطيدِ
ووافانا الزمانُ بطيبِ عيشٍ … بهمّة نخبةِ العصر السعيدِ
بدور شيّدت في حمص دارًا … لنيل العلم بالرأي السديدِ
حماة الفضل مهدُ العلم فيها … يبلغّكم إلى قصرٍ مشيد
هلمّوا وارضعوا منها نباتًا … فتنفطموا على العيش الرغيدِ
جزا الله المعارف كلّ خيرٍ … وعلم بنفعها كلّ العبيدِ
وأبّد عرش حاميها بعزّ … مليك الرأي بالعزم الشديد
وخلّد ملكه بالنصر دومًا … بطول العمر والخير المزيد
وفائي حمص بالتاريخ نبّه … بفتح المكتب العلمي الحميدي
سنة 1324هـ (1906م)
عيّن مديرًا للمدرسة حين تأسيسها الأستاذ مصباح النحاس، ثم خلفه في ذلك الأستاذ القدير محمد علي النملي.
ضمّت المدرسة قسم الابتدائي (ثلاث سنوات)، رشدي (إعدادي، 3 سنوات)، إعدادي (ثانوي، سنتان)، وعلمي تخصّصي (سنتان)، وكان التدريس فيها باللغة العربية الفصحى. وعلى مدى السنين أصبحت بمستوى المدارس السلطانية الحكومية برخصة من نظارة (وزارة) المعارف (التعليم)، بحيث يمكن للمتخرج من المرحلة العلمية الأخيرة الدخول لمدارس اسطنبول العالية بلا امتحان.
وأمست المدرسة مقصدًا للطلاب من مختلف المناطق السورية، وصل عددهم إلى أكثر من 250 طالب، وذلك بجهود مديرها المجتهد محمد علي النملي، وبدعم مادي محلّي واسع من الأعيان والأهالي.
وقبيل الحرب العالمية الأولى بقليل، خرّجت المدرسة ثلاثة طلاب حازوا على قصب السبق على عدة مستويات. حيث أحرز الطالب بشير الأتاسي الدرجة الثامنة بين 300 تلميذ من مختلف أنحاء السلطنة العثمانية في مسابقة دار الهندسة باسطنبول. وحاز الطالب وجيه الأتاسي على الدرجة السادسة بين 100 تلميذ في مسابقة المدرسة المُلكية الشاهانية.
وكان منير الأتاسي كذلك ممن أحرزوا الدرجات في المسابقة الأخيرة. وهؤلاء وغيرهم أحرزوا درجات في مسابقات المدارس الأوروبية العليا قبيل الحرب.
اللجنة الإدارية والتعليمية للمدرسة العلمية عام 1913م:
العمدة الداخلية:
الرئيس: محمد علي النملي: مدير المدرسة.
الأعضاء: وصفي الأتاسي، مظهر رسلان، الشيخ محمد الياسين، الشيخ زاهد الأتاسي، سعيد زهور، صالح الدقاق، المير نسيب شهاب.
رجال الإدارة:
المدير الأول: محمد علي النملي. المدير الثاني: وصفي الأتاسي.
رئيس النظّار وكاتب المدير: صالح الدقاق.
النظّار: يوسف زكريا، سعيد رسلان، رشيد غزالة.
وكيل الخرج: سليمان افندي.
الطاقم التعليمي:
محمد علي النملي: أستاذ الأدبيات العثمانية والكتابة التركية ومسك الدفاتر التجارية.
الشيخ عبد الرحمن سلام: أستاذ العروض وقرض الشعر والإنشاء والخطابة.
الشيخ محمد الياسين: أستاذ التفسير الشريف ومدرّس القرآن الكريم.
الشيخ أحمد صافي: أستاذ المنطق والتوحيد والمجلّة [العدلية].
الشيخ زاهد الأتاسي: أستاذ العلوم الدينية والفرائض والأدب العربي.
يوزباشي الرديف العسكري بحمص أمين افندي: أستاذ المثلثات والجبر وفن مساحة الأراضي.
