مقالات
ميشيل عفلق عام 1946 : معالم الاشتراكية العربية
معالم الاشتراكية العربية .. من مقالات ميشيل عفلق عام 1946م
اذا اردنا ان نعرف اشتراكيتنا تعريفا يميزها عن الاشتراكية الغربية، لا بل لنا من ان نلقي نظرة على نشأة الاشتراكية في اوروبا وعلى الشروط الفكرية والروحية والاقتصادية التي ادت الى ظهورها، ثم ننتقل بعد ذلك الى الكلام عن مجتمعنا العربي فنميز وضعه وشرطه وننظر فيما اذا كان الحل الذي يصلح للامم الغربية يمكن ان يكون صالحا لنا ايضا، لان اشتراكية البلاد العربية يجب ان تلبي الحاجات العربية وتراعي جميع الشروط والظروف المحيطة بالأمة العربية في مرحلتها الحاضرة.
ظهور الاشتراكية الغربية- ظهرت الاشتراكية في الغرب كحركة منظمة على اثر ظهور الصناعة الكبرى. والصناعة الكبرى وليدة الاختراعات الحديثة، بصورة خاصة اختراع الآلة، فنتج عن ذلك ان نشأت المصانع الكبيرة واجتذبت اليها العدد الغفير من العمال، وتوسعت المدن وتشكلت هذه الجماهير من العمال التي تميز العصر الحديث في الغرب خاصة وفي العالم بصورة عامة. فقد كان لا بد لهذه الصناعة الكبرى من أيد عاملة كثيرة، فترك الفلاحون قراهم وزراعتهم، وهاجر صغار الصناع واصحاب الحرف الصغيرة المستقلة صناعتهم وحرفهم اضطرارا نتيجة للمزاحمة القاسية التي فرضتها عليهم الصناعة الكبرى ذات رؤوس الاموال الضخمة المكتلة، واضطروا الى ان يشتغلوا كعمال مأجورين، بعد ان كان للفلاح أرضه وأسرته ووسطه الاجتماعي وتقاليده الروحية، وبعد ان كان للصانع الصغير المستقل حريته ولذته في العمل.
لقد اصبح جميع هؤلاء بمثابة آلات بشرية تخضع لمقتضيات الصناعة الكبرى الضخمة، وكان عليهم ان يهجروا حياتهم الماضية ويرضوا بهذا المصير البائس، فنشأت في المدن جماهير تميزت بفقدان الأواصر الاجتماعية، واتصفت بالنقمة واليأس، ثم دخلها المهاجرون المشردون من شتى الآفاق والبلدان، فلم يكن يجمع بين هذا العدد الكبير من العمال أي رابط كرابط الجنس والتاريخ والبيئة الاجتماعية، والصلة الوحيدة التي كانت تضمهم هي شيء سلبي الا وهو اليأس والنقمة.
من وحي هذا الوسط السلبي ظهرت النظريات الاشتراكية فانطبعت بطابعه وأفصحت عن حاجاته، فكانت النظريات الاشتراكية نظريات أممية لا تعترف بالوطن، منفصلة عن كل رابطة تاريخية او اجتماعية، متمردة على الدين السائد والاخلاق المعروفة، وبالجملة كانت ثورية الى ابعد حد، وكانت على حق في اتخاذها هذا الشكل، وفي اتجاهها في هذا السبيل.
ومنذ أوائل القرن الماضي بدأت البلاد الغربية والدول الكبرى مرحلة توسع وتخمة بعد ان استكملت شروطها القومية، وكانت الغاية من هذا التوسع في العالم هي ايجاد مصرف لنشاطها العسكري والاقتصادي. وكانت الطبقات الرأسمالية المتمولة هي المسيطرة على الدولة، والحكومة ليست الا ممثلة او مندوبة من قبل هذه الطبقة فنتج عن ذلك افتراق تام بين طبقتين من المجتمع، الطبقة المتمولة المستثمرة، والطبقة الفقيرة المستثمَرة، وأدت نقمة هذه الطبقة الاخيرة على المتمولين واصحاب الصناعات الكبرى الى النقمة على الأمة كلها وعلى الوطن، فاصطبغت الاشتراكية هناك بالصبغة الاممية المعادية للفكرة القومية. وقد خاطب ماركس عمال العالم وهو يقصد عمال اوروبا بصورة خاصة فقال: ليس للعامل وطن، يا عمال العالم اتحدوا.
