You dont have javascript enabled! Please enable it!
من الصحافة

من صحف 1939 – كيف تم انهيار الحكم الوطني في سورية؟

كيف تم انهيار الحكم الوطني في سورية 1939؟

في السابع من تموز تقدم الرئيس هاشم الأتاسي باستقالة إلى مجلس النواب الذي قام رئيسه بدعوة إلى جلسة طارئة لمناقشة التطورات، ووصل المندب السامي إلى دمشق قادماً من بيروت واجتمع مع بهيج الخطيب وقرر تشكيل مجلس المديرين.

صحيفة الدفاع الصادرة في يافا نشرت تقريراً موسعاً لمراسلها في دمشق عن هذه التطورات.

عنوان:

الأحداث الخطيرة في سوريا

تعليق الدستور بقرار من المفوض الفرنسي وأمره بحل المجلس

كيف تم انهيار الحكم الوطني

نص التقرير:

دمشق في 11 تموز- لمراسل الجهاد الخاص-

ألمحت إليكم في رسائلي السابقة التلغرافية منها والجوية عن الإنقلاب الخطير الذي حصل في سوريا العزيزة باستقالة فخامة رئيس الجمهورية وماتبعها من وقف الدستور بقرار من المفوض السامي الفرنسي وتعيين مجلس مديرين وغير ذلك من الأحداث الخطيرة.

سلسلة الحوادث

وأود الآن أن أبعث بالتفاصيل الوافية عن هذا الذي وقع مراعياً في ذلك تسلسل هذه الحوادث الخطيرة بحسب تواريخ وقوعها وفيما يلي بيان تفصيلي:

كان الموقف مساء يوم الخميس” السادس من تموز” متجهاً نحو الحيلولة دون استقالة الرئيس الأول، وقد زار المندوب الكونت هوتكارك في الساعة الحادية عشرة والدقيقة العاشرة من صباح الجمعة فخامة رئيس الجمهورية زيارة قصيرة. وبعد هذه الزيارة أدى فخامة الرئيس صلاة الجمعة في مسجد المهاجرين، وعاد إلى قصره يفكر في الأمر.

قراره النهائي

وعلى الأثر اتخذ الرئيس قراراه النهائي وطلب إعداد ثلاث سيارات كبيرة لنقل الأمتعة إلى حمص، فصارت هذه السيارات في الساعة الرابعة من ذات النهار ولقتها بعد قليل سيارة تقل نجل فخامة الرئيس الدكتور عدنان الأتاسي تصحبه زوجته المحترمة.

وقد وقع فخامة الرئيس كتاب الاستقالة وتركه مع كتاب لمدير غرفة رئاسة الجمهورية الدكتور نجيب الأرمنازي يوصيه فيه بأن يقدم كتاب الاستقالة إلى رئيس المجلس النيابي في صباح يوم السبت.

إلى حمص

في الساعة السادسة امتطى فخامته سيارة الرئاسة رقم واحد ترافقه عقيلته الفاضلة والمفوض المرافق السيد برهان الأسطواني إلى حمص. وقد أغلقت أبواب القصر الجمهوري منذ الساعة السادسة وأنيط برجال الدرك أمر حراسته.

إرسال الكتاب

في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم السبت قصد الدكتور نجيب الأرمنازي إلى قصر البرلمان، واجتمع إلى معالي العلامة الأستاذ فارس الخوري يسلمه كتاب استقالة فخامة رئيس الجمهورية وبعد قليل سلمت نسخ منه إلى الصحف.

التصريح للصحف

وعلى أثر تسلمه كتاب الاستقالة أدلى الأستاذ فارس الخوري لمندوبي الصحف بتصريح بعثته لكم في حينه.

دعوة النواب

أما الدعوة التي وجهت إلى النواب فهذا نصها:

(حضرة النائب الكبير السيد..

يؤسفني أن أعلمكم أن حضرة صاحب الفخامة الرئيس الجليل السيد هاشم الأتاسي أرسل اليوم كتاب استقالته من رئاسة الجمهورية.