الطبيب نائل بك: أستاذ الكيمياء والنباتات والحيوانات وطبقات الأرض وحفظ اصحة.
وصفي الأتاسي: أستاذ التاريخ والحكمة الطبيعية والمعلومات المدنية.
مظهر رسلان: أستاذ فن الاقتصاد والقوانين.
الملازم نوري افندي: أستاذ القوزموغرافيا (علم الأكوان) والهندسة.
صالح الدقّاق: معلّم الجغرافيا والرسم وحسن الخط.
المير نسيب شهاب: معلّم اللغة الفرنسية والتاريخ الفرنسي.
وصفي الجندي: معلّم اللغة الفرنسية والتركية.
طاهر افندي: معلم اللغة التركية والحساب واللغة الفرنسية.
الشيخ عمر صافي: معلم التاريخ العربي والحديث الشريف والاستظهار والنحو العربي.
سعيد زهور: معلم الحساب والتاريخ والفلسفة الطبيعية.
الشيخ نجم الدين صافي: معلم الحديث واللغة العربية.
جرجس عبد الملك: معلم اللغة الإنكليزية.
الشيخ محمد الخالد الجلبي: معلم الإنشاء واللغة العربية.
يوسف زكريا: معلم اللغة التركية والحساب.
سعيد رسلان: معلم اللغة العربية والخط العربي.
الشيخ أحمد الياسين: مدرّس القرآن الكريم.
رشيد غزالة: أستاذ الموسيقى.
صحيفة المدرسة:
تأسست في عام 1911م صحيفة “المدرسة” التي كان صاحب الإمتياز فيها ومديرها المسؤول توفيق النجيب الأتاسي، لتكون منبرًا لتلاميذ المدرسة بإشراف مديرها الأول محمد علي النملي.
الاندماج مع مدرسة الإتحاد الوطني:
بسبب الأوضاع المادية المتردّية خلال فترة الحرب العالمية الأولى، قرّرت إدارتا المدرسة العلمية ومدرسة الإتحاد الوطني دمج المدرستين في مدرسة واحدة بإدارة مدير مدرسة الإتحاد الوطني الأستاذ عبد الحميد الحراكي. وتم ذلك في عام 1916م.
ومع الانسحاب العثماني من سورية ودخول الجيش العربي لحمص بقيادة عمر بك الأتاسي الذي أصبح قائم مقام حمص، اتصل به الأستاذان راغب الجمالي وعبد الحميد الحراكي بحكم صداقتهما القديمة وطلبوا منه عام 1919م تحويل المدرسة الأهلية إلى مدرسة حكومية واحدة، ففعل. وأُعلن ذلك في يوم زيارة الأمير فيصل لحمص، حيث ألقى عبد الحميد الحراكي كلمةً قدّم فيها المدرسة هديةً للدولة، فأصبحت تدعى حينها المدرسة الحسينية السلطانية، فكانت بذلك أول ثانوية رسمية في المدينة، وأصبحت تسمّى بعد العهد الفيصلي بمدرسة التجهيز.
وعام 1958م سمّيت هذه المدرسة باسم عبد الحميد الزهراوي، وانتقلت لبنائها الحالي على طريق طرابلس. وبذلك فإن المدرسة العلمية هي النواة الأولى لثانوية الزهراوي.
انظر:
طلاب في قاعة الاختبارات الطبيعية والكيميائية في المدرسة العلمية في حمص
طلاب في قاعة الموسيقى في المدرسة العلمية في حمص
طلاب البكالوريا ومعلمون في المدرسة العلمية في حمص
من الأرشيف العثماني 1910- عريضة للصدارة العظمى من مدير المدرسة العلمية الأدبية في حمص
من الأرشيف العثماني 1912- عريضة أعيان حمص ضد السلطة العسكرية التي تعرقل إنشاء مبنى “المدرسة العلمية”
من الأرشيف العثماني 1914- رسالة مدير المدرسة العلمية في حمص إلى نظارة المعارف