فالاشتراكية قد توجهت اذن نحو بيئة ونوع من البشر فقد روابطه بالوطن فعلا، وقضت عليه الأزمة الاقتصادية والتنافس الرأسمالي القاسي بان يكون مبتورا عن مجتمعه قد قطعت جذوره من أرضه وقوميته، فلم تبق له الا تلك الصفة الحيوانية التي تقتصر علي الغذاء فقط، لم يعد العامل غير مخلوق لا يهتم الا بما يغذي جسمه وينقذه من الجوع.
اما المؤسسات الفكرية والروحية في الامم الغربية فقد وقفت على الغالب في صف الرأسمالية المستثمرة. فالدين انحاز الى الحكومات الرأسمالية واخذ يحميها بنفوذه ويدافع عنها، والفكر بصورة عامة انحاز الى الطبقة المحافظة، اي ان الكتاب وممثلي الفكر اخذوا يدافعون عن الوضع الراهن والماضي ويطلبون المحافظة عليه والدفاع عنه، فادى هذا الى حدوث تلك الموجة الطاغية من الثورة والتطرف اللذين حملت الاشتراكية لواءهما.
والخلاصة، ان الاشتراكية في الغرب كانت مضطرة الى ان تقف ليس ضد الرأسمالية فحسب، بل ضد القومية ايضا التي حمت الرأسمالية، وضد الدين الذي دافع عنها، وضد كل فكرة تدعو الى المحافظة وتقديس الماضي، كل ذلك لان الرأسمالية قد استغلته للدفاع عن مصالحها، فكان ضد مصلحة الحركة الاشتراكية.
العرب والمجتمع المغربي- لنعد الآن الى المجتمع العربي ولننظر الى شروطه الحاضرة، الى مميزات المرحلة التي يجتازها العرب. اننا نرى اولا ان البلاد العربية لا تشبه في شيء حالة الامم الغربية في مطلع القرن التاسع عشر فهي -اي الامم الغربية- قد انهت دور تشكيلها واستكملت شروطها ودخلت في دور جديد هو التوسع، في حين ان الأمة العربية لا تزال الى حد كبير فاقدة لحريتها وسيادتها وهي علاوة على ذلك فاقدة لوحدتها القومية، تشكو من تجزئة اقطارها.
والبلاد العربية من جهة ثانية ليست في حالة الامم الغربية من حيث المحافظة الروحية او الفكرية او الاجتماعية لان الأمة العربية تشعر وتدرك تمام الادراك ان حياتها تتوقف على نبذ القديم والدخول في مرحلة تجدد قوي حاسم، وتعرف ان ليس في حياتها الحاضرة شيء حسن يستحق ان تحافظ عليه، بعكس الامم الغربية التي كان تاريخها تاريخا صاعدا يتكامل، لذلك فهي مطبوعة بطابع المحافظة، كما ان الأمة العربية ليست امة طامعة الى الاستعمار والتوسع حتى تكون في صف معاكس للاشتراكية. فوضع الأمة العربية السياسي والروحي والحقوقي هو وضع انساني، يتوافق كل التوافق مع سير قوميتنا في اتجاه الانسانية لان الحقوق التي نطالب بها وندافع عنها هي عين الحقوق الانسانية. وكذلك فانه ليس من مبرر لاصطباغ اشتراكيتنا بالصبغة المادية، فالروح في الغرب قد وصمت وصمة كبيرة لانها وقفت الى جانب الاستغلال والظلم والرجعية والى جانب شهوة التوسع والاستعمار، فكان لابد للاشتراكية وهي الحركة التحررية من ان ترفع لواء المادة في وجه تلك الروح المحافظة الرجعية، كما كان لا بد لها أيضا حتى تستطيع الصمود واقتحام تلك الصعوبات التي تقف في وجهها فتجابه ذلك الخصم العنيد الا وهو المال وكل المؤسسات التي تدافع عنه، من ان تظهر بمظهر الدين الجديد، فجعلت من المادة فلسفة عامة للكون ونظرة للحياة. اما نحن فليس هناك ما يوجب علينا ان نتبنى الفلسفة المادية حتى نكون اشتراكيين لان الروح بالنسبة الينا هي الأمل الكبير والمحرك العميق لنهضتنا، وهي التي تتجاوب اعمق التجاوب مع أمانينا في الحرية والتجدد والعدل والمساواة. انها روح سليمة غير مشوبة بالظلم كما في الغرب. والاشتراكية بالنسبة الينا فرع ونتيجة لحالتنا القومية ولضرورات قوميتنا، فلا يمكن ان تكون الفلسفة الاولى والنظرة الموجهة لكل الحياة، انها فرع خاضع للأصل الذي هو الفكرة القومية.