وبناء على نص الفقرة الأولى من المادة 86 من الدستور القائلة بأنه منذ خلو سد الرئاسة بسبب استقالة الرئيس يجتمع مجلس النواب حكماً في خلال ثمانية أيام لانتخاب رئيس جديد، رأينا من المناسب أن يجتمع المجلس في الساعة الخامسة بعد الظهر من يوم الأربعاء الواقع في 12 تموز سنة 939 للقيام بالواجب الدستوري،  مع لفت نظركم إلى الضرورة المبرمة في هذا الطرف الخطير لعدم تخلف أحد من النواب عن الحضور ودمتم محترمين.

بلاغ المجلس

وقد أذاعت رئاسة المجلس النيابي قبيل ظهر يوم السبت البلاغ التالي:

وجه رئيس مجلس النواب دعوة عامة لكل من نواب سوريا لحضور الإجتماع الذي يعقد في قاعة البرلمان الساعة الخامسة من يوم الأربعاء الواقع في 12 تموز 1939 ليتلى في المجلس كتاب الإستقالة الذي قدمه حضرة صاحب الفخامة الرئيس الأول السيد هاشم الأتاسي من رئاسة الجمهورية وللقيام بالواجب الدستوري المنصوص عنه في الفقرة الأولى من المادة 86 من الدستور.

ومكتب المجلس يرجو من حضرات النواب الإسراع بالمجئ للعاصمة وحضور الجلسة في الموعد المذكور آملاً أن لا يتخلف أحد منهم عن هذا الواجب.

دمشق في 8 تموز

دعوة الوزارة

وقد قام رئيس المجلس النيابي بعد أن تبلغ استقالة رئيس الجمهورية بإبلاغ هذا الأمر إلى رئيس الوزارة السيد نصوحي البخاري وبدعوة الحكومة إلى ممارسة الأعمال الوزارية خلال الفترة التي تنقضي بين الاستقالة واجتماع مجلس النواب.

في سراي المرجة

وفي الساعة الحادية عشرة والنصف قصد رئيس الوزراء وزملاءه الوزراء إلى سراي المرجه ودعا الرئيس مندوبي الصحف إلى مقابلته وصرح لهم بما يلي: (لاشك أنكم تستغربون عودتنا بعد الإستقالة والانسحاب ولكنني أخبركم بأني تلقيت كتاباً من رئيس المجلس النيابي سأسلمه لكم الآن، فدعوت الوزراء للإجتماع، وتباحثنا في الموقف ثم قررنا النزول عند إرادة رئيس المجلس عملاً بالدستور.

قرار الوزارة:

ثم سلم السيد البخاري للصحفيين قرار مجلس الوزراء، وقد نشرناه قبلاً.

إلى الرئيس المستقيل

وقد أرسل رئيس مجلس النواب إلى فخامة الرئيس المستقيل الكتاب التالي:

فخامة الرئيس الجليل السيد هاشم الأتاسي الأفخم

تلقيت اليوم بمزيد الأسف الكتاب الذي بعثتم به إلى مع السيد نجيب الأرمنازي رئيس الغرفة، وفيه تستقيلون من رئاسة الجمهورية التي قمتم بأعبائها خير قيام ونهضم بها بعزيمة صادقة وإخلاص صميم، وبحال استلامي إياه دعوت النواب للإجتماع في 12  من الشهر الجاري لمعالجة هذه الأزمة بما تقتضيه مصلحة الوطن، كما أنني طلبت إلى السيد نصوحي البخاري أن يبقى مع رفاقه الوزراء مضطلعاً بالمهام الوزارية إلى أن يبت المجلس بقضية رئيس الجمهورية، وفي إجتماع النواب القادم سيتلى عليهم كتاب استقالتكم، ولا ريب عندي أنهم يتلقونه بالأهف الشديد والحزن العميق، وهم بذلك يعربون عن عواطف الأمة المعترفة بما لفخامتكم من الأيادي البيضاء في سبيل خدمتها.

وتفضلوا سيدي بقبول التحية والاحترام

رئيس مجلس النواب

فارس الخوري

دمشق في 8 تموز 1939

العميد في دمشق

وفي الساعة الخامسة والدقيقة الأربعين من مساء السبت وصل إلى دمشق المفوض السامي المسيو بيو يرافقه الليونات هونتزيجر وحل في قصر المفوضية العليا في الجسر الأبيض فاستقبله على باب القصر المندوب الكونت هوتكارك وحيته ثلة من الجند السنغالي.

