من الصحافة
صحيفة 1954 – حزب البعث العربي الاشتراكي يفتتح فرعه في حلب
افتتح حزب البعث مقراً له في حلب في شهر تموز عام 1954م، وجاء هذا الافتتاح بعد معاودة الحزب نشاطه علنياً في سورية بعد الإنقلاب الذي جرى على أديب الشيشكلي.
صحيفة ألف باء نشرت خبراً في العدد الصادر يوم الجمعة التاسع من تموز عام 1954م.
عنوان الخبر:
حزب البعث العربي الاشتراكي يفتتح فرعه في حلب
نص الخبر:
حلب – لمراسل ألف باء- وصل اليوم إلى حلب الأستاذان أكرم الحوراني وصلاح الدين البيطار لحضور حفلة افتتاح فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في الشهباء.
وقد استقبلا وصحبهما في المطار استقبالاً كبيراً حافلاً.
وفي الساعة السادسة مساء أقيم مهرجان كبير في حديقة الأزبكية وامتلأت الحديقة على رحبها والشوارع المحيطة بها، وقدر عدد الحضور بـ 10 آلاف شخص بينهم أكثر من 5 آلاف فلاح جاؤوا من الريف والأقضية الشمالية.
وما كاد الأستاذان الحوراني والبيطار وصحبهما يدخلون الحديقة حتى دوى المكان بالهتافات والشعرات الحزبية، وقد تلا الأستاذ البيطار بياناً باسم الحزب.
وقد ابتدأ الحديث عن الاستعمار ومؤامراته في بلاد العرب قائلاً: إن الاستعمار الذي دأب منذ الحرب العالمية الأولى على استغلال بلادنا واقتسامها وعرقلة تطورها توج سياسته بأخطر جريمة استعمارية في التاريخ، ألا وهي استغلال الصهيونية العالمية مجسمة بما يدعونه “دولة إسرائية” يهد بها كياننا ويلهينا بها وبأخطارها عن كل بناء قومي آخر.
ولم يصعب على هذا الاستعمار- مع الأسف- أن يجد في الفئات السياسية الحاكمة ما يستعين به على تنفيذ مآربه، فاتكل على الرجعيين والرأسماليين والإقطاعيين من الحكام لتثبيت الأوضاع الفاسدة ومقاومة الحركات الشعبية وتشويه القيم الوطنية والأخلاق في البلاد.
إلى أن قال: أن كل تآمر استعماري يظل عاجزاً عن السير خطوة واحدة نحو التنفيذ مالم تمهد له أوضاع داخلية فاسدة، وأن حزبنا لم يدع إلى تحقيق الإنقلاب الشامل في حياة الشعب الإجتماعية والاقتصادية والفكرية إلا لإيمانه الراسخ بأن تنظيم بلادنا على أساس الإخاء القومي والعدالة الإجتماعية والحرية هو الضمانة الوحيدة لإحباط كل مؤامرة تحاك ضد سلامتنا بعد اليوم.
ثم تحدث عن برنامج الحزب ومنها إصدار قانون جديد للعمل، وقانون لحماية العمال الزراعيين والعمل لتصنيع البلاد بجميع الوسائل العلمية والفنية وختمه قائلاً: في سبيل حكم ديمقراطي شعبي، وفي سبيل النهوض بالطبقات الكادحة من عمال وفلاحين وموظفين وصغار المنتجين من صناع وتجار ومزارعين.
وفي سبيل محاربة كل سياسة تقسم بها الأمة العربية إلى معسكرات.. وفي سبيل إحباط وتحطيم كل المشاريع الاستعمارية بأنواعها وألوانها، يناضل حزبنا.. ويتوجه إلى الأمة العربية.. إلى عمالها وفلاحيها ومثقفيها أن يحضر معه في هذا النضال.