اشتراكيتنا ايجابية- ان نظرة نلقيها على الصورة التي رسمناها للمجتمع الغربي الذي نشأت فيه الاشتراكية يمكن ان تنبئنا بالفروق التي تميز حياتنا ومرحلتنا عن ذلك المجتمع. فنحن امة تتأهب لاستقبال حياة جديدة، وتناضل لاستكمال حريتها ووحدتها، فالدافع الذي يحدو بها هو الامل في المستقبل والشعور بروابط الماضي والتاريخ ووحدة المجتمع، فليس لدينا ذلك الوسط السلبي الذي يخاطبه ماركس والذي لا يعرف له اصل او روح. لذلك فان حركتنا ايجابية بعكس الاشتراكية الغربية المطبوعة بطابع السلبية، ويمكننا ان نقرر بان القومية العربية مرادفة للاشتراكية في وقتنا الحاضر، فلا تناقض ولا تضاد ولا حرب بين القوميين والاشتراكيين. فالقومي العربي يدرك ان الاشتراكية هي أنجع وسيلة لنهوض قوميته وأمته، لأنه يعلم بان نضال العرب في الوقت الحاضر لا يقوم الا على مجموع العرب، ولا يمكنهم ان يشتركوا في هذا النضال اذا كانوا مستثمَرين منقسمين سادة وعبيدا. فضرورات النضال القومي توجب النظرة الاشتراكية، اي ان نؤمن ان العرب لا يمكن ان ينهضوا الا اذا شعروا وآمنوا بان هذه القومية ستضمن العدالة والمساواة والعيش الكريم للجميع. القوميون العرب هم الاشتراكيون، فهذا النضال الذي تقومون به ضد الطبقة المستغلة التي فشلت في نضالها، وشوهت النضال وانحرفت به عن طريقه واستغلته اي استغلال، ان هذا النضال الذي يقوم به الجيل الجديد هو في الوقت نفسه نضال في سبيل تحقيق الاشتراكية، لان القضاء على الطبقة المستغلة للقضية القومية، هو ايضا قضاء على الاستغلال الطبقي الاجتماعي، اي تحقيق للاشتراكية.
مشكلتنا هي القضية القومية- لكل أمة في مرحله معينة من مراحل حياتها محرك اساسي يهز اعماقها ويفجر فيها ينابيع النشاط والحيوية والحماسة ويتفتح له قلبها وهو بمثابة نقطة يتركز فيها انتباه الأمة، وتكون مفصحة عن اعماق حاجاتها في مرحلة ما.
فاذا نظرنا الى العرب في الماضي وجدنا ان هذا المحرك الاساسي كان في وقت ما عند ظهور الاسلام هو الدين. فقد قدر وحده على استثارة كوامن القوى في النفس العربية واستطاع ان يحقق الوحدة والتضامن وان يلهب النفوس ويفتح القرائح وان يحقق بالتالي تلك النهضة. في ذلك الوقت، دعي العرب الى الايمان بإله واحد، فقادهم ذلك الايمان الى تحقيق الانقلاب الاجتماعي الاقتصادي الذي كانوا بحاجة اليه. فالاصلاح الاجتماعي كان فرعا ونتيجة للايمان العميق بالدين. اما اليوم فان المحرك الاساسي للعرب في هذه المرحلة من حياتهم هو القومية، التي هي كلمة السر التي تستطيع وحدها ان تحرك اوتار قلوبهم وتنفذ الى اعماق نفوسهم وتتجاوب مع حاجاتهم الحقيقية الاصيلة. فهم مكلومون في حريتهم وسيادتهم ووحدتهم لذلك لا يمكنهم ان يفهموا لغة غير لغة القومية.
وكما استجابوا في الماضي لنداء الدين فاستطاعوا ان يحققوا الاصلاح الاجتماعي فانهم يستطيعون اليوم تحقيق العدالة الاجتماعية و المساواة بين المواطنين وضمان الحرية بين العرب جميعا، نتيجة للايمان القومي وحده.
فالفرق بيننا وبين الغرب هو ان الامم الغربية، والكبيرة منها بصورة خاصة، انها امم ذات قوميات قائمة مستكملة الشروط، فليست القومية هي المحرك الاساسي بل الاقتصاد لان المشكلة الاجتماعية تحتل المكانة الاولى في حياتها. فهم لا يختلفون على استقلال البلاد وحريتها ووحدتها، لانها مستقلة موحدة، بل على تعريف المواطن وحقوق المواطنين، وهم لا يتنازعون على تاريخ الأمة وماضيها ومستقبلها، وانما على توزيع الثروة.
انهم يختلفون على حق كل مواطن في ان يستمتع بالشروط المادية اللازمة، لتحقيق مواهبه وضمان كرامته في الحياة. ونحن بالرغم من ان المسالة الاجتماعية والاقتصادية لها خطورة كبيرة في حياتنا فهي المشكلة الاولى غير انها تابعة لمشكلة اهم واعمق هي المشكلة القومية. ولا نستطيع ان نضمن للمشكلة الاقتصادية حلا الا اذا اعتبرت فرعا ونتيجة لازمة للمشكلة القومية.
اذا القينا نظره اخيرة على وضع الأمة العربية اليوم نشاهد ان الفكر العربي اخذ يستفيق من نومه الطويل ويتأهب لخلع القيود ولانطلاق والابداع ويظهر استعداده لاسترداد حريته وحيويته الماضية، غير ان النظريات الاشتراكية الغربية تهدده بان تخنق يقظته في مهدها لانها مركبة تركيبا مصطنعا، وهي لا يمكن ان تحدث في الغرب الاضرار نفسها التي يمكن ان تحدثها في بلادنا، لان الفكر الغربي نشيط قوي ذو تراث حي متصل.. ومهما كانت النظريات الاجتماعية والسياسية مصطنعه فانها لا تستطيع القضاء على حرية الفكر الغربي وعلى نزاهته وعلى القواعد الاساسية التي يقوم عليها، في حين انه لم يمضي زمن طويل على تحررنا من العقلية السحرية والاوهام والخرافات، بل اننا لا نزال خاضعين لها الى حد ما. فكيف يكون مصير الفكر العربي اذا احتوته نظرية مصطنعة تفسر الكون والحياة وكل مظهر من مظاهر النشاط الانساني، وفي هذا التفسير ما فيه من تعسف وتعصب.
فالفرد العربي اليوم يحاول بعد خضوع مئات السنين للمجتمع ولقيوده البالية ان يسترد حقوقه شيئا فشيئا، والمجتمع الصحيح لا يقوم الا على الافراد الاحرار، فحرية الفرد شرط اساسي لتحريك المجتمع ولإنقاذه من الجمود، لانها هي التي تسمح بظهور العباقرة والمصلحين. اما الاشتراكية الغربية، فلا تعترف لهذا الفرد الذي نعلق عليه نحن الآمال الكبار، بأي حق او بأية حرية. فكيف يمكننا نحن الذين لم نكد نخرج بعد من جمود المجتمع القديم، ولم نكد نتحرر من سيطرة طغيان المجتمع ان ندخل ثانية في أسر مجتمع ليس للفرد فيه مكان غير مكان الآلة او مكان خلية سجينة في نظام ضيق محكم.
اما الخطر الثالث فهو على الروح العربية. فهي آخذة بالاستيقاظ، تحن الى البطولات الماضية وتتشوق الى بطولات جديدة، والتفكير المادي كما هو سائد في الغرب يهدد هذه الروح بالعقم والجفاف والنضوب.
اشتراكيتنا قومية- عندما نقول اننا نحتاج الى اشتراكية عربية، نقصد فقط ان تراعي الشروط الخاصة بنا كعرب في هذه المرحلة من الحياة. ونحن لا نختلف على مبدأ الاشتراكية وانما على اسلوبها، وعلى الموضع الذي يجب ان تحتله من حياتنا، فلا نقبل ان تكون قوميتنا مرحلة عارضة طارئة من مراحل التطور الاقتصادي كما تدعي الاشتراكية الغربية بل ان على الاشتراكية ان تتلاءم مع امتنا ومع نضالها القومي فلا تكون أداة للتآمر على الوطن، وعامل تفرقة او ستارا لحركات شعوبية.
نريد من الاشتراكية ان تخدم قضيتنا القومية، فعليها ان تزيدنا جرأة في الإقدام على حرية التفكير وعلى المناداة بحرية الفرد والدعوة إلى خصب الروح وغناها، لا ان تقضي على حريتنا الوليدة في مهدها.
دعوتنا الروحية دعوة واقعية- يجب ان لا يفهم من الدعوة الى الروح اننا ندعو الى المحافظة على الاوضاع الفاسدة، او اننا نتوهم ان الاصلاح الاجتماعي يمكن ان يتم بسهولة وذلك بمجرد توفر الرغبة وحسن النية، وان يظن اننا ننبذ التفكير الواقعي ونهمل ضرورات العلم ومقتضيات التفكير العلمي.
اننا بعيدون عن مثل هذه الاوهام، لأننا نؤمن بان واجبنا هو ان نكون واقعيين في تفكيرنا كما لو كنا ماديين، لان العودة بالمجتمع الى الوضع السوي المنشود لا تكون بالوهم، والسحر، والغموض، وانما بمشاهدة الواقع والتحقق من أمراضه ومداواتها مداواة حقيقية. فالطبقة المستغِلة المستثمِرة لن تتنازل عن ثروتها ومصالحها بمجرد ان ندعوها الى ذلك باسم القومية او باسم الروح والتقدمية، فلا بد من النضال والتكتل السياسي والتفكير الجدي. ان القومية في الغرب أصبحت وسيلة لاستثمار الشعب واستعباده وأداة للتعدي على الشعوب الاخرى والدين وقف الى جانب المستثمرين يدافع عنهم، والفكر اخذ يدعو الى المحافظة ومحاربة التجدد، لذلك فقدت الدعوة الروحية كل قيمة لها، وظهرت الدعوة المادية بمثابة المنقذ والمخلص. فالروح إذا آل أمرها الى ان تعجز عن معالجة الواقع، وصارت شعارا للجمود والنفعية والجهل، عندها تكون الدعوة الى المادة هي الدعوة الحقة.
فنحن مهددون بان تحل المادة محل الروح وان يحتل الإلحاد مكان الإيمان والانفلات والتطرف محل الاخلاق، اذا لم يع الشباب مسؤوليته الخطيرة وهي في ان يعطي هذه المفاهيم الروحية والقيم السامية معناها الحقيقي حتى تعود الروح فتسيطر مرة ثانية على الواقع وتفهمه وتستجيب لضروراته. فاذا ارجع الشباب الى هذه القيم الروحية معانيها الاصيلة الحقيقية أنقذ أمته من أخطار العقلية المادية التي تهددنا في اخلاقنا وحيويتنا وحرية فكرنا وافرادنا، كما تهددنا في قضيتنا القومية.
انظر مقالات ووثائق ميشيل عفلق:
في الثلاثينيات:
عهد البطولة | 1935 |
ثروة الحياة | 1936 |
في الأربعينيات:
القومية حب قبل كل شئ | 1940 |
القومية قدر محبب | 1940 |
في القومية العربية |
1941 |
نفدي العراق | 1941 |
ذكرى الرسول العربي | 1943 |
التفكير المجرد | 1943 |
واجب العمل القومي |
1943 |
الإيمان |
1943 |
المثالية الموهومة |
1943 |
المثالية الواقعية |
1943 |
المعركة الانتخابية الأولى |
1943 |
حول الاعتداء على استقلال لبنان | 1943 |
الجيل العربي الجديد | 1944 |
الأرض والسماء |
1944 |
موقفنا من النظرية الشيوعية |
1944 |
السياسة الأمريكية حول فلسطين |
1944 |
حول السياسة الأميركية والهجرة اليهودية | 1945 |
موقف الحزب من ميثاق الجامعة العربية |
1945 |
مقابلة ميشيل عفلق مع مجلة النضال |
1945 |
بيان حزب البعث العربي حول مشاكل العرب السياسية | 1945 |
بيان حزب البعث حول الإتفاق البريطاني – الفرنسي “بيفن – بيدو” | 1945 |
حول الرسالة العربية |
1946 |
الجمهورية والحرية ماذا عملنا لصيانة نظامنا الجمهوري |
18.08.1946 |
انظر ايضاً:
ميشيل عفلق: البعث العربي هو الانقلاب
ميشيل عفلق: الدور التاريخي لحركة البعث
ميشيل عفلق: الحركة الفكرية الشاملة