وقد اجتمع المندوب إلى المفوض السامي فور وصوله نحو ربع ساعة وغادر القصر إلى منزله.

واستقبل المفوض بعد ذلك الكابت ماير رئيس شعبة الاستخبارات، والمسيو فيرلو مدير مكتب المطبوعات، والمسيو غروله مستشار الداخلية بالوكالة.

استدعاء بهيح الخطيب

وفي الساعة السابعة والنصف أرسلت سيارة معاون المندوب إلى دار السيد بهيج الخطيب فأقلته إلى قصر المفوض السامي حيث اجتمع به نحو ربع ساعة.

وفي الساعة السابعة والدقيقة الأربعين اجتمع المندوب المسيو دوهوتكارت والجنرال كيلر إلى المفوض السامي المسيو بيو.

تعليق الدستور

وبينما كان المفوض السامي في دمشق أذيع من محطة راديو الشرق في بيروت البلاغ الخطير التالي:

لقد نشأ عن استقالة مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية المتتابعة في سوريا فقدان تام للسلطة التنفيذية، مما يجعل تدخل الدولة المنتدبة تدخلاً فورياً أمراً لابد منه.

وفي هذه الحالة ترى الدولة المنتدبة نفسها مضطرة لإيقاف تنفيذ الدستور فيما يتعلق بالسلطتين التنفيذية والإشتراعية، والنظر في نظام موقت يمكن من إدارة البلاد إدارة منظمة طبيعية.

بناء على ذلك قرر المفوض السامي أن يعهد بالسلطة التنفيذية تحت مراقبته إلى مجلس مديري مختلف المصالح الوزارية برياسة مدير الداخلية، ويتألف مجلس المديرين بقرار من المفوض السامي ويجوز لرئيسه أن يتخذ قرارات لتعيين الموظفين الملكيين والقضاة، أو يجوز له بناء على رأي المجلس الموافق أن يصدر مراسيم لها مفعول القانون لاسيما في الشؤون المتعلقة بالموازنة، وتتخذ المراسيم الإشتراعية بعد موافقة المفوض السامي التي تجعلها نافذة.

ولقد صرح المفوض السامي أن يعلن أن حكومة الجمهورية الفرنسية، ان تكن تقصد أن لا تدع مجالاً للشك بوجوب بقاء فرنسا في الشرق ولا تزل بالرغم من تقلبات الظروف الحاضرة- أمينة لأهدافها العامة الدائمة في سوريا، وليست الهدنة السياسية التي ستتخذ مؤقتاً الآن لتحول مطلقاً دون عزم فرنسا على عقد معاهدة مع سوريا أما عطلة السلطات المحلية في الوقت الحاضر فلن ينشأ عنها تعديل أساسي في نظام البلاد.

تبليغ المجلس

وفي الساعة السابعة من مساء أمس الأحد توجه إلى مجلس النواب معاون المندوب وحمل إلى فخامة الرئيس الأستاذ فارس الخوري نسخة عن قرار المفوض السامي رقم 144 المؤرخ في 8 تموز 1939 الذي ينص فيه على الإجراءات المذكورة في هذا البلاغ وزيادة عليها ينص أيضاً في المادة الثانية منه على حل مجلس النواب على أن يعين فيما بعد موعد الانتخابات الجديدة.

ولذلك أصبح الإجتماع الذي دعا رئيس المجلس النيابي ملغياً، وبالتالي أصبح المجلس ذاته منحلاً.

مجلس المديرين

وبعد هذه الإجراءات قرر المفوض السامي بعد الإجتماع الذي تم بينه وبين السيد بهيج الخطيب أن يعين السيد الخطيب مديراً عاماً للداخلية ليرأس مجلس المديرين الذي يتألف من أربعة موظفين عينوا بقرار من المفوض السامي الفرنسي.

المصدر
صحيفة الدفاع - يافا، العدد 138 الصادر يوم الأربعاء الثاني عشر من تموز عام 1939



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى