وثائق سوريا
نداء الجنرال كاترو إلى السوريين واللبنانيين في حزيران عام 1941م
نداء الجنرال كاترو إلى السوريين واللبنانيين في حزيران عام 1941م
أصدر الجنرال كاترو بياناً – نداء إلى السوريين واللبنانيين في الثامن من شهر حزيران عام 1941م، قبيل الشروع في الحملة العسكرية التي جرت بالتعاون مع القوات البريطانية لإستعادة السيطرة على سورية وطرد قوات حكومة فيشي الموالية للألمان من سورية.
نُشر النداء في الصحف وألقت الطائرات البريطانية نسخاً عن النداء في سماء دمشق.
نص النداء:
أيها السوريون واللبنانيون الكرام:
في الوقت الذي تدخل فيه قوات الفرنسيين الأحرار بالاتحاد مع قوات حليفتهم الإمبراطورية البريطانية إلى بلادكم أصرح بأنني قد توليت سلطات ممثل فرنسا في الشرق ومسؤولياته وواجباته وذلك باسم فرنسا الحرة ذات التقاليد المجيدة فرنسا الحقيقية وباسم زعيمها الجنرال ديغول.
وإني قادم إليكم بهذه الصفة لإنهاء عهد الانتداب ولأعلن حريتكم وإستقلالكم، وبناء على ذلك ستصبحون من الآن فصاعداً شعباً حراً ذا سيادة وستتمكن من أن تؤلفوا لأنفسكم دولاً منفردة أو أن تتحدوا في دولة واحدة.
وفي الحالتين سيضمن استقلالكم وتكفل سيادتكم بمعاهدة توضح بها العلاقات المتبادلة بيننا.
وستجري المفاوضات لعقد هذه المعاهدة بين ممثليكم وبيني في أقرب ما يمكن.
وريثما تعقد هذه المعاهدة سيكون موقف بعضنا من بعض موقف الحليف مع حليفه متحدين معاً كل الاتحاد في سبيل مثل أعلى واحد وأهداف مشتركة .
أيها السوريون واللبنانيون:
ترون من هذا التصريح أن قوات فرنسا الحرة والقوات البريطانية تدخل بلادكم لا للتسلط على حريتكم بل لتأمينها، وهم يفعلون ذلك لطرد قوات هتلر من سوريا وللحيولة دون جعل الشرق الأدنى “سوريا ولبنان” مركزاً يستعمله العدو للهجوم على البريطانيين وعلينا.
ونحن الذين يحاربون في سبيل حرية الشعوب لا يمكننا أن نسمح للعدو بأن يطغى على بلادكم شيئاً فشيئاً وأن يفرض رقابته على أشخاصكم ويغتصب أموالكم ويجعل منكم عبيداً أرقاء ولن نسمح بأن يسلم للعدو ما لفرنسا من مصالح قديمة العهد في الشرق.
أيها السوريون واللبنانيون الكرام
إذا استجبتم لندائي وانضممتم إلينا فأعلموا أن الحكومة البريطانية بالاتفاق مع فرنسا الحرة قد تعهدت بأن تبذل لكم جميع المزايا والفوائد التي تتمتع بها البلدان الحرة المرتبطة معها، وهكذا يرفع الحظر عن بلادكم ويتاح لكم أن تنشئوا فوراً علاقات مع البلدان الداخلية في نطاق الجنيه الاسترليني. وبذلك تفتح أمامكم أوسع الآمال في تجارة الوارد والصادر، وتتمكنون من البيع والشراء بحرية مع جميع البلدان الحرة.
أيها السوريون واللبنانيون الكرام
لقد أزفت ساعة عظمى في تاريخكم. إن فرنسا بصوت ابنائها الذين يحاربون من أجل حياتها ومن أجل حرية العالم تعلن استقلالكم.
الجنرال كاترو(1).
(1) صحيفة المقطم – القاهرة، العدد 16203 الصادر في مساء يوم الأحد الثامن من حزيران عام 1